في حين قوبلت دعوة زعيم حزب الله حسن نصر الله الأخيرة لمقاطعة المنتجات الأميركية بالسخرية ووابل من الاستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن البعض يحذر من أن هذه الخطوة لم تأت على سبيل المزحة.
وحذروا من أن نصرالله، وهو شخصية يراها كثيرون أنها تسعى لملء الفراغ الذي خلفه قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، يحاول أن يقرب لبنان أكثر من إيران.
وأضافوا أن ذلك سيأتي بكلفة هائلة على الشعب اللبناني سواء دعم المقاطعة التي يقترحها نصرالله أم لا.
وقد أعلن نصرالله عن مقترحه هذا أثناء خطاب متلفز يوم 16 شباط/فبراير بعد وقت قصير من أربعينية قاسم سليماني.
وفور انتهاء كلمته، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمواقف المنتقدة والساخرة.
حيث اشتمل منشور على صورة لنجله جواد وهو يرتدي قميصا أميركي الصنع ومكتوب عليها بالإنكليزية "USA-73"، ترافقها صورة أخرى له في نفس الوضع، لكن بدون قميص بعد مقاطعة نصرالله.
وفي منشور آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب زعيم التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن، وهو واحد من أبرز معارضي نصرالله، هذه الكلمات:
"سماحتك قبل ما تعرض على جمهورك مقاطعة أميركا، يا ريت تشلح ابنك هالكنزة وتلبسو إيراني".
كما كتب الإعلامي نديم قطيش في تغريدة أخرى "بس للمعلومة، حجم سوق الهامبرغر بأميركا 130 مليار دولار، يعني أكتر ثلاث مرات من حجم الاقتصاد الإيراني كلو... روق علينا شوي بالمقاطعة".
دعوة حسن نصر الله ’تؤذي لبنان‘
وتساءل أمين سر جمعية تجار طرابلس غسان حسامي بالقول "إلى أي عصور يريد إعادتنا السيد حسن؟".
وأضاف "كيف يريد محاربة المنتجات الأميركية ولبنان يستورد أكثر من 80 بالمائة من منتجاته من أميركا"؟
ورأى حسامي في حديث للمشارق أن دعوة نصرالله "تؤذي لبنان وتعزله" في وقت البلد بأمس الحاجة للمساعدة.
وأضاف أن "باطن دعوته مخيف"، مشيرا إلى أنها تعكس محاولة "للتحكم بنا وخدمة مصالح إيران في لبنان".
وبدورها قالت الإعلامية والكاتبة السياسية بادية فحص للمشارق إن نصرالله بدعوته للمقاطعة هذه إنما "يقاتل طواحين الهواء".
وأضافت أنه "يدعو لمقاطعة البضائع الأميركية وهو يعرف حق المعرفة أننا مجتمع استهلاكي وليس بمجتمع منتج، ولا يمكننا الاستغناء عن تلك البضائع".
وتساءلت فحص "كيف يدعو لمقاطعة ومحاربة أميركا اقتصاديا بوقت مجمل الأدوات الكهربائية ببيوتنا هي أميركية الصنع... بما في ذلك بيوته وبيوت بيئته الحاضنة؟".
وأشارت إلى أن دعوة نصرالله قوبلت "بكثير من السخرية واعتبرها الناس موضوعا للتسلية، لأن معقله بالضاحية الجنوبية في بيروت مركز رئيسي لبيع المنتجات الأميركية".
وأوضحت أن عددا من سلاسل التجزئة الأميركية لها محال في قلب الضاحية.
ولفتت إلى أنه بعد إعلان نصرالله، أطلق بعض مؤيديه صفحة على الفيسبوك باسم "عندي بديل" يستعرضون فيها بضائع أميركية وبديلها الأوروبي والإيراني والعربي.
واجتذبت الصفحة الكثير من التعليقات الساخرة، منها:
"تستخدمون الفيسبوك والتويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الأميركية للدعوة لمقاطعة أميركا، تنادون لمقاطعة أميركا من هواتف أيفون وسيارات رباعية الدفع الأميركية الصنع، كل ما تستعملوه لمواجهة أميركا هو من صنعها".
الدعوة لها أبعاد خطيرة
من جانبها، قالت الصحافية فيرا بو منصف في حديث للمشارق إن كلام حسن نصرالله "بات موضع سخرية، إذ لم يعد لديه ما يقدمه سوى الوهم، كالتعرض للاقتصاد الأميركي وكأنه قائم فقط على ما نستورد منه من بضائع".
وأضافت أنه "برغم من أن دعوته كانت محط سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن كلامه يحمل بعدا خطيرا لكونه وكأنه يمهد للتطبيع الكامل مع إيران بالترويج بشكل غير معلن للبضائع الإيرانية".
ورأت بو منصف أن دعوته هذه "سبقت زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني للبنان بساعات فقط. لذا كلامه ليس بريئا، إنما عن خلفية وله هدف".
ولفتت إلى أنها حين تتابع خطابات نصرالله المتلفزة "لا أراه كشخص يحمل الهوية اللبنانية، بل الإيرانية ويتحدث باسمها".
واستدركت "كما أني أرى صورة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي الخامنئي خلفه".
ولا تخفي بو منصف أنها أول ما سمعت دعوته للمقاطعة ضحكت.
وتابعت "لكني بعدها خفت، وشعرت أننا نتجه لأيام سوداء. وكأنه يتقصد بدعوته لمقاطعة البضائع الأميركية إغراق لبنان وخنقه".
وأكدت "إننا نعيش أسوأ الأيام معه".
هلق هيدا مقال او من كل وادي عصا..اجمع واربح عهعع
الرد2 تعليق
انتم أبسط من أن تفهموا اي بُعد لكلام سماحته وسوف يذوب جليدكم الأميريكي قريبا"بإذن الله
الرد2 تعليق