تعهد قادة العالم الأحد، 9 آب/أغسطس بأكثر من 250 مليون يورو (298 مليون دولار) من المساعدات لصالح لبنان، وفق ما أعلنت فرنسا التي استضافت المؤتمر، على أن تُسلّم المساعدة الطارئة "مباشرة" لشعب يرزح تحت وطأة الانفجار القاتل في بيروت.
فالانفجار المهول يوم 4 آب/أغسطس لمخزون ضم من أمونيوم النترات تسبب في مقتل أكثر من 150 شخص، وإصابة حوالي 6000 وتشريد نحو 300 ألف في بلد يعاني أصلا أزمة صحية واقتصادية.
وشارك في المؤتمر الافتراضي الذي استضافه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة، خمسة عشر رئيس دولة بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتعهدوا بالتضامن مع الشعب اللبناني.
ووعدوا بجمع "موارد ضخمة" خلال الأيام والأسابيع القادمة.
ولم يذكر البيان المشترك الصادر عقب الاجتماع والذي شهد مشاركة ممثلين عن قرابة 30 بلدا إلى جانب الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، لم المبلغ إجمالي.
لكن مكتب ماكرون قال إن المبلغ الإجمالي "للمساعدة الطارئة المتعهد بها أو التي يمكن جمعها بسرعة" يصل إلى 252.7 مليون يورو.
’أكبر قدر من الفاعلية والشفافية‘
وشدد البيان المشترك على القلق إزاء فساد الحكومة اللبنانية.
وجاء في البيان "المشاركون اتفقوا على أن تكون مساعدتهم في الوقت المناسب وفعالة وتتماشى مع احتياجات الشعب اللبناني، ومنسقة بشكل جيد برعاية الأمم المتحدة، على أن تقدم مباشرة إلى الشعب اللبناني مع أكبر قدر من الفاعلية والشفافية".
وقال مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالوكالة جون بارسا في اتصال بالمؤتمر الأحد إن المساعدة الأميركية، حوالي 15 مليون دولار المعلن عنها لحد الآن "لن تصل إلى الحكومة".
وحثت الدول المانحة السلطات اللبنانية على "الالتزام التام بتنفيذ إجراءات وإصلاحات" من أجل صرف الدعم على المدى الطويل من أجل النهوض الاقتصادي والمالي بالبلاد.
وقال إن المساعدة لإجراء "تحقيق محايد وموثوق ومستقل" حول انفجار الثلاثاء "ضروري ومتاح فورا، بطلب من لبنان".
وأوضحت الأمم المتحدة أن حوالي 117 مليون دولار ستكون ضرورية خلال الثلاثة أشهر المقبلة للخدمات الصحية والمأوى الطارئ وتوزيع الغذاء وبرامج منع تفشي وباء كورونا أكثر في صفوف المتدخلين.
وقال ماكرون إنه على سلطات لبنان "التحرك لتجنيب البلاد الغرق وللاستجابة للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حالياً بشكل مشروع".
واستدرك "علينا أن نعمل كلنا معا لضمان عدم انتشار العنف أو الفوضى"، مضيفا "إن مستقبل لبنان على المحك".
بدوره، دعا ترامب إلى الهدوء، وقال إنه اتفق مع قيادات أخرى خلال مكالمة جماعية على "العمل معا عن قرب في جهود الرد الدولية".
كما "حث حكومة لبنان على فتح تحقيق كامل وشفاف، والولايات المتحدة مستعدة لتقديم يد العون"، وفق ما قال البيت الأبيض.
الآلاف بحاجة إلى غذاء
كما شارك في مؤتمر الأحد منسق المساعدة الإنسانية للأمم المتحدة مارك لوكوك وممثلون عن البنك الدولي والصليب الأحمر وصندوق النقد الدولي والمصرف الأوروبي للاستثمار والمصرف الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
كما شارك ممثلون عن دول الخليج بما فيها السعودية وقطر والعراق والإمارات، إلى جانب بريطانيا والصين والأردن ومصر.
وأوضح ماكرون أن تركيا وروسيا أعربتا عن دعمهما للمبادرة رغم عدم مشاركتهما في المؤتمر.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد تعرضت 15 منشأة طبية على الأقل منها ثلاث مستشفيات كبيرة لأضرار جسيمة في الانفجار، كما أن الدمار الذي لحق أزيد من 120 مدرسة قد يؤدي إلى تعليق الدراسة لفائدة حوالي 55 ألف طفل.
وهناك الآلاف من الأشخاص بحاجة إلى الغذاء، كما تسبب الانفجار في توقف خدمات المياه والصرف الصحية الأساسية في العديد من الأحياء.
وأرسلت فرنسا الأطنان من المساعدات الطبية والغذائية، والعشرات من عمال البحث والإنقاذ وخبراء الطب الشرعي للمساعدة في التحقيق، إلى جانب معدات إعادة البناء.
وإلى جانب المساعدة المالية التي وعدت الدول بتقديمها، وعدت مصر وقطر بإنشاء مستشفيات ميدانية، وقالت البرازيل إنها سترسل 4000 طن من الأرز، وإسبانيا بإرسال 10 طن من القمح.
وختم بيان المؤتمر بالقول "في هذه المرحلة المروعة، لبنان ليس وحيدا".