إقتصاد

محللون: ʼالضغط الأقصىʻ على إيران يثمر النتائج

سينا فرهادي

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في كرمان أن حكومته تعاني من عجز في الموازنة بمليارات الدولارات. [حقوق الصورة لراديو فردا]

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في كرمان أن حكومته تعاني من عجز في الموازنة بمليارات الدولارات. [حقوق الصورة لراديو فردا]

قال محللون إن النظام الإيراني يوجه رسالة متناقضة في ظل مواجهته حملة من "الضغط الأقصى" من قبل الولايات المتحدة، زاعما من جهة أن العقوبات لم تكن فعالة وباذلا من ناحية أخرى الجهود ليتم رفعها.

وقد استهدفت حملة عقوبات أميركية قاسية قطاعي النفط والمصارف في إيران إلى جانب قطاعات أخرى، وأحرزت بعض النجاح بالفصل بين الحرس الثوري الإيراني وشبكته المالية الأجنبية.

وتهدف الحملة إلى القضاء على تهديد القادم من البرنامج الايراني للصواريخ الباليستية، ووقف أنشطة ايران الإرهابية في جميع أنحاء العالم، وكذلك وقف نشاطها الخطر في جميع أنحاء المنطقة عبر أذرعها التي تنشط بالوكالة عنها.

وقال محللون في المجالين الاقتصادي والسياسي في حديث للمشارق، إن الحملة نجحت في عزل إيران ووكلائها الإقليميين إلى أحد أكبر.

مواطنون ينتظرون في طابور لشراء الدولار الأميركي بطهران، وسط انهيار حاد لقيمة العملة المحلية. [حقوق الصورة لموقع ترايد نيوز]

مواطنون ينتظرون في طابور لشراء الدولار الأميركي بطهران، وسط انهيار حاد لقيمة العملة المحلية. [حقوق الصورة لموقع ترايد نيوز]

وفي هذا السياق، ذكر المحلل الاقتصادي حسين رجبي المقيم في طهران، أن "أهمية السياسة الجديدة للحكومة الأميركية تكمن في توقف هذه الأخيرة عن المجاملات الدبلوماسية وتركيزها على أساس المشكلة".

وتمثل ذلك بفرض عقوبات على كبار الشخصيات، بما في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، بالإضافة إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.

وأكد رجبي أن إيران تواجه اليوم "عزلة غير مسبوقة لم تشهدها في تاريخها".

كذلك، يواجه حلفاء إيران في المنطقة ومنهم حزب الله اللبناني ضغطا متزايدا، علما أن ألمانيا قامت مؤخرا بحظر كل أنشطة الحزب على أراضيها مع تصنيف الحركة بكاملها منظمة إرهابية.

وبدورها، اتخذت بريطانيا إجراءات عقابية ضد حزب الله هذه السنة، عبر توسيع نطاق تدابير تجميد الأصول لتطال الجناح السياسي للميليشيا.

وتابع أنه في السابق، وجد النظام الإيراني طرقا للتحايل على العقوبات، إلا أن وزير النفط بيجان زنجنه أقر أنه تم وقف كل الوسائل التي كانت إيران تعتمدها في الماضي لإجراء عمليات بيع النفط سرا.

وأشار إلى أن كل البلدان تقريبا عبّرت عن ممانعتها لانتهاك العقوبات الأميركية، وهذا ما يعتبر الهزيمة الدبلوماسية الأكبر للجمهورية الإسلامية.

تدهور قيمة العملة الإيرانية

وبدوره، ذكر الخبير الاقتصادي بهزاد غونبادي للمشارق أن الحملة الأميركية الهادفة إلى وضع إيران في حالة عزلة عالمية وإضعاف أدوات تدخلها في المنطقة، قد وضعت النظام الإيراني "على حافة الاستسلام".

ولفت إلى أنه نتيجة الحملة، بات الاقتصاد الإيراني "في حالة انهيار"، قائلا إن قيمة الريال الإيراني قد انهارت ولم تعد تساوي إلا ربع قيمته السابقة.

وفي العام 2017، كان سعر صرف الريال الإيراني مقابل الدولار الأميركي 37000 ريال. أما بعد حملة العقوبات، فتراجع هذا السعر إلى نحو 170000 ريالا، حسبما ذكر غونبادي.

وقال إن "عدم الاستقرار في السوق كبير لدرجة أنه من المتوقع في حال استمرار العقوبات، أن يتواصل تراجع قيمة الريال بمعدل الضعف مقارنة باليوم".

وأكد أن الوضع تأزم لدرجة أن البرلمان الإيراني "سمح بإزالة أربع أصفار من العملة الوطنية"، وقرر استبدال الريال بالتومان الذي يوازي 10000 ريال.

وقال "يعتقدون أن قيمة المال ستعود إلى ما كانت عليه سابقا بمجرد إزالة الأصفار! أدت الأحوال إلى اضطرار الناس إلى الوقوف في الطوابير لشراء الدولارات".

وتابع أن "انهيار الاقتصاد الإيراني حصل بسبب التراجع غير المسبوق في أسعار النفط".

وكلاء إيران في حالة معاناة

وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خلال جلسة عامة عقدت أثناء زيارة إلى كرمان، تأسف الرئيس الإيراني حسن روحاني لمواجهة حكومته عجزا في الموازنة بمليارات الدولارات، كان من الممكن حله لو كانت هناك مبيعات نفطية.

وأضاف غونبادي أنه كان لعجز الموازنة الإيرانية تأثير كبير على وكلاء إيران في المنطقة، الذين يعانون بدورهم من عجز في الموازنة نتيجة الصعوبات المالية في إيران.

وقال "اليوم، لم يعد أحد يخفي أن إيران توفر التمويل لهذه الجماعات، بما في ذلك حزب الله"، لافتا إلى أن زعيم حزب الله حسن نصرالله قد أقر علنا أن الحزب يحصل على التمويل من إيران.

وأكد نصرالله في رسالة مصورة أن حزب الله سيكون لديه المال، طالما أن إيران تملك المال.

وأشار إلى أن ما تبقى من وكلاء لإيران في المنطقة هم في الوضع نفسه، قائلا إن عزلة الجمهورية الإسلامية ستؤدي أيضا إلى عزل هذه الجماعات المنفصلة والقضاء على فعاليتها.

وختم قائلا "أعتقد أن مؤشرات فقدانها هذه الفعالية ستصبح جلية بصورة تدريجية في مختلف أنحاء المنطقة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500