دبلوماسية

عُمان تواصل جهودها لضمان استقرار الخليج

فتح الله مخلص من مسقط

التقى وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارة قام بها مؤخرًا لطهران. [حقوق الصورة لوكالة الأنباء العمانية]

التقى وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارة قام بها مؤخرًا لطهران. [حقوق الصورة لوكالة الأنباء العمانية]

قال محللون إن عُمان تلعب دورا رياديا في ضمان أمن المنطقة وحل النزاعات عبر القنوات الدبلوماسية، وذلك في ظل استمرار الحرس الثوري الإيراني بتصعيد حالة التوتر في منطقة الخليج.

وقد حافظت السلطنة على علاقات جيدة مع إيران خلال الأزمات الإقليمية المتتالية، ما سمح لها بلعب دور وساطة أساسي، بما في ذلك مع الولايات المتحدة.

هذا وقد زار وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله كلًا من إيران والولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية لمناقشة المستجدات الإقليمية.

وفي إطار مساع متواصلة لخفض حالة التوتر في المنطقة، التقى بنظيريه في كلا البلدين، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

وقال الدبلوماسي السابق محمد الحارثي للمشارق إن "عُمان معنية بدرجة كبيرة بالمساهمة بإقرار السلم في مختلف أنحاء العالم، وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي".

ولفت إلى أن السلطنة "تعمل مع الشركاء الدوليين من أجل منع أية مناوشات من شأنها تعطيل حركة الملاحة البحرية ونقل النفط والغاز عبر مياه الخليج وبحر عمان".

وأكد أن عُمان حققت نجاحًا كبيرًا كوسيط في عدد من المسائل الإقليمية والدولية.

وتابع أن عُمان قامت في مناسبات عدة "بالإبقاء على قنوات اتصال وتواصل مفتوحة مع مختلف الأطراف، وسعت للتيسير على المتنازعين من أجل تهيئة بيئة صالحة للتفاوض ورأب الصدع".

وقال الحارثي إن "هذه طبيعة تاريخية متأصلة عند العمانيين، فهم شعب لديه قدر هائل من التآلف مع الشعوب الأخرى".

وتابع أن العمانيين يسعون إلى نشر "السلام والوئام من خلال الكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة والفهم المعمق لمجريات الأمور و[أهمية] عدم الانجراف وراء التصرفات الاستفزازية التي من شأنها تعكير الأجواء".

وبدوره، قال الباحث في الشؤون العمانية أحمد ترك في حديثه للمشارق إن السلطنة ماضية في "تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب بما لها من رصيد كبير في هذا المجال".

وأكد "حرصت عُمان دومًا على العمل على تحقيق المصالح الجماعية، سواء داخل مجلس التعاون الخليجي أو ضمن منظومة جامعة الدول العربية أو على المستوى الدولي والإقليمي الواسع".

ولفت إلى أنها "لم تعمد أبدًا إلى المتاجرة بمواقفها السياسية، ولا إلى توظيفها لخدمة مصالح آنية أو طارئة".

وشدد على أن "الأمن في منطقة الخليج يتحقق بدرجة كبيرة من خلال تعاون الشركاء الإقليميين مع الولايات المتحدة التي تبذل جهودًا كبيرة من أجل تأمين هذه المنطقة وضمان تدفق إمدادات النفط والغاز إلى الأسواق العالمية".

وساطات ناجحة

ومن جانبه، قال المحلل السياسي محمد الرواس إن عُمان "انخرطت في الكثير من الوساطات" بناء على طلب دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا.

وذكر للمشارق أنه في بعض الحالات، طلبت الدول المساعدة في إجلاء أو إخلاء بعض رعاياها من مناطق النزاع في الشرق الأوسط، ومن بينها اليمن".

وأضاف أن الوساطات العمانية "تمت بنجاح كبير في كل مرة".

وأوضح أنه "يتم استقبال [الأفراد] أولًا في السلطنة للاطمئنان على سلامتهم وتقديم الرعاية الصحية لهم حال احتياجهم لذلك، قبل أن يتم توصيلهم إلى بلدانهم".

وأكد أن "الدبلوماسية العمانية تعمل على تعزيز الشراكات المستقبلية بين الدول وتدعم خطى السلام العالمي وتضطلع بدور كبير للغاية في جمع الفرقاء على طاولة الحوار وإيصال وجهات النظر المتباينة".

وختم قائلًا "هذا ما لمسناه مؤخرًا من الوساطة التي قام بها الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي من أجل تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500