قال محللون عسكريون إن التدريبات العسكرية المشتركة التي جرت بين القوات البرية الكويتية والجيش الأميركي في مطلع الشهر الجاري، هي مثال على الشراكة الفعالة الهادفة إلى مواجهة تهديدات إيران والجماعات المتطرفة في المنطقة.
وأوضحوا أن تعاونا تاريخيا يربط بين الولايات المتحدة والكويت، وتعد الولايات المتحدة شريكا موثوقا به يدعم استقرار وأمن الكويت ومنطقة الخليج على حد سواء.
وتُعتبر الشراكة مهمة، لا سيما في ظل حالة التوتر والتصعيد التي طرأت عقب الهجوم الذي نفذ في أيلول/سبتمبر على منشأتين للنفط السعودي واغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير.
وقد أعلنت القوات المسلحة الكويتية عبر تويتر اختتام مناورات دسمان-1 المشتركة التي شملت تدريبات على الذخيرة الحية، في 10 شباط/فبراير.
تسليح وتدريب مشترك
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري جابر بن راشد للمشارق، إن "القوات البرية الكويتية تتمتع بجهوزية عالية من ناحية التدريب والتسليح وتملك أكثر من 218 دبابة أبرامز أميركية الصنع".
وقد شمل قسم من مناورات دسمان-1 تدريبات على الذخيرة الحية في معسكر تدريب بالقرب من معسكر بيوري في الأديرع الذي يشكل مركز انتشار للقوات الأميركية في المنطقة الشمالية الغربية بالكويت.
وأكد بن راشد أن "تنفيذ تدريب رماية مشتركة بالذخيرة الحية في منطقة الأديرع من شأنه تعزيز القدرة القتالية والعملياتية للقوات المشاركة".
وأضاف أن التعاون العسكري بين الكويت والولايات المتحدة يمثل "حائط صد أمام المطامع الإيرانية بالمنطقة ككل، وأحد أهم أساليب الردع التي تضمن استقرار الخليج العربي في ظل التوترات المتزايدة".
واستطرد قائلا إن مشاركة كبار الضباط في الجيش الكويتي والعسكري تؤشر إلى "اهتمام الطرفين بمثل هذه التمرينات المشتركة ودعمها من أجل الوصول إلى مستوى عال من الجهوزية، يستطيع الصمود في وجه التحديات".
تطوير القدرات القتالية
ومن جهته، قال الخبير الاستراتيجي العسكري سعد بن حميد إن الكويت تعمل دوما على تطوير وتحديث قدراتها العسكرية عن طريق شراء أفضل المنظومات الدفاعية وأحدث المعدات العسكرية.
ولكن، أشار في حديث للمشارق إلى أن هذه الأسلحة لا يمكن أن تكون فعالة بدون التدريبات المشتركة "التي تساهم في تعزيز أوجه التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات وفقا لأحدث التكتيكات وأساليب القتال الحديثة".
وأوضح أن مثل هذه التدريبات تؤكد "متانة العلاقات مع الجانب الأميركي الذي يعمل بكل مصداقية على تجنيب منطقة الخليج العربي ويلات الحروب ويحمي مصادر الطاقة وممراتها البحرية".
وتابع أن ذلك يسمح بشكل مباشر "بتعزيز نمو الاقتصاد العالمي، فضلا عن تعميق الشعور لدى المواطن الكويتي بأنه ينعم بالأمان والاستقرار وأن جيشه قادر على ردع أي عدوان مهما كان".
ومن جانبه، لفت الملازم المتقاعد في الجيش الكويتي ناصر بن راشد للمشارق، إلى أن الكويت تواجه تحديات فريدة نظرا لموقعها الجيوسياسي.
وقال إنه لا يمكن إحلال الأمن من دون شراكات دولية فاعلة كتلك القائمة بين الكويت وكل من حلف الناتو والولايات المتحدة، وذلك "من أجل رفع كفاءة وجهوزية جيشنا الوطني".
وأضاف "نتطلع خلال الفترة المقبلة إلى مزيد من التدريبات المشتركة التي تتسم بالجدية وتضيف كل يوم خبرات جديدة لجنودنا".
وختم قائلا "ليس هناك أفضل من الاحتكاك العملي"، مشيرا إلى أن المناورات المشتركة "تخلق بيئة تعزز الحماسة والسعي لتحقيق الأهداف المرسومة".