أعلن عدد متزايد من شركات الطيران يوم الأربعاء 8 كانون الثاني/يناير، تجنبها الأجواء الإيرانية والعراقية أو إرسال رحلات إلى المنطقة بعد إطلاق طهران صواريخ باليستية على قواعد تضم قوات أميركية في العراق.
وفي هذا السياق، ذكر المتحدث باسم الخطوط الجوية الفرنسية لوكالة الصحافة الفرنسية أنه "كإجراء وقائي وعقب ما جرى تناقله من أخبار متعلقة بغارات جوية منفذة حاليا، قررت الخطوط الجوية الفرنسية تعليق كل الرحلات عبر الأجواء الإيرانية والعراقية حتى إشعار آخر".
هذا وشنت إيران سلسلة من الصواريخ على قواعد تضم قوات أميركية في الصباح الباكر، بعد أن أسفر صاروخ أميركي عن مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد الدولي الأسبوع الماضي.
وبعد فترة قصيرة من تنفيذ الهجمات الصاروخية، أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية حظر شركات الطيران الأميركية من التحليق قوف العراق وإيران والخليج.
وتعتبر المنطقة ممرا مهما للرحلات بين أوروبا وآسيا، علما أنه يمكن إعادة تغيير مسارات الطائرات.
وفي هذا السياق، قال متحدث باسم شركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية لوكالة الصحافة الفرنسية "حتى إشعار آخر، لم تدير شركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية أي رحلات في الأجواء الإيرانية أو العراقية. سيتم اعتماد وجهات بديلة لكل الرحلات إلى مختلف مناطق جنوب شرق آسيا وغيرها من الوجهات في الشرق الأوسط".
وفي ألمانيا، أعلنت شركة لوفتهانزا إلغاء الرحلة اليومية إلى طهران، مع وقف عبور الرحلات في الأجواء الإيرانية والعراقية حتى إشعار آخر.
ولفتت أيضا إلى توقف رحلاتها المنظمة يوم السبت مرتين في الشهر إلى مدينة إربيل شمالي العراق.
وبدورها، أعلنت شركة طيران الإمارات وشركة "فلاي دبي" إلغاء الرحلات إلى بغداد "لأسباب تشغيلية".
وقالت شركة كانتاس الأسترالية إنه سيتم تغيير مسار إحدى رحلاتها بين لندن وبيرث، فيما تتخذ الرحلة الأخرى بين المدينتين مسارا بديلا أصلا.
وذكر متحدث باسم الشركة "نقوم بتعديل مسار رحلاتنا في الشرق الأوسط لتجنب الأجواء العراقية والإيرانية حتى إشعار آخر".
كذلك، أشارت شركات طيران سنغافورة وماليزيا والهند وطيران الهند إكسبريس، إلى تحويل مسار رحلاتها من الأجواء الإيرانية.
تحطم الطائرة الأوكرانية
وفي أخبار أخرى، سقطت طائرة تابعة لخطوط الطيران الأوكرانية وعلى متنها 176 شخصا من 7 دول، بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب.
وقال مسؤولون إن غالبية الركاب على متن طائرة بوينغ 737 المتجهة من طهران إلى كييف، كانوا من غير الأوكرانيين وبينهم 82 إيرانيا و63 كنديا.
وتحدثت بيانات أولية صدرت عن السلطات الإيرانية والأوكرانية عن احتمال تعطل محرك الطائرة، مع أن شركة الطيران لم تحدد أسباب الحادث.
وفي هذا الإطار، حذر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من "التكهن" بشأن سبب الكارثة.
وأظهرت تسجيلات نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية حقلا اندلعت النيران فيه وحطام الطائرة والدخان يتصاعد منه.
وقد ذكرت الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، وهي شركة الطيران المحلية المملوكة لجهة خاصة، أن الرحلة بي.أي 752 انطلقت من مطار طهران عند الساعة السادسة والعشر دقائق صباحا واختفت عن أجهزة المراقبة بعد دقيقتين من إقلاعها.
وذكرت تقارير بثتها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن الطائرة سقطت في أرض زراعية في خلج أباد بقضاء شهريارن، على بعد 45 كيلومترا شمالي غربي المطار.
إيران ترفض تسليم الصندوق الأسود
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن الطائرة احترقت بعد تحطمها، إلا أن تسجيل فيديو بثته وسيلة الإعلام الرسمية أظهر الطائرة والنار مشتعلة فيها أثناء سقوطها من الجو ليلا.
وقالت هيئة الطيران في إيران إنها لن تسلم للأميركيين الصندوقين الأسودين اللذين تم العثور عليهما والتابعين للطائرة.
وقال رئيس هيئة الطيران المدني علي عابد زاده "لن نعطي الصندوقين الأسودين للمصنّع (بوينغ) والأميركيين"، بحسب ما نقلته وكالة مهر للأنباء.
وتابع "ليس من الواضح بعد أي دولة ستسلم الصندوق الأسود للتحقيق".
وأضاف "ستحقق هيئة الطيران بإيران في هذا الحادث، لكن يستطيع الأوكرانيون الحضور أثناء التحقيق".
وبموجب قوانين منظمة الطيران المدني الدولي التي تضم أعضاء بينهم إيران وأوكرانيا والولايات المتحدة، تجري التحقيقات في حالات تحطم الطائرات بقيادة الدولة حيث وقع الحادث.
ولكن بحسب خبراء في مجال الطيران، قليلة هي الدول التي تستطيع تحليل الصناديق السوداء، وأبرزها بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
وقد ذكر مكتب التحقيق في حوادث الطائرات في فرنسا الذي يهتم بالتحقيق في حالات تحطم الطائرات، أنه لم يتلق أي طلب مساعدة من السلطات الإيرانية بعد تحطم الطائرة يوم الجمعة.