أمن

ʼجيش الظلʻ التابع لموسكو يجند الشباب السوري للقتال في ليبيا

من اعداد كرفان سراي

عناصر من كتيبة عسكرية موالية للجنرال الليبي خليفة حفتر، يجلسون خلال تجمع صباحي في مدينة بنغازي الشرقية في 18 كانون الأول/ديسمبر 2019. وتعمل مجموعة فاغنر، وهي منظمة مرتزقة مرتبطة بالكرملين، على تجنيد الشباب السوريين للقتال دعما لحفتر. [عبدالله دوما/وكالة الصحافة الفرنسية]

عناصر من كتيبة عسكرية موالية للجنرال الليبي خليفة حفتر، يجلسون خلال تجمع صباحي في مدينة بنغازي الشرقية في 18 كانون الأول/ديسمبر 2019. وتعمل مجموعة فاغنر، وهي منظمة مرتزقة مرتبطة بالكرملين، على تجنيد الشباب السوريين للقتال دعما لحفتر. [عبدالله دوما/وكالة الصحافة الفرنسية]

تعمل مجموعة فاغنر، وهي مجموعة من المرتزقة تعمل لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تنسيق حملة تجنيد واسعة تطال الشباب السوريين ليقاتلوا كمرتزقة في ليبيا، حسبما نقله عدد من وسائل الإعلام العربية.

ونقل موقع السويداء 24 الإخباري الشهر الماضي أن حزبا سياسيا مدعوما من نظام بشار الأسد السوري، يقوم بمساعدة مجموعة فاغنر بتجنيد الشباب السوريين كمرتزقة قبل إرسالهم للقتال في ليبيا.

وذكر الموقع أن بحوزته عدد من التسجيلات الصوتية والنصوص التي يرد فيها مسؤول في حزب الشباب الوطني السوري في محافظة السويداء السورية.

وفي تلك التسجيلات، يدعو المسؤول الشباب لتسجيل أسمائهم للخدمة العسكرية تحت إشراف مجموعة فاغنر، وذلك مقابل رواتب شهرية تدفع في ليبيا وقيمتها "1000 دولار للمتطوعين لحراسة المنشآت و1500 دولار للمتطوعين في قتال المجموعات، وهذا بالإضافة إلى تعويض إضافي للعائلات في حالة تعرض هذه العناصر للقتل أو في حال أصبحوا في عداد المفقودين أثناء الخدمة".

رجال مجهولو الهوية يؤمنون الحراسة خارج قاعدة عسكرية أوكرانية في بريفالنوي في القرم بتاريخ 16 آذار/مارس 2014. وكانت أوكرانيا "مسقط رأس" مجموعة فاغنر التي هي كناية عن مجموعة من المرتزقة الذين يعملون لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. [ديميتار ديلكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

رجال مجهولو الهوية يؤمنون الحراسة خارج قاعدة عسكرية أوكرانية في بريفالنوي في القرم بتاريخ 16 آذار/مارس 2014. وكانت أوكرانيا "مسقط رأس" مجموعة فاغنر التي هي كناية عن مجموعة من المرتزقة الذين يعملون لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. [ديميتار ديلكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

يُذكر أن الراتب الشهري المعروف للجنود السوريين النظاميين يبلغ نحو 30 دولارا، بينما يتراوح الراتب الشهري لمتطوع في إحدى الميليشيات المختلفة التابعة للنظام وبعضها مدعوم من الحرس الثوري الإيراني، بين 50 دولارا و 100 دولار.

وأشار التقرير إلى أنه يتم إرسال المرتزقة لدعم قوات المشير خليفة حفتر الحائز على دعم موسكو.

وقد لعب حزب الشباب الوطني السوري دورا في تجنيد المواطنين السوريين في الميليشيات المسلحة منذ العام 2014.

ووظف الكرملين مجموعة فاغنر لتنفيذ العمليات القذرة لبوتين في مناطق صراع عدة.

فتدخلت قوات المرتزقة في أوكرانيا وساعدت في ضم شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني عبر نشر "متطوعين" مرتزقة يرتدون أقنعة ومهمتهم زعزعة الاستقرار، هذا إلى جانب دعم جرائم الحرب التي يرتكبها النظام السوري.

ʼأصدقاء روسياʻ

وفي هذا الإطار، ذكرت في 14 شباط/فبراير الماضي صحيفة الشرق الأوسط البارزة التي تنشر من لندن، أن الجيش الروسي بدأ بتجنيد شباب من بلدة دوما التي تقع في الضاحية الشرقية لدمشق.

وتحت مظلة منظمة تحمل اسم "أصدقاء روسيا"، ينقل العناصر التابعون للأجهزة الاستخبارية الروسية والسورية هؤلاء الشباب للقتال لصالح حفتر بعد إغرائهم بمكافآت مالية كبيرة.

ولفت التقرير إلى أن عناصر "أصدقاء روسيا" قد استلموا بطاقات هوية عسكرية من قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا.

وتنقل الطائرات الروسية عناصر مجموعة فاغنر والمعدات العسكرية من قاعدة حميميم إلى بنغازي في ليبيا، وفق ما نقله بعض المراقبين.

وبحسب الأرقام الرسمية، عبر أكثر من 60 ألف جندي روسي في سوريا خلال الحملة، بينهم جنود وبحارة وطيارين كانوا في ذروة حملات القصف ينفذون أكثر من مائة طلعة جوية في اليوم.

ويعتقد أن مئات المتعاقدين العسكريين الخاصين الروس وبينهم العديد من أعضاء مجموعة فاغنر، قد نفذوا عمليات في سوريا، وتشير تقارير إلى وجودهم في خطوط القتال الأمامية إلى جانب القوات الموالية للنظام.

تاريخ من التدخل في شؤون الغير

وشُكلت مجموعة فاغنر على يد الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية ديمتري أوتكين، وكان هذا الأخير ضمن أول دفعة من المرتزقة الروس التي تم إرسالها في خريف العام 2013 إلى سوريا.

ولكن انتهت مهمتهم التي لم تكن مجهزة بالشكل المناسب بالفشل. فشاركوا في بعض المعارك، إلا أنهم عادوا سريعا إلى روسيا، حيث قضى اثنان من مؤيدي الخطة 3 سنوات في السجن بسبب أنشطة المرتزقة.

وبحسب تقارير رسمية من أوكرانيا، التحق أوتكين في حزيران/يونيو 2014 بصفوف القوات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا، أي مسقط رأس مجموعة فاغنر.

وفي العام نفسه، اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا وضمت القرم إليها، حيث لا يزال آلاف الجنود الروس متمركزين.

وظهر أوتكين في سوريا من جديد في خريف العام 2015، عندما تدخلت القوات الروسية دعما لنظام الأسد الذي يعد من حلفاء الكرملين.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2016، ظهر في حفل متلفز نظم في الكرملين لتكريم "أبطال الوطن" وقد التقطت له صورة في اليوم نفسه مع بوتين.

وفي العام 2018، تعرضت القوات الأميركية وحلفاؤها في سوريا لهجوم من قبل مئات المقاتلين الموالين للنظام السوري بالقرب من دير الزور. وردت القوات الأميركية، مما أدى إلى مقتل 200 عنصر من مجموعة فاغنر.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500