إرهاب

تقرير: فرقة الاغتيالات التابعة لحزب الله ’الوحدة 121‘ ما تزال ناشطة

جمال سليمان من بيروت

لوحة إعلانية ترفع صورة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في طريق رئيس ببيروت يوم 16 كانون الثاني/يناير 2014، في وقت كانت فيه محكمة في هولندا مدعومة من الأمم المتحدة تحاكم غيابيا أربعة متهمين من حزب الله بجرم اغتيال الحريري في تفجير سيارة مفخخة عام 2005. أصدرت المحكمة حكمها في 18 آب/أغسطس 2020. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

لوحة إعلانية ترفع صورة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في طريق رئيس ببيروت يوم 16 كانون الثاني/يناير 2014، في وقت كانت فيه محكمة في هولندا مدعومة من الأمم المتحدة تحاكم غيابيا أربعة متهمين من حزب الله بجرم اغتيال الحريري في تفجير سيارة مفخخة عام 2005. أصدرت المحكمة حكمها في 18 آب/أغسطس 2020. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

منذ صدور حكم في 18 آب/أغسطس الماضي أدين بموجبه عضو حزب الله سليم عياش بجرم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ظهرت تقارير تشير إلى أنه كان ينتمي إلى فرقة اغتيال سرية للغاية تُعرف باسم الوحدة 121.

وكانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة قد دانت غيابيا عياش، 56 عاما، بجرم تنفيذ التفجير الانتحاري الذي أدى عام 2005 إلى مقتل الحريري و21 شخصا آخر. وأصدرت المحكمة حكما غيابيا ثان، برأت بموجبه ثلاثة أعضاء آخرين من حزب الله.

وبعد صدور الحكم، أعرب الكثير من اللبنانيين عن استيائهم لأن المحكمة لم تربط مباشرة حزب الله بالهجوم، مع اعتقاد بعضهم أن الميليشيا المدعومة من إيران هي وراء عملية الاغتيال.

وأكدوا للمشارق استحالة أن يكون عياش قد قرر منفردا ارتكاب هذا النوع من الجرائم، مذكرين أنه كان عضوا في حزب الله وأن قائد الحزب حسن نصر الله رفض تسليم المتهمين إلى المحكمة.

أصدرت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة في 18 آب/أغسطس حكما غيابيا في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 في تفجير انتحاري ضخم، دانت بموجبه عضو حزب الله وصاحب الصورة سليم عياش. [صورة متداولة على الإنترنت]

أصدرت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة في 18 آب/أغسطس حكما غيابيا في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 في تفجير انتحاري ضخم، دانت بموجبه عضو حزب الله وصاحب الصورة سليم عياش. [صورة متداولة على الإنترنت]

في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست في 25 آب/أغسطس الماضي، جاء نقلا عن مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين من الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية وشرق أوسطية، أن عياش كان عضوا في فرقة اغتيال تابعة لحزب الله.

وكشف هؤلاء المسؤولين للصحيفة مشترطين عدم ذكر أسمائهم لحساسية هذه المعلومات الاستخباراتية، أن فرقة الاغتيال المعروفة باسم الوحدة 121 نفذت عمليات اغتيال بأوامر مباشرة من نصر الله.

وذكرت الصحيفة أن الوحدة 121 نفذت ما لا يقل عن أربع عمليات اغتيال أخرى، وكانت عند مقتل الحريري ناشطة منذ سنوات وتعمل تحت هويات مختلفة وعياش عضوا فيها منذ فترة طويلة.

وأكد المسؤولون أن عياش ترأس فيما بعد الوحدة 121.

وحدة سرية للغاية

وفي سياق متصل، قال منشق عن حزب الله فضل عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام، إن الوحدة 121 "هي وحدة سرية للغاية تم إنشاؤها بعد سنة 2000 بهدف تنفيذ اغتيالات سياسية".

ولفت للمشارق إلى أن عضوية هذه الوحدة تتطلب من عناصر حزب الله "الخضوع لدورات نفسية وعقائدية وأمنية"، تتضمن فترات من العزل المنفرد حيث ينقطع العنصر عن جميع الناس وحتى عن التلفزيون وجميع الوسائل الإعلامية الأخرى.

وتابع أن عضوية الوحدة 121 مرتبطة بمدى التقدم داخل صفوف الحزب، مع تسليم بعض أعضاء فرقة الاغتيال فيما بعد "قيادة وحداتهم الخاصة".

وأكد المنشق عن حزب الله أن أعضاء هذه الفرقة يعملون "بناء لأوامر مباشرة من نصر الله، ويعود إليه وحده تقرير مصير المستهدفين إما بالتصفية أو بالسجن".

وكان القرار هذا يعود في السابق إلىالقائد العسكري في حزب الله عماد مغنية الذي قتل عام 2008، وبعده مصطفى بدر الدين، الذي قتل بمنطقة دمشق في أيار/مايو 2016.

ووفق المنشق، "تعاون الوحدة 121 الوحدتان 200 و900".

وأضاف أن "الوحدة 200 تهتم بجمع المعلومات وتركيب كاميرات المراقبة وأجهزة التنصت، فيما تٌّعنى الوحدة 900 بالأمن الداخلي للحزب والموارد البشرية والتحقيق".

من جانبه، أوضح عضو الحركة التصحيحية الشيعية حسين عز الدين، أن أول إشارة حول وجود الوحدة 121 جاءت بعد مقتل مغنية.

أما الوحدة 119 فتم الحديث عنها بعد مقتل مصطفى بدر الدين حسبما ذكر للمشارق، وفي ذلك إشارة "إلى أنهما الوحدتان اللتان كانتا تنفذا عمليات القتل والاغتيالات".

’مسلسل إراقة الدماء‘

أما الباحث والناشط السياسي لقمان سليم، فأكد للمشارق أن الاغتيال السياسي هو جزء لا يتجزأ من نهج عمل حزب الله.

وأوضح أن "المبدأ في قاموس حزب الله هو إباحة استخدام العنف".

ولذلك، أضاف، "ليس من المستغرب على من يبيح الاغتيالات أن ينشأ الوحدة 121 بهدف تنفيذها".

وتعليقا على التقارير التي تفيد بأن هذه الوحدة ما تزال ناشطة، اعتبر أنه لا يمكن التكهن إذا ما كانت ستنفذ أي اغتيالات أخرى، معربا في الوقت عينه عن خشيته من "عودة مسلسل إراقة الدماء".

وأردف: "حين نراقب المشهد العراقي، علينا أن نتوقع كل شيء".

وختم سليم مستطردا: "اعتدنا أنه عند يحل فراغ بالسلطة في لبنان، وفي ظل نظامه [السياسي] المشلول، يكون [الوضع] ملائما للاغتيالات الدموية كجزء من الاضطراب السائد".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500