إقتصاد

العقوبات الأميركية فعالة في شل حركة الحرس الثوري الإيراني في اليمن

حسن العبيدي من بغداد

صورة التقطت في 19 حزيران/يونيو 2018 في أبو ظبي، تُظهر طائرات أبابيل المسيرة الإيرانية الصنع، والتي تقول القوات المسلحة الإماراتية إنها استخدمت من قبل الحوثيين خلال المعارك ضد قوات التحالف العربي في اليمن. [كريم صاحب/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 19 حزيران/يونيو 2018 في أبو ظبي، تُظهر طائرات أبابيل المسيرة الإيرانية الصنع، والتي تقول القوات المسلحة الإماراتية إنها استخدمت من قبل الحوثيين خلال المعارك ضد قوات التحالف العربي في اليمن. [كريم صاحب/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال مسؤولون وخبراء يمنيون إن العقوبات الأميركية نجحت في الحد من جهود فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لزعزعة الاستقرار في اليمن، وقد أنتجت نتائج سريعة وإيجابية.

وظهر بشكل خاص انكماش ملحوظ في أنشطة الأفراد والشركات التابعة لإيران داخل اليمن، نتيجة تقلص الدعم المقدم من المصارف الأجنبية والإقليمية والتجار المحليين والمؤسسات وحتى المواطنين الذين يتلقون حوالات مالية من الخارج.

وتزامن هذا الانكماش مع صدور بيان عن الحكومة اليمنية الشرعية، رحبت فيه بالعقوبات الأميركية على الكيانات الإيرانية المتورطة بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين (أنصار الله) في اليمن.

وقالت الحكومة في 12 كانون الأول/ديسمبر إنها ترحب "بفرض عقوبات على 8 كيانات إيرانية ساعدت في تهريب الأسلحة من إيران إلى ميليشيا الحوثي".

وجاء في البيان أن "القرار الأميركي يؤكد ما ذهب إليه اليمن مرارا من التحذير من تنامي الخطر الإيراني على أمن واستقرار المنطقة والعالم، في ظل استمرار تمادي النظام في تهريب الأسلحة وتقديم الدعم المالي واللوجستي لميليشيات الحوثي في تحد صارخ للمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن".

التزام الولايات المتحدة بضمان الاستقرار باليمن

وفي 11 كانون الأول/ديسمبر، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على شبكة شحن إيرانية متورطة في تهريب الأسلحة الفتاكة من إيران إلى اليمن لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

وطالت هذه العقوبات شبكة شحن مملوكة من رجل الأعمال الإيراني عبد الحسين خادري، لتورطها في إرسال أسلحة فتاكة إلى الحوثيين.

واستهدفت العقوبات أيضا 3 من وكلاء المبيعات العامة لشركة "ماهان للطيران" ولها مقر في الإمارات وهونغ كونغ، وذلك بسبب دورهم في دعم العمليات التجارية للشركة.

وقد صنفت "ماهان للطيران" في تشرين الأول/أكتوبر 2011 على أنها تقدم الدعم المالي أو المادي أو التقني لفيلق القدس بالحرس الثوري.

وفي هذا السياق، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان إن "النظام الإيراني يستخدم صناعات الطيران والشحن لإمداد مجموعاته الإرهابية والمتشددة بالأسلحة، مما يساهم بشكل مباشر في الأزمات الإنسانية المدمرة في سوريا واليمن".

وبدوره، قال محافظ شبوة محمد بن عديو في حديث للمشارق، إن "العقوبات الأميركية قبل أن تكون فاعلة ومؤثرة فإنها تأكيد جديد على التزام الأميركيين بوعودهم في يمن آمن ومستقر وخال من الإرهاب والميليشيات الإيرانية التي تنثر الموت والخراب بكل مكان تحل فيه".

وأضاف أن "العقوبات أصابت الشركات والواجهات التي تساعد فيلق القدس في إيصال الأسلحة والأموال وتمويل الحوثيين"، لافتا إلى انكماش ملحوظ في الأنشطة المرتبطة بإيران منذ فرض العقوبات.

وأوضح أن "الحوثيين بحاجة لشركات وواجهات قادرة على التحرك"، مضيفا أن العقوبات الأميركية جعلتهم "يتراجعون ويضمحلون ماليا"، الأمر الذي أدى إلى تقلص أنشطتهم بشكل بارز.

العقوبات تطال الكيانات التابعة للحرس الثوري

ومن جانبه، قال عضو الغرفة التجارية في محافظة تعز علي الجرادي للمشارق، إنه "تتم حاليا مقاطعة" عدة شركات تحويل مالي وتصريف وشركات للخدمات البريدية وأخرى لبطاقات المستهلكين هي ناشطة في المناطق الخاضعة للحوثيين.

وأضاف أن "بعض الشركات لجأت إلى تغيير أسمائها وعناوين بريدها الإلكتروني وصندوق البريد وحتى حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن ذلك لم يشفع لها".

وأوضح أن من هذه الشركات "شركة أنصار للصرافة [في صنعاء] وشركة أخرى ثانوية مرتبطة بها تدعى شركة سبأ للحوالات المالية وكانت تستقبل أموال حوالات مالية من يمنيين مقيمين في الخارج تصل كمساعدات لذويهم".

ولكن تابع أن الشركات في الخارج أوقفت تعاملها المالي مع شركة أنصار التابعة لشركة أنصار للصرافة وبنك أنصار في إيران، وكلاهما على لائحة العقوبات الأميركية.

واعتبر أن "تأثير العقوبات سيبدو أكثر وضوحا مع مرور الوقت وتكون خانقة على الإيرانيين بحيث تكون خيارات أو طرق مساعدتهم للحوثيين قليلة جدا".

من جهته، قال الصحافي اليمني محمد الضبياني إن "بعض الشركات مثل أنصار وسبأ وبنك صادرات الإيراني الذي يملك فرعا له في صنعاء، فضلا عن شركات طيران وشحن جوي مختلفة، كانت تعتبر الأبرز في اليمن غير أنها شهدت مؤخرا تراجعا في عملياتها".

وأوضح أن الناس يتعاملون اليوم مع بنوك وشركات أخرى في عدن وتعز والبيضاء، ليست تابعة للشركات الإيرانية المدرجة على لائحة العقوبات.

وتابع في حديث للمشارق أن حتى المؤسسات المالية في الخليج وتركيا والأردن ودول أوروبية مختلفة باتت تتجنب التعامل مع مؤسسات بواجهة إيرانية فرضت عليها عقوبات أميركية.

واعتبر أن ذلك "يشكل درسا في المستقبل لكل من يفكر بالتعامل مع فيلق القدس الإيراني ليس باليمن فقط، بل في الدول الأخرى أيضا".

وفي هذا الإطار، ذكر عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، للمشارق أن الحركة الحوثية ومنذ إنشائها، حصلت على توجيه وتدريب من خبراء من الحرس الثوري الإيراني، وتحاول اليوم أن تتشكل كنظام موازي لنظام الدولة يشبه حزب الله في لبنان.

وأشار إلى أنها بذلك تسعى إلى السيطرة بشكل كامل على القرار السياسي باليمن.

وأضاف أنه "مع بناء التنظيم العسكري الموازي، بنت إيران منظومة تمويل اقتصادية ومالية للحوثيين من خلال عدة واجهات".

وختم قائلا إن "العقوبات الأميركية تعد بنسف تلك الواجهات وقطع كثير من طرق تمويل الحوثيين"، معتبرا أن استمرار هذه العقوبات مهم لإضعاف جهود الحرس الثوري في اليمن.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

مرتزقه. كلكم. تجارحروب. ولكن. الله. عزوجل. سيحسبكم. علي. كل. قطرت. دم. سفكةفي. اليمن. وسوريا. والعراق. وليبيا. وتونس. وغيرها. من. البلدان. العربيه. والاسلاميه. والدوليه. واعلموان. عواقب. الظلم. وخيمه. الله. الله. حسبناونعم. الوكيل. عليكم. وهذهي. كلمة. حق. نقولها. وشكرالكل. مخلص. امين. في. عمله. امام. امة. محمد. صلوات. ربي. عليه. وعلي. اله. الطيبين. الطاهرين

الرد