قال خبراء لموقع المشارق إن سلاح حزب الله وتورطه في الحروب الإقليمية لصالح الجهة الداعمة له أي إيران، يؤديان إلى انهيار اقتصاد لبنان ونظامه السياسي.
وأوضحوا أن الحزب عزل لبنان عن دول المنطقة والدول الأخرى الرافضة تقديم الدعم طالما أن حزب الله يفرض سيطرته على مقاليد السلطة في البلاد.
وفي حين يأمل بعض الناشطين اللبنانيين أن الحزب قد يسلم سلاحه في تسوية مع الفصائل السياسية الأخرى، إلا أن الغالبية تستبعد ذلك مشيرة إلى أن حزب الله يقدم لإيران ولاء تاما.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والناشط السياسي حنا صالح للمشارق إنه من غير المرجح أن ينزع حزب الله سلاحه من تلقاء نفسه.
وأضاف أن ذلك يعود جزئيا إلى صلته القوية بإيران، لافتا إلى أن قراره "عند المرشد الأعلى علي خامنئي" وأنه بالتالي ذراع للحرس الثوري الإيراني.
وتابع أنه نظرا للدور الذي يلعبه في الحكومة وخارجها، يمنع حزب الله المجتمع الدولي من مساعدة لبنان.
وأوضح أنه لاستعادة الدولة وتحريرها من سطوة حزب الله، سيكون من الضروري "إيجاد بنية سياسية وحكومة مستقلة وقضاء لحماية مؤسسات الدولة" وفق ما يطالب به المتظاهرون.
وأشار إلى أن التغييرات السياسية الحالية تشكل فرصة للتوصل إلى تسوية داخلية "تجعل أمرة السلاح بيد الدولة والعودة للعمل بالدستور".
مناشدات للتغيير في لبنان
ومن جانبه، قال الناشط السياسي سمير سكاف إنه منذ انطلاق المظاهرات العام الماضي، تمسك المشاركين فيها بمطالبهم التي تكمن بتغيير الحكومة.
وأضاف أن هذه المطالبة بالتغيير تشمل أيضا حزب الله.
وتابع أن الحزب هو جزء أساسي من الحكومة ويتحكم بالقرارات، الأمر الذي يعني أنه لم يتم تشكيل أي حكومة من دون موافقته. وقد حوّل ذلك لبنان إلى "دولة فاشلة".
هذا ووجه بعض المتظاهرين اللوم لحزب الله على الوضع الذي يعيشه لبنان، قائلين إن هذه نتيجة أنشطته خارج حدود البلاد.
ولفت إلى أن الشعب اللبناني "غير راض عن حزب الله لهيمنته على البلد ومشاركته بنزاعات المنطقة".
وأكد أن أنشطته تهدد كيان الدولة ومنعت المجتمع الدولي من مساعدة لبنان على النهوض من أزماته الاقتصادية والمالية الكبيرة.
ʼحزب الله يعتبر نفسه إيرانياʻ
ومن جهته، اعتبر المحلل السياسي سيمون أبي فاضل أن الدولة غير قائمة باقتصادها وأجهزتها بسبب سيطرة حزب الله على قرارها السياسي والأمني والعسكري والاستراتيجي.
وأضاف أن تدخل حزب الله في الحروب الإقليمية وشتائمه ضد دول الخليج "قضت على اقتصاد لبنان وجعله دولة فاشلة".
وذكر أن هذه الأفعال دفعت دول الخليج والعالم إلى مقاطعة لبنان، فانتفى الاستثمار العربي والدولي مما ساهم في ازدياد الانكماش الاقتصادي.
وقال إن الشعب اللبناني حاول استعادة البلاد عبر المشاركة في مظاهرات طالبت بنزع سلاح حزب الله، مضيفا أن هذه المطالبات قوبلت بالعنف من قبل عناصر ومؤيدي الحزب.
واستبعد إمكانية انخراط حزب الله في السياسة اللبنانية كمجرد حزب سياسي نظرا لارتباطه بإيران، قائلا إن الحزب "يفاخر بسلاحه وأمواله الإيرانية".
وختم أبي فاضل قائلا "لا يمكن النظر لحزب الله على أنه حزب سياسي لبناني طالما يعتبر نفسه إيرانيا".