تعزز فرنسا مساهمتها لضمان الأمن في الشرق الأوسط عبر مهام إسناد وتدريب لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط والبحر الأحمر.
وقد وصلت القوة البحرية الضاربة التابعة لفرنسا إلى البحر المتوسط في نهاية كانون الثاني/يناير كجزء من مهمة ستمتد على 3 أشهر بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي. وتشارك في هذه المهمة أيضا فرقاطة أميركية وأخرى يونانية.
وتتألف القوة من حاملة الطائرات شارل ديغول، بما في ذلك 20 مقاتلة من طراز داسو رافال ومقاتلتين من نوع هوك آي وفرقاطات شوفالييه بول وأوفيرنييه وبروتانييه وسوركوف وناقلة النفط فار وغواصة للهجوم النووي.
وضمن المناورات، شاركت القوات البحرية والجوية المصرية والفرنسية في 19 شباط/فبراير في مناورات عسكرية مشتركة لتعزيز قدراتها العسكرية في وجه التهديدات المشتركة.
وذكر الجيش المصري أن المناورات شملت مهمات تفتيش وإنقاذ وتدريب على الدفاع عن أهداف بحرية حيوية في البحر الأحمر ومهاجمتها، إضافة إلى إعادة التزود بالوقود في الجو وتفكيك الألغام البحرية.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث البحريني عبد الله الجنيد إن هذه المناورات لها أهمية استراتيجية في تعزيز أمن جميع دول حوض المتوسط والخليج.
وأوضح لديارنا أن فرنسا تحتفظ بدور حيوي في المنطقة عبر دعمها للجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب من خلال تحييد الخطر الذي يمثله تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتنظيم القاعدة في شبه جزيرة السيناء بمصر.
وتابع أن "أي جهد يترافق على المستويين الأمني أو العسكري مع مساعٍ حثيثة للمساعدة في بناء التنمية ودعم النمو الاقتصادي في البلدان الهشة فهذا جزء أساسي في محاصرة الإرهاب وقطع إمداداته واقتلاع جذوره".
وأشار إلى أن فرنسا مواظبة على الوقوف بقوة لمنع التنظيمات الإرهابية من التمدد وبناء حواضن لها، وبالتالي تشكل مصدر تهديد كبير للمنطقة والعالم، لا سيما أن جماعات كداعش والقاعدة لا تستطيع إيجاد موطئ قدم لها سوى في البلدان المضطربة على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.
ودعا الجنيد إلى تدمير الملاذات التي يلتجئ إليها الإرهابيون وتأمين المياه الإقليمية من عمليات الهجرة غير المشروعة والتي يستخدمها الإرهابيون من أجل توسيع نطاق أعمالهم الإجرامية حول العالم، وخاصة في أوروبا.
تقويض خطر الإرهاب
ولعبت فرنسا دورا ناشطا منذ آب/أغسطس 2014 ضمن التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا من خلال عملية شامال.
وفي الإطار نفسه، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد يحيى رسول "الدعم الفرنسي أعطى لقواتنا زخما قويا في هزيمة الإرهاب وتحرير مدننا".
وقال لديارنا "تساعدنا فرنسا أيضا بما تمتلكه من خبرات على تطوير قدرات جيشنا وتجهيزه بالمهارات العسكرية الحديثة كالتدريب على قتال العدو في المناطق المبنية وحرب الشوارع".
وتابع "كانت لدينا تمرينات مشتركة بالذخيرة الحية على سلاح المدفعية، وتعاوننا على صعيد تبادل المعلومات الاستخبارية متواصل".
وشدد رسول على أن فرنسا تطمح إلى تعزيز القدرات العسكرية للبلدان الأخرى، بحيث تعتمد على نفسها وتكون قادرة على حماية شعوبها.
ونوّه بأن الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها داعش والقاعدة لا تهدد دولا بعينها وإنما العالم بأسره، وعليه فإن فرنسا وباقي الدول الحليفة لها تتحرك في إطار تقويض ذلك الخطر.
وذكر قائد القوة البحرية الضاربة الأدميرال مارك أوسيدا أن طائرات رافال الحربية المنطلقة من شارك ديغول، استخدمت بشكل أساسي لجمع المعلومات عن أماكن تواجد مقاتلي داعش وأنماط تحرك الجماعة.
وقال من على متن شارل ديغول في 21 شباط/فبراير إن تلك المعلومات الاستخبارية تعطى لقادة التحالف الدولي الذين ينسقون العمليات البرية ضد أهداف داعش.
وبدوره، قال المحلل الأمني محمد الربيعي إن التدريبات المشتركة مع فرنسا ضرورية لبناء منظومات عسكرية إقليمية قادرة على مواجهة تهديدات الإرهاب.
وأضاف لديارنا أن "فرنسا معروفة بأنها تمتلك جيشا قويا وإمكانات عسكرية متطورة وهائلة، وهي لم تتوانَ عن تسخير هذه القوة في دحر الإرهاب ومكافحة نشاط خلاياه المتبقية ومصادر تمويله".
وتابع أن "فرنسا تعمل جاهدة على توفير الخبرات للدول الحليفة معها ورفع مهارات جيوشها ومساندتها في التخلص من الإرهاب".
وختم قائلا، "تشكل المناورات والجهد التدريبي الفرنسي أيضا رسالة للإرهابيين مفادها بأنهم لن يتمكنوا من استعادة قوتهم ونشاطاتهم ولن يكون بمقدورهم نشر إجرامهم وبث الذعر في العالم".