أظهر توقيف أحد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مؤخرا، أن قوات الأمن اللبنانية في حالة تأهب قصوى لإحباط أي تهديد إرهابي، على الرغم من انشغال الجيش عقب انفجار مرفأ بيروت، وفقا لما أكده خبراء أمنيون.
وأعلنت مديرية قوى الأمن الداخلي في لبنان يوم 26 آب/أغسطس، أن شعبة المعلومات التابعة لها اعتقلت شخصا سوريا ينتمي إلى تنظيم داعش.
وأوضحت في بيان أن عنصر داعش المعتقل ادلى بمعلومات خطيرة حول خطط لاستهداف عناصر من الجيش وقوى الأمن بعملية "إنغماسية" (انتحارية) في منطقة الجميزة بعيد إنفجار مرفأ بيروت.
وبنتيجة عمليات رصد دقيقة، تمكنت الشعبة من تحديد هوية المشتبه به، ويُدعى ح.ع من مواليد عام 2000.
وأضافت مديرية قوى الأمن الداخلي، أن قوة خاصة بشعبة المعلومات أوقفت المدعو ح.ع يوم 18 آب/أغسطس، مؤكدة أنه اعترف بانتمائه إلى تنظيم داعش ودخوله لبنان خلسة وتواصله مع مناصري داعش على وسائل التواصل الاجتماعي.
واعترف أيضا وفقا لمديرية قوى الأمن الداخلي، أنه "أراد مؤخرا العودة إلى سوريا للالتحاق بمجموعات داعش هناك، لكنه عدم حيازته لأوراق ثبوتية منعه من ذلك، فقرر البقاء في لبنان وتنفيذ عمليات إرهابية على أراضيه".
واعترف المشتبه به أنه "تواصل مع شخص في الموصل وآخر في سوريا واستحصل منهما على فتاوى شرعية لقيامه بعملية إنغماسية تستهدف عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في منطقة الجميزة تحديدا، كونه انتقل إليها بعد حصول الانفجار بيوم واحد وعمل في رفع الأنقاض والزجاج المحطّم لقاء بدل مالي".
القوات الأمنية تتعهد بمكافحة الإرهاب
وأكد مصدر عسكري في قيادة الجيش للمشارق بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "انشغال الجيش بانفجار مرفأ بيروت لا يلهينا عن متابعة مهماتنا الأساسية، وبالدرجة الأولى تعقب الأنشطة الإرهابة وتحديد مواقعها وذلك بالتنسيق مع القوات الاستخباراتية".
من جهته، اعتبر الخبير الأمني العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن اعتقال مديرية قوى الأمن الداخلي لعنصر من داعش مؤخرا، يؤكد جهوزية الأجهزة الأمنية لضبط الأمن في لبنان "حتى وسط أعقد الظروف".
وأضاف للمشارق، أن وحدات المخابرات والمعلومات والاستقصاء تعمل بطريقة منسقة للقضاء على الإرهاب المحلي والعابر للحدود.
ورأى ملاعب أن ساحة انفجار مرفأ بيروت والمناطق المحيطة ما تزال تخضع لإجراءات أمنية مشددة للحؤول دون حصول أي خروقات أمنية أو عمليات إرهابية.
وتابع: "مما لاشك فيه أن الساحة اللبنانية بعد انفجار مرفأ بيروت... باتت أرضا خصبة لعودة داعش"، لكن الأجهزة الأمنية اللبنانية تمتلك "تقنيات حديثة في عالم الاتصالات، بينها تقنيات تسمح لها بكشف الخلايا الإرهابية النائمة".
أما الصحافي جورج شاهين، فقال للمشارق إن إعلان حالة الطوارئ ووضع المنطقة المنكوبة تحت المراقبة الأمنية المشددة، أدت إلى القبض على عنصر داعش.
وذكر أن هاتفه الخليوي كشف عن تبادله رسائل عبر تطبيق واتسأب مع أشخاص في الموصل بالعراق وإدلب بسوريا.
وبينت الرسائل تواصله مع أشخاص اقر أنه لا يعرفهم، لكنهم أفتوا له القيام بالعملية التي خطط لها. كما اعترف بأن "أحد مساعديه دخل أحد المخيمات الفلسطينية للحصول على قنبلة يدوية ومتفجرات"، على حد قول شاهين.
ولفت إلى أن عودة العمل الإرهابي حضر على طاولة اجتماع المجلس الأعلى للدفاع يوم 25 آب/أغسطس، وذلك ضمن البحث في جريمة بلدة كفتون التي ذهب ضحيتها ثلاثة شباب.
وأردف شاهين أن المجتمعين توصلوا "إلى تفاهم على تعزيز التعاون بين جميع الأجهزة الأمنية، لتشديد التدابير الأمنية في كل المناطق الموبؤة بالإرهاب".
وقتل ثلاثة أشخاص في إطلاق نار بقرية كفتون شمال لبنان يوم 21 آب/أغسطس. وقالت الوكالة الوطنية للأنباء إن إطلاق النار جاء من سيارة أوقفها الضحايا أثناء مرورها في القرية.
وعقب الحادث، عثر على السيارة مهجورة وفيها مسدس وكاتم للصوت وعبوة ناسفة صغيرة وسلك كهربائي.