قال خبراء عراقيون إن الفصيل العراقي الجديد الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات ضد المصالح الأميركية، ليس سوى محاولة للتضليل وصرف الانتباه عن الميليشيات القوية التي تدعمها إيران والمسؤولة عن شن الهجمات.
وظهرت عصبة الثائرين للمرة الأولى عندما أعلنت مسؤوليتها هن هجوم استهدف في 11 أذار/مارس الماضي قاعدة التاجي الجوية بـ 18 صاروخا، ما أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وآخر بريطاني
وبعد ثلاثة أيام استهدف معسكر التاجي من جديد بوابل من صواريخ الكاتيوشيا بلغ عددها 31، تسبب بسقوط عدد آخر من الضحايا حسبما أكد مسؤولون من التحالف الدولي وقيادة العمليات المشتركة.
وفي 8 نيسان/أبريل، نشرت الميليشيا مقطع من شريط مصور تم تصويره من الجو بطائرة مسيرة، يظهر مبنى السفارة في بغداد وقاعدة عين الأسد الجوية غربي الأنبار.
وترافق ذلك مع تهديدات بالانتقام لمقتل اللواء الإيراني البارز قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، اللذان قتلا في غارة جوية أميركية مظلع هذا العام.
’الفصائل التي أنشأتها إيران‘
وسبق لستة فصائل مجهولة أن أعلنت مسؤوليتها عن هجمات مماثلة استهدفت في الأشهر الأخيرة المصالح الأميركية، زاعمة العمل تحت راية "المقاومة الإسلامية".
وعلى الرغم من عدم ظهور قيادة لعصبة الثائرين أو أي من الجماعات الجديدة الأخرى، غالبا ما تتصدر عملياتها عناوين الأخبار في وسائل الإعلام الإيرانية أو تلك التابعة للميليشيات.
ويعزز ذلك المقاربة التي تعتبر أن هذه الجماعات أنشئت لتعلب دورا إعلاميا يصرف النظر عن الميليشيات البارزة التي باتت اليوم جزءا من المشهد السياسي في العراق.
وتضم الفصائل الجديدة سرايا المنتقم وقبضة المهدي، إضافة إلى أصحاب الكهف التي تبنت عمليات تفجير عبوات ناسفة على طرقات مرور قوافل الدعم اللوجستي العائدة للتحالف الدولي.
وأكد الباحث والكاتب السياسي، عبد القادر النايل، أن هذه المجموعات "لا وجود لها"، مضيفا أن "المنفذين الفعليين لهذه الأنشطة هم كتائب حزب الله وحركة النجباء وعصائب أهل الحق، وهم الجماعات الأكثر موالاة لإيران".
وأردف لديارنا، أن إيران اضطرت إلى نشر أسماء ميليشيات غير معروفة "لإخلاء مسؤولية جماعاتها الأساسية عن تصعيد الهجمات ضد البعثات الأميركية والأجنبية، وبالتالي تجنيبها أي رد فعل انتقامي من واشنطن".
وتابع أن عصبة الثائرين وغيرها ليسوا إلا "واجهات" ابتدعها النظام الإيراني للإبقاء على نفوذه، ولإثبات سيطرته على مجموعات من المرتزقة في العراق قادرة على تنفيذ أجندته.
استخدام العراق كمنصة لأنشطتها
وشدد النايل على أن تصعيد هذه الجماعات لهجماتها بتوجيه مباشر من الحرس الثوري الإيراني، يعتبر "مؤشرا خطيرا على سعي إيران لجعل العراق مسرحا للمواجهة غير المباشرة مع المجتمع الدولي".
ويظهر أيضا، وفقا له، أن هذه الميليشيات ماضية في خدمة إيران "على حساب مستقبل بلادها وأمنها واستقرارها".
إلا أن الخبير السياسي غانم العابد يرى أن عصبة الثائرين وبقية الميليشيات المستحدثة، قد لا تكون واجهات كما يعتقد البعض بل ربما هي بالفعل كيانات مسلحة أوجدتها إيران وتمثل بالنسبة لها "نخبة النخبة".
وأوضح أن ما يدعو إيران لتشكيل فصائل جديدة تضم أعضاء منتقين من وكلائها البارزين وعلى رأسهم كتائب حزب الله، هو رغبتها في استقطاب شخصيات تثق بهم وبولائهم لها.
وأكد أن إيران تحاول عبر إنشاء هذه الجماعات الجديدة، كعصبة الثائرين، "تصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة على الأراضي العراقية" كورقة تستفيد منها على طاولة المفاوضات لتخفيف الحصار الاقتصادي المفروض عليها.
بدوره، قال مستشار المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين، إن الميليشيات الموالية لإيران "ليست سوى أداة بيد المرشد الإيراني والحرس الثوري الإيراني والاستخبارات الإيرانية".
وأضاف لديارنا، أن إيران تستخدم أولئك الوكلاء لتنفيذ مشروع تصدير ثورتها والهيمنة على المنطقة عبر "تغذية العنف والاضطرابات والانقسام الطائفي، إضافة إلى نشر تهريب الأسلحة والمخدرات وغسيل الأموال".
وأشار إلى أن وسائل الإعلام الموالية لإيران تروج لميليشيات جديدة بهدف التمويه عن وكلائها المتشددين والتستر على أنشطتهم، الذين ما يزالون يهددون سيادة العراق ومصالح مواطنينه على الرغم من دخولهم معترك الحياة السياسية.