أكد مسؤولون يمنيون أن الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران يكذبون بشأن خطورة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) المستجد في مناطق سيطرتهم.
وتدعي الميليشيا أن محاليل الفحص التي وفرتها منظمة الصحة العامة هي تالفة وأعاقت جهودها في تقديم حصيلة دقيقة عن عدد الإصابات بكوفيد-19.
ولكن رفضت منظمة الصحة العالمية هذه الادعاءات في بيان أصدرته في 3 حزيران/يونيو، لافتة إلى أنه جرى إنتاج المحاليل في ألمانيا وتوزيعها في مختلف أنحاء العالم.
وجاء في البيان أن "دفعة النحو 7000 فحص التي قدمت لليمن من قبل منظمة الصحة العالمية، هي المحاليل نفسها المقدمة لأكثر من 120 دولة".
وتابع البيان "تم اختبار المحاليل والتحقق من صحتها من قبل 3 مختبرات خارجية، وقد تم نشر نتائج التقييم في مجلة بحثية مراجعة من قبل نظراء في المجال".
وفي هذه الأثناء، رفض الحوثيون الكشف عن العدد الحقيقي للإصابات في مناطق سيطرتهم. وأقروا في البداية بـ 4 حالات إصابة بكوفيد-19، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي حالات إضافية في حزيران/يونيو رغم نتائج إصابة إيجابية أظهرتها الفحوصات المختبرية.
وفي هذا السياق، عزا المسؤول في جماعة الحوثي طه المتوكل سبب عدم كشف الجماعة عن عدد الإصابات، إلى محاليل تالفة أظهرت نتائج سلبية خاطئة على نماذج غير بشرية.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في 30 أيار/مايو، إن الكشف عن "الأرقام والإحصاءات" المرتبطة بفيروس كورونا يؤثر سلبا على "الحالة المناعية والنفسية للمرضى والمجتمع".
واتهم المتوكل "إرهاب الإعلام العالمي" بممارسة الترهيب بفيروس كوفيد-19، مدعيا أن نسبة التعافي في مناطق سيطرة الحوثيين تتجاوز الـ 80 في المائة.
المئات ʼيموتون بصمتʻ
وفي المقابل، أكد معمر الأرياني وزير الإعلام في اليمن أن اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي "يموتون بالمئات يوميا بصمت".
ومن جانبه، قال عبد الرقيب الحيدري وكيل وزارة الصحة والسكان إن جماعة الحوثي أقرت بوجود حالات إصابة بكوفيد-19 في المناطق الخاضعة لها، "ولكنها تخشى من إعلان أعداد المصابين والوفيات".
وأوضح للمشارق أن الإقرار بذلك "قد يمنعها من الجباية التي تحصل عليها عبر مشرفيها من كل المناطق باسم مكافحة الفيروس وتحت مسميات أخرى".
وقال إن الكشف عن عدد الإصابات والوفيات الناتجة عن الوباء "لا يخدم مصلحة [الحوثيين] في التحشيد للجبهات، حيث أن الإعلان عن الأرقام الحقيقية قد يسبب لها بانهيار الجبهات".
وذكر أن ادعاء الحوثيين بأن المحاليل التي وفرتها منظمة الصحة العالمية كانت مسؤولة عن انتشار الفيروس، "عرضهم لسخرية وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي".
وتابع أن أعداد الوفيات هي بصورة شبه مؤكدة أعلى في مناطق سيطرة الحوثيين كونها مكتظة أكثر بالسكان، لافتا إلى إمكانية أن يكون صمت الميليشيا قد ساهم في ارتفاع عدد الإصابات والوفيات.
ʼتعامل غير مسؤولʻ مع انتشار الفيروس
وبدورها، قالت إشراق السباعي الناطقة باسم اللجنة العليا للطوارئ لمواجهة فيروس كورونا في حديث للمشارق، "تكتم الحوثيين عن حقيقة وضع انتشار وباء كورونا في مناطق سيطرتهم".
وأضافت أن "الحركة مفتوحة بين المحافظات كلها وهذا يزيد من معدل الإصابات والوفيات بسبب نقص الإمكانات ومحاليل الفحص عموما وأيضا للتعامل غير المسؤول من ميليشيا الحوثي مع المصابين".
وقال وزير الصحة العامة والسكان ناصر بوم خلال اجتماع افتراضي عقد مع وزراء الصحة العرب في 10 حزيران/يونيو، إن نحو 30 مليون يمني معرضون لخطر الإصابة بكوفيد-19 وبأمراض أخرى.
وتشمل الأمراض الأخرى الملاريا وحمى الضنك والكوليرا والتيفوئيد والشيكونغونيا.
وأشار إلى أن قطاع الصحة اليمني "بحاجة إلى تدخل عاجل بعد انتشار فيروس كورونا وبعد الكساد الاستوائي الذي طال بعض المحافظات، مما سمح بانتشار الأوبئة".
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن "رائحة الموت تنتشر في حارات صنعاء وبشكل كبير وإن الحوثيين اعترفوا بارتفاع نسبة الوفيات لكنهم عزوا ذلك لأسباب متعلقة بالأمراض المزمنة".
وطالب أحمد بالإعلان عن الأرقام الحقيقية للمصابين بكوفيد-19 "على أن يكون ذلك تحذير للمواطنين".
وأشار إلى أن "الأسواق لا زالت تشهد ازدحاما كبيرا بسبب قلة الوعي مما يعرضهم لخطر الإصابة".
انتشار الفيروس في سجون صنعاء
وفي هذه الأثناء، طالبت منظمة سام للحقوق والحريات يوم الأحد 7 حزيران/يونيو، جماعة الحوثي بإطلاق سراح جميع المعتقلين في ظل تصاعد خطر انتشار فيروس كورونا في السجون.
وذكرت المنظمة أن ما يزيد من القلق على صحة وسلامة المعتقلين، هو التعامل غير المسؤول لجماعة الحوثي مع ملف فيروس كورونا.
وأفادت بإصابة أكثر من 7 معتقلين في أحد العنابر بالسجن المركزي بأعراض فيروس كورونا. وقد نقل أحدهم إلى مستشفى الكويت في حين تم أخذ عينات دم من آخرين ولم تعلن نتائجها حتى الآن.
ومن جهته، قال نبيل عبدالحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان للمشارق إن "على الأمم المتحدة والمنظمات القادرة على الضغط، بذل الجهود من أجل إطلاق سراح المعتقلين".
وأكد أن "ظروف المسجون صعبة وبيئة السجون تشكل بيئة خطرة على المعتقلين وبيئة نشطة لانتشار الفيروس بوتيرة أكبر".