يحاول الحوثيون (أنصار الله) المدعومون من إيران إجبار برنامج الغذاء العالمي على تقديم مساعدات نقدية بتهديده بنشر أشرطة فيديو على شبكة الإنترنت يزعمون أنها تحرج البرنامج الأممي.
ففي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 7 نيسان/أبريل، هدد القيادي الحوثي محمد علي الحوثي بنشر الفيديوهات التي تظهر "موافقة مسؤولي البرنامج على الشروط مع الحوثيين".
وزعم الحوثي أن الفيديوهات تبين مسؤولي البرنامج وهم يناقضون الموقف الرسمي للبرنامج، وهدد بنشرها إذا لم يتم إطلاق المرحلة التجريبية للمساعدات النقدية في بعض مديريات صنعاء.
هذا ولم يتم بعد تدشين المرحلة التجريبية للمساعدات النقدية بعد أسبوعين من إطلاق الحوثي لتهديده، كما أن الحوثيين لم ينشروا هذه الفيديوهات.
من جانبه، وصف نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية للمشارق تهديد الحوثي لبرنامج الغذاء العالمي بأنه "ابتزاز رخيص".
وأضاف في حديث للمشارق أن التهديد يؤكد "عدم مراعاة الحوثيين للمواطنين في مناطق سيطرتهم الذين يستفيدون من المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج".
ويقدم البرنامج مساعدات غذائية لأكثر من 12 مليون يمني شهريًا، تعيش أغلبيتهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وكان الحوثيون يعوقون البرنامج الأممي عن تسليم المساعدات الغذائية في المناطق التي يسيطرون عليها.
من جانبه، قال أحد العاملين بالمنظمات الإغاثية في صنعاء طلب عدم الكشف عن هويته للمشارق إنه فقد وظيفته في نهاية آذار/مارس لأن المنظمة أغلقت مكتبها في اليمن بسبب انخفاض التمويل.
وأضاف "عدت للعمل كسائق تاكسي"، مؤكدًا أن "الوضع يزداد صعوبة على المستفيدين [بالمعونات]".
المنظمات الدولية تتعرض لضغوط
بدوره، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت للمشارق إن الميليشيا المدعومة من إيران تسعى لاستغلال المعونة التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي "سواء بأخذ نسبة معينة منها أو التدخل بطرق مباشرة أو غير مباشرة وتحويل جزء من هذه المعونة لصالحها".
وأضاف أن السكان في مناطق سيطرة الحوثيين يمثلون أكثر من 70 بالمائة من سكان اليمن، لذا فإن المنظمات الإغاثية تركز أنشطتها في تلك المناطق.
وأوضح أن الحوثيين قد ضغطوا على تلك المنظمات لزيادة كميات المساعدات التي تقدمها، واتهم الميليشيا بتحويل المعونة لصالح المجهود الحربي.
بدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن تدخل الحوثيين في أعمال المنظمات الدولية "وصل حدًا لم تستطع هذه المنظمات السكوت عنه بسبب عجزها عن توصيل المساعدات لمن يستحقونها".
وأضاف أن المنظمات الدولية تتعرض لمخاطر كبيرة "بسبب عدم امتثالها لتدخلات الجماعة التي تحدث رغم أن الحوثيين فرضوا على المنظمات شروطًا استباقية للسماح لها بتنفيذ برامجها".
وأكد أحمد أن المنظمات الإغاثية، بما فيها برنامج الغذاء العالمي، "قد ضاق بها الوضع ولم تستطع تحمل المزيد من هذا العبث، ومن ثم فإن المواطن المكتوي بنار الحرب سيكون الأكثر معاناة".
راءع
الرد2 تعليق
بل مخرب وارهابي
الرد2 تعليق