تفاجأ أحد سكان بيروت، علي عمر حسين، عندما علم في أول يوم عمل تطوعي له برفع الأنقاض من مرفأ بيروت المدمر بأنه سيتلقى بدلا ماليا لقاء عمله هذا.
وحسين العاطل عن العمل، تضرر بيته أيضا في الكرنتينا من انفجار مرفأ بيروت، وهو واحد من بين مجموعة من الشباب الذين عملوا ظرفيا على رفع الحطام والركام من محيط المرفأ.
والمشروع الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمنفذ كجزء من برنامج دعم المجتمع المحلي، يساعد في تنسيق جهود التنظيف.
ويؤمن أيضا فرصة عمل لأهالي المنطقة المنكوبة.
وأكد حسين أنه عندما لبى نداء التطوع، "لم يكن أعرف أنني سأجني بعض المال الذي سيساعدني على إصلاح باب منزلي ونوافذه وتلبية حاجات زوجتي وطفلي".
وقال للمشارق: "ما إن وصلت في اليوم الأول إلى موقع التجمع، أبلغني مسؤول في البرنامج أنني سأتقاضى 20 دولار عن كل يوم".
وأضاف: طرت من الفرح، وعملت ستة أيام بين المرفأ والكرنتينا وقبضت 120 دولار".
وعمل مشروع برنامج الدعم المحلي مع خمس منظمات محلية لاختيار وتدريب وتوفير الدخل لـ 341 عاملا ظرفيا لإزالة الحطام من الأحياء الأكثر تضررا وفرزها والتخلّص منها بشكل سليم.
طلاب يشاركون في التنظيف
وإنضم طلاب برنامج المنح الدراسية الجامعية الممول من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية لمبادرة التنظيف، كجزء من التزامهم بالعمل التطوعي.
ويفرض برنامج المنح الدراسية على جميع الطلاب المشاركة في العمل التطوعي وانهاء فترة محددة من التدريب، بالإضافة إلى حضور ورش عمل حول القيادة والتطوير الوظيفي.
وبرنامج دعم المجتمع المحلّي هو برنامج يمتد اخمس سنوات بقيمة 80 مليون دولار، وينفّذ مجموعة من مشاريع الاستجابة السريعة والتنمية المجتمعية بالشراكة مع البلدياّت ومنظّمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وانضمت أيضا طالبة الإعلام ماريا بشارة علون، 22 عاما، إلى البرنامج، ما سمح لها بشراء أجهزة إلكترونية أتلفها الانفجار بعدما تضرر المنزل العائلي في منطقة الرميل- الأشرفية.
وقالت إن "الانفجار تسبب بأضرار جسيمة في منزلنا وأتلف جميع الأجهزة الإلكترونية. كان همي شراؤها، لكنني لم أكن أملك المال لذلك".
وتابعت: "وفيما كنت بحيرة من أمري، تلقيت اتصالا من جمعية نحن [وهي منظمة غير حكومية يقودها الشباب وتجمع المتطوعين من جميع أنحاء لبنان]، وعرضت علي فرصة العمل برفع الردم من المناطق المتضررة".
واستطدرت: "التحقت فورا بالعمل لفترة 20 يوما لقاء 20 دولار باليوم، أي ما مجموعه 400 دولار"، وهو مبلغ مكنها من شراء الأجهزة.
وأكدت علوان أن المشروع شكل خشبة دعم مهمة لنا لإننا جميعنا عاطلون عن العمل"، مشيرة إلى أن المبادرة وفرت لها ولغيرها من الشباب فرصة للمساعدة ولجني المال في آن واحد.
مساعدة السكان ودعمهم
وفي حديثه للمشارق، أوضح المشرف الميداني على البرنامج معروف مزهر، أن برنامج دعم المجتمع المحلي "وضع آلية للتدخل لمساعدة المجتمع المتضرر".
وذكر أن الهدف هو إزالة الانقاض المتراكم في الشوارع، فضلا عن زيادة مدخول المواطنين الذين تضررت بيوتهم جراء الانفجار.
وقال إن أعمال رفع الركام نفذت بالتعاون مع خمس جمعيات لبنانية، وتم استقطاب 341 شخصا من أبناء المنطقة لقاء بدل مالي لرفع نحو 4400 طن منها.
وأردف مزهر أن المبادرة "تركت أثراً إيجابياً لدى المتضررين، وحققنا كوكالة أميركية للتنمية الدولية هدفهنا الأساسي وهو مساعدة المجتمع المحلي الذي يحتاج فعلا لهذا الدعم".
وأكد أن برنامج دعم المجتمع المحلي سيستمر في خدمة أكثر المجتمعات حرمانا في لبنان، عبر مواصلة أنشطته لإعادة التأهيل في أحياء بيروت المتضررة.