اختتمت في واشنطن أعمال الحوار الاستراتيجي الرابع بين الولايات المتحدة والكويت في 24 تشرين الثاني/نوفمبر بعد انطلاقها في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، معيدة التأكيد على التزام الشريكين بتعزيز استقرار الخليج وأمنه.
وعلى مدى أسبوعين، اجتمعت فرق العمل التابعة للطرفين عبر الإنترنت لتعزيز الشراكة في مجالات السياسة وحقوق الإنسان والتنمية والدفاع والأمن والتجارة والاستثمار والتربية والشؤون القنصلية والجمارك وحماية الحدود والصحة.
واستضاف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو نظيره الكويتي وزير الخارجية أحمد ناصر محمد الصباح للجلسة الختامية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان صدر بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، "استغلت دولتانا الفرصة هذه السنة لإعادة التأكيد على التزامنا المشترك بتعزيز استقرار المنطقة وأمنها".
وأعاد الطرفان التأكيد على "التزامهما الثابت" باستقرار الشرق الأوسط وشراكتهما المتواصلة في ملف محاربة الإرهاب.
وجاء في البيان أن "الولايات المتحدة والكويت تقفان جنبا إلى جنب في وجه الهيمنة المزعزعة للاستقرار التي يمارسها النظام الإيراني في مختلف أنحاء الشرق الأوسط".
وأضاف أن "توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والكويت هو إعلان قوي لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة".
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري الكويتي ناصر سالمين "تلعب الشراكة الدفاعية الكويتية الأميركية دورا مهما في الأمن والاستقرار الإقليميين وتمتد إلى مجالات مكافحة الإرهاب وردع العدوان الخارجي".
ولفت إلى أن الكويت استضافت في أيلول/سبتمبر 2018 اجتماعا لرؤساء أركان القوات المسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والقيادة المركزية الأميركية وكان له تأثير بارز في دعم استقرار منطقة الخليج.
وأضاف للمشارق أن فعاليات التمرين العسكري المشترك دسمان-1 بين مدفعية القوة البرية الجوية ومدفعية الجيش الأميركي التي أقيمت في شباط/فبراير من العام الجاري، قد عززت القدرات القتالية والعملية للقوات الكويتية.
وتابع أنه خلال اللقاء، "عمل [الجانبان] على مناقشات مستفيضة من أجل الدفاعي المستقبلي وأولوية المضي قدما في تحديث المنشآت العسكرية في الكويت المستخدمة بشكل مشترك من قبل قواتنا والقوات الأميركية".
وأشار إلى أن الشراكة بين الكويت والولايات المتحدة هي أيضا قوية للغاية في مجال مكافحة الإرهاب وإحباط الهجمات الإرهابية المحتملة وتجفيف منابع تمويل الإرهاب.
وقال إن ذلك يهدف إلى ضمان أمن وسلامة شعوب البلدين وإلى حرمان الإرهابيين والمجرمين من الملاذ الآمن.
شراكة طويلة الأمد
ومن جانبها، ذكرت خبيرة العلاقات الدولية علياء الشمري للمشارق، "لدينا شراكة ممتدة لنحو 30 عاما مع الولايات المتحدة، وهناك تعاون دفاعي بين الدولتين منذ العام 1990".
وتابعت "لا تزال الأسباب والدوافع التي دعت إلى عقد هذه الشراكة مستمرة وإن كان مصدر التهديد أو صورته قد اختلف عن ذي قبل".
وأضافت "خلال السنوات الفائتة، تطورت الشراكة بين البلدين في المجال الدفاعي واستفادت الكويت كثيرا من وجود قواعد للجيش الأميركي بالمنطقة".
وذكر أنها "حصلت على أنظمة دفاعية ودورات تدريبية ساهمت بشكل لافت في حماية المصالح الاستراتيجية لكلا الطرفين وعملت على مكافحة الإرهاب المتزايد وكبح جماح التهديدات الإيرانية".
وأكدت على امتنان حكومة الكويت وشعبه للولايات المتحدة لالتزامها بالمحافظة على أمن واستقرار منطقة الخليج وتأمين الملاحة البحرية.
’حاجة إلى يقظة مستمرة‘
وستتواصل الشراكة الأميركية-الكويتية، لا سيما مع شروع فريق جديد مؤلف من الطرفين بالعمل مع التركيز على السياسة وحقوق الإنسان والتعاون الإنمائي.
وفي السياق نفسه، قال الخبير الاستراتيجي أحمد السدحان للمشارق إن الحوار الاستراتيجي الرابع كان "مثمرا للغاية وخاصة في مجال التنمية".
وذكر أنه تم توقيع اتفاقية بين الصندوق الكويتي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية ستشمل التنمية والتعاون الدولي في كل المجالات، من الطاقة إلى الأمن الغذائي.
ومن المتوقع أن تساهم اتفاقية أخرى في تسهيل التعاون في ما يخص المسائل الصحية والأبحاث الطبية ومشاركة المعرفة وغيرها من المواضيع.
وأكد السدحان أن كلا من الكويت والولايات المتحدة "تدركان بشكل مباشر الحاجة إلى اليقظة المستمرة في مواجهة التهديدات الإرهابية العالمية وتلتزمان باتخاذ مزيد من الخطوات لمنع تمويل الإرهاب".
وختم قائلا "لذلك نحن ننسق الجهود المشتركة من أجل تبادل ومشاركة المعلومات مثل المعلومات البيومترية التي ستساعد في ردع الهجمات الإرهابية".