أعلنت نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين عن وفاة أكثر من 50 فردا من الطاقم الطبي إثر تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد العالمية (كوفيد-19) في اليمن.
وقالت النقابة إن الطواقم الطبية والصحية واجهوا عقبات في تصديهم للأزمة الصحية نتيجة لانهيار القطاع الصحي ونقص المعدات الطبية، لا سيما معدات الحماية الشخصية.
وفي حديثه للمشارق، قال نقيب الأطباء والصيادلة اليمنيين، الدكتور عبد القوي الشميري، إن فروع النقابة في المحافظات سجلت وفاة أكثر من 50 فردا من الطواقم الصحية، بينهم أطباء وعاملين في المختبرات والتمريض وصيادلة.
وأصيب هؤلاء بالفيروس أثناء معالجتهم المرضى في المستشفيات ومراكز العزل.
وأضاف أن فيروس كورونا تفشى بسرعة في اليمن نتيجة لنقص التوعية حول الوباء وعدم الالتزام بالتوجيهات الصحية.
وساهم الوضع المتردي للقطاع الصحي في البلاد بسرعة انتشار الوباء.
وأوضح الشميري أن "الحرب دمرت القطاع الصحي وأصبحت كفاءته أقل من 50 في المائة"، مشيرا إلى أن هذا القطاع كان متعثرا حتى قبل اندلاع النزاع الدائر راهنا.
وأكد أن "اليمن يمتلك طاقما طبيا متميزا، لكن المشكلة في القطاع الصحي هي في المؤسسات وتجهيزاتها التي تمكن هذا الطاقم من أداء واجبه نحو المرضى".
وكشف أن "الطبيب اليمني يكشف يوميا على 20 مريضا على الأقل، ويصل المعدل المتوسط إلى 50 وأكثر"، بينما "في المقابل، يكشف الطبيب الواحد في الدول الأخرى على ما بين خمسة إلى سبعة مرضى".
وأردف أن "هذا الأمر يزيد العبء على الأطباء ويجعلهم عرضة أكثر للإصابة بالمرض".
ودعا منظمات الأمم المتحدة العاملة في مجال دعم الدول لمواجهة الجائحة "إلى تكثيف...عمليات مد اليمن بالإغاثة وتزويد القطاع الصحي والطواقم الصحية بالتجهيزات والإمدادات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا".
حاجة الطاقم الطبي إلى الدعم
من جانبها، قالت المتحدثة باسم اللجنة العليا للطوارئ لمواجهة وباء كورونا، الدكتورة إشراق السباعي، إن "اليمن يفقد كل يوم ما لا يقل عن طبيب واحد أثناء ممارسته واجبه".
وأضافت للمشارق أن "اليمن خسر العديد من خيرة الأطباء والاستشاريين المتخصصين ومن الطواقم التمريضية المميزة، بوفاتهم أثناء مواجهتهم تفشي الوباء ومحاولتهم إنقاذ المرضى".
وأكدت السباعي أن "اليمن سيحتاج إلى ما لا يقل عن 10 سنوات لإعداد مثل هذه الطواقم الطبية".
وأعربت عن قلقها من عدد أفراد الطواقم الطبيبة الذين انتقلت إليهم العدوى من المرضى بسبب نقص أدوات الحماية الشخصية، لافتة إلى أن أمر كهذا يشكل ضربة قاضية لما يسببه من تناقص حجم الطاقم الطبي المتوفر لرعاية المرضى.
وأكدت أهمية تأمين حوافز للطواقم الطبية العاملة في الخطوط الصحية الأمامية، لا سيما العاملين في مراكز العزل "لرفع معنوياتهم في مواجهة هذه الجائحة".
ودعت أيضا منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف تدريب الطواقم الصحية اليمنية "لمواجهة أسوأ سيناريوات تفشي هذه الجائحة التي عجزت الأنظمة الصحية في الدول المتقدمة عن مواجهتها".
تضحيات جمة
بدوره، شدد وكيل مساعد وزارة الصحة العامة، عبد الرقيب الحيدري، على الحاجة لتحفيز الطاقم الطبي خصوصا الذين يعملون في مراكز العزل.
وأضاف للمشارق ان "بعض عناصر الطواقم الصحية كانوا في الفترة السابقة يعملون ليلا نهارا في مراكز العزل دون أن يغادروها، بهدف حماية أفراد أسرهم وعدم نقل العدوى إليهم".
وتحدث عن "إصابة ووفاة العشرات من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي [بكوفيد-19] أثناء قيامهم بواجبهم، فيما ما يزال آخرون يخضعون للعلاج في مراكز العزل وبعضهم تماثل للشفاء".
وعزا "سبب ذلك إلى النقص في إدوات الحماية الشخصية".
وكشف عن وصول عدد من شحنات الإمدادات الطبية إلى مطاري عدن وسيؤن، مشيرا إلى أن وضع الطاقم الطبي سيكون أفضل بعد تزويد أفراده بأدوات الحماية الشخصية.
في أثناء ذلك، يعمد الحوثيون المدعومون من إيران (أنصار الله) إلى عرقلة عمليات الإغاثة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، ولا يكشفون الحقيقة بشأن خطورة ومدى تفشي كوفيد-19، على حد قول الحيدري.
وتابع أن "الحوثيين يتجاهلون هذه المسألة ويحولون دون دفع رواتب الأطباء في المناطق الخاضعة لسيطرتهم على خلفية حجج واهية".