حزب الله وإيران يطوقان لبنان وسط أزمته المالية

قال خبراء للمشارق إنه في الوقت الذي يسعى لبنان فيه للخروج من أسوأ أزمة مالية يشهدها منذ عقود، يواصل حزب الله تهديد جهود الحكومة والمجتمع الدولي الآيلة إلى التخفيف من تداعيات هذه الأزمة.

وأكدوا أن حزب الله لا يولي المصالح اللبنانية الأهمية القصوى، إذ تواصل الميليشيا مشاركتها في عمليات تهريب تنقل موارد لبنان إلى سوريا التي مزقت الحرب أوصالها، وذلك دعما للرئيس بشار الأسد.

وفي هذا الإطار، اعتبرت الوزيرة السابقة، مي شدياق، أن لبنان حاليا هو "دولة ضمن دويلة حزب الله الذي يستغل اقتصاد البلاد" للدفع قدما بأجندته الخاصة وأجندة النظام الإيراني.

وأضافت أن الحزب يحول لبنان إلى "دولة فاشلة" لأنه يمنع تحقيق الإصلاحات وإغلاق المعابر الحدودية غير الشرعية وضبط الشرعية منها، وهو يستخدم الاثنين للتهريب إلى سوريا.

وأوضحت للمشارق، أن "الحزب خلق سوقا موازيا يدخل عبره السلاح والبضائع المهربة"، مشيرة إلى أن حزب الله يستغل الفساد المتفشي في لبنان لقمع المناهضين له.

ورأت أن سياسة الحزب تقوم على "ضرب مصالح لبنان وموارده لصالح سوريا وإيران"، لافتة إلى أنه عندما أعلنت الحكومة ضرورة ضبط المعابر غير الشرعية، طالب أمين عام الحزب حسن نصر الله بتطبيع العلاقات مع سوريا.

وذكرت أن "ولاء حزب الله هو لإيران ولا تهمه مصلحة لبنان ولا الجهود الدولية الرامية إلى مساعدته على التعافي من أزمته".

وأردفت شدياق أن حزب الله وإيران يسعيان إلى حرمان لبنان من الدعم المالي للدول المانحة، على غرار ما حدث مع الأموال التي تم التعهد بتقديمها في مؤتمر سيدر للمستثمرين الدوليين الذي انعقد في نيسان/أبريل من العام 2018.

وقالت إن حزب الله يواصل القيام بأعماله المضرة على الرغم من العقوبات المفروضة عليه من قبل المجتمع الدولي، مؤكدة أنه ينفذ سياسة الحرس الثوري الإيراني في المنطقة.

وكشفت أن "الحزب متورط إلى حد كبير بتهريب العملة الصعبة إلى سوريا"، مشيرة إلى إخراجه مليارات الدولارات إلى سوريا "بدل المساهمة في معالجة أزمتنا".

لامبالاة إيران وحزب الله

من جانبه، قال الخبير الأمني ناجي ملاعب، إن هيمنة حزب الله السياسية وترسانته من الأسلحة غير الشرعية يقوضان سيادة لبنان.

وأكد للمشارق أن ممارسات الميليشيا المدعومة من إيران عزلت لبنان وكلفته الدعم العربي والغربي لاقتصاده.

وتابع أن "حزب الله وإيران لا يكترثان لتدهور لبنان الاقتصادي والمالي، ويبددان كل موارده لصالح سوريا من خلال تهريب البضائع والنفط والدولارات إليها عبر المعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية".

وأضاف ملاعب: "في الوقت الذي يتفاوض لبنان فيه مع صندوق النقد الدولي للخروج من أزمته [المالية]، يضع حزب الله العراقيل بوجه أي حل للأزمة مهددا بذلك كل الجهود الدولية لمعالجة الأزمة".

وشدد على أن "لبنان القابع تحت ظل الهيمنة الإيرانية عبر حزب الله، يتجه لأن يكون دولة فاشلة".

أما المعارض الشيعي علي الأمين، فقال للمشارق إن أولوية حزب الله اليوم لا تكمن "في بناء دولة لبنانية قوية واقتصاد متين، بل في بناء قوة عسكرية مسلحة تستفيد من ضعف لبنان وتخلق امتدادا لها خارج حدوده".

وحذر الأمين من أن الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيسوء أكثر إذا استمر حزب الله بنهج الفساد السياسي القائم وتبديد موارد لبنان عبر تهريبها إلى سوريا.

ورأى الأمين أن سياسة حزب الله وإيران لا تبالي بمصالح لبنان وبالجهود الدولية المبذولة لإيجاد حلول لمشاكله المالية.

وأشار إلى أن هذا الأمر ظهر جليا في ممارسات إيران الأخيرة خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، عندما استمرت شركة ماهان للطيران الإيرانية بتسيير رحلات إلى لبنان على الرغم من حظر الحكومة للرحلات الجوية.

ولفت الأمين إلى أن "إيران استمرت بتسيير رحلات إلى لبنان بعد ظهور فيروس كورونا، وساهمت في انتشاره بلبنان".

وختم قائلا إنه من الواضح أن لا حزب الله ولا إيران يريدان أي حل فعلي لمشاكل لبنان.