تشير تقارير إلى أن الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران قد خصصوا عددًا من المدارس الحكومية في صنعاء للعمل بنظام المدارس الخاصة بهدف زيادة مواردهم المالية.
حيث قام حسين الحوثي، وهو شقيق زعيم الجماعة الذي يشغل منصب وزير التعليم بالحكومة الحوثية، الشهر الماضي بتخصيص 20 مدرسة حكومية في العاصمة صنعاء للعمل بنظام المدارس الخاصة أو الأهلية وبرسوم دراسية باهظة الثمن.
وقال وليد علي من مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة للمشارق إن هذه المدارس، التي يتم دعمها وتمويلها من قبل المجتمع، "ستقدم خدمة تعليمية متميزة".
إلا أن مسؤولين وخبراء يمنيين حذروا من أن هذا التحرك يمثل "شكلًا من أشكال الفساد" ولا يؤدي إلا لزيادة نفوذ الحوثيين وداعمهم الحرس الثوري الإيراني في اليمن.
استخدام البنايات العامة للمدارس الخاصة
وأضاف علي أن الوزارة قد خصصت مدرستين في كل مديرية من مديريات العاصمة، بإجمالي 20 مدرسة، لتعمل كمدارس خاصة.
وذكر أن "هذه المدارس الخاصة ستعمل في الفترة المسائية بينما تستمر المدارس الحكومية بتقديم التعليم المجاني بالفترة الصباحية. كما سيتم انتقاء المعلمين الذين سيعملون بنظام التعليم الخاص من بين أكثر المعلمين كفاءة، حيث أن الخدمة المقدمة ليست مجانية".
وبحسب علي، فإن الرسوم الدراسية المقرة في نظام التعليم المجتمعي هي 65 ألف ريال (260 دولارا أميركيا) للصف الأول ابتدائي وحتى الصف السادس، و85 ألف ريال (340 دولارا أميركيا) من الصف السابع وحتى التاسع و95 ألف ريال (380 دولارا أميركيا) للمرحلة الثانوية.
ورغم أن العام الدراسي الجديد بدأ في 17 تشرين الأول/أكتوبر بمناطق سيطرة الحوثيين، فإن مدارس التعليم المجتمعي لا زالت في طور تسجيل الطلبة والاستعداد للعام الدراسي 2020-2021.
ولإطلاع الناس على المفهوم، نظم ناشطون تابعون للحوثيين حملات إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، كما قاموا بتوزيع منشورات في الشوارع وأماكن التجمعات، للتعريف بهذا النوع من المدارس.
من جانبه، قال محمد المقطري من اتحاد المدارس الأهلية للمشارق إن التعليم المجتمعي الذي يستخدم مباني المدارس الحكومية هو "نوع من الفساد لأنه يستغل المباني التي جهزتها الدولة من أموال الشعب دون تخصيص عائدات مالية للدولة".
وتابع أن جزءًا من العائدات سيذهب لدفع مرتبات المعلمين وجزء لتغطية النفقات التشغيلية، "فيما سيذهب الجزء الأكبر لصالح الحوثيين لتمويل مشاريعها".
مدارس الحوثيين تدرس ’أجندة الحرس الثوري الإيراني‘
بدوره، حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني من "نتائج كارثية نتيجة عبث الحوثيين بالعملية التعليمية".
وقال إن الميليشيا، بدعم من الحرس الثوري الإيراني، تقدم مفهوم المدارس الخاصة لتحويلها إلى مراكز دعاية لخدمة أجندة الحرس الثوري الإيراني.
وأكد أن الرسالة في تلك المدارس ستكون متطرفة وتدعو لنشر الفوضى والعنف في اليمن والمنطقة.
كما علق الوزير على أن جهود الحوثيين لإلغاء التعليم المجاني و"الحصول على رسوم لتمويل الحرب" هي عمل يهدف لغسل أدمغة الطلاب وتزوير التاريخ.
من جانبه، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن التدمير المستمر للتعليم هو نتيجة لانقلاب الحوثيين.
وأضاف أن أكثر من 3500 مدرسة في اليمن دمرت بشكل كلي أو جزئي بسبب القصف الحوثي أو يتم استخدامها كمخازن أسلحة.
وذكر أن أكثر من 2 مليون طالب لا يستطيعون الانتظام بالمدارس بسبب الحرب في اليمن، وأن الحوثيين يستغلون الوضعلإرسال هؤلاء الأطفال إلى الجبهات الأمامية عبر إغراء أسرهم برواتب شهرية منتظمة.
وفي هذه الأثناء، لم يحصل معظم المعلمين على رواتبهم، لذا فإن الضغوط المالية التي يواجهونها قد صعبت عليهم تنفيذ مهامهم التدريسية.
بدوره، قال عرفات محمد، وهو معلم من صنعاء، للمشارق إن الحوثيين استغلوا الدعم المخصص للتعليم الذي قدمته المنظمات الدولية في إعداد مناهج معدلة تخدم أجندتهم التي يدعمها الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف محمد أنه لن يُسمح للمعلمين مثله بالتدريس في المدارس المجتمعية الجديدة، وهذا لأن الحوثيين يفضلون المعلمين الذين يخدمون دعايتهم ويعززون الطائفية والأفكار غير المتسامحة التي تشق الصف.