قال محللون إن وصول حاملة الطائرات "يو.أس.أس أبراهام لنكولن" إلى مرفأ خليفة بن سلمان في البحرين يعكس النية الدائمة للولايات المتحدة وشركائها في الخليح بمحاربة الإرهاب في المنطقة، إلى جانب التهديدات الواردة من إيران.
وقد مرت حاملة الطائرات عبر مضيق هرمز متجهة إلى الخليج العربي في 19 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد بدأت بعد 3 أيام عمليات جوية دعما لعملية "العزم الصلب"، حسبما ذكرت القيادة المركزية لقوات البحرية الأميركية.
وقد نشرت في المنطقة في أيار/مايو ردا على ما وصفه مستشار الأمن القومي السابق في الولايات المتحدة جون بولتن بـ "التحذيرات والمؤشرات التحذيرية" من الجانب الإيراني.
وفي 20 تشرين الثاني/نوفمبر، وصلت حاملة الطائرات "يو.أس.أس أبراهام لنكولن" إلى المرفأ في البحرين بعد قضاء أكثر من 6 أشهر في بحر العرب وخليج عمان.
وقال القبطان وولت سلوتر، قائد "يو.أس.أس أبراهام لنكولن"، "أثناء عبورنا في هذا المشهد، سنمارس قدراتنا الواسعة وإمكانياتنا العملياتية مع الشركاء الدوليين كقوة متنقلة وفتاكة".
وتابع "إننا في الواجهة، وسنواصل عملنا مع الحلفاء في التحالف لضمان الأمن الإقليمي".
ʼالضغط على إيرانʻ
وفي هذا السياق، ذكر مسؤولون سياسيون من البحرين للمشارق أن تواجد حاملة الطائرات "يو.أس.أس أبراهام لنكولن" في الخليج يشكل خطوة مهمة باتجاه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل هجمات إيران المتكررة على المرافق النفطية الحيوية في الخليج.
وقالت الصحافية البحرينية تمام أبو صافي للمشارق إن تواجد القوة القاذفة في البحرين له أبعاد أمنية واقتصادية، لا سيما لجهة حماية أمن الملاحة البحرية وعبور السفن التجارية كناقلات النفط في المنطقة.
وتابعت أن هذه الخطوة تأتي أيضا "ضمن السياسات الضاغطة على إيران".
وأضافت للمشارق أن "وصول حاملة الطائرات إلى منطقة الخليج لم يأت كخطوة عسكرية منفردة، بل جاء ضمن حملة الضغوطات القصوى التي تطبقها الولايات المتحدة إزاء النظام الإيراني، ومنها خطوات اقتصادية وسياسية وعسكرية".
وأوضحت أبو صافي "تتركز مهمة مثل هذه الحاملة... عادة على تقديم الدعم اللوجستي للدوريات البحرية الصغيرة والمتوسطة التي تعمل تحت إمرتها، وكذلك إجراء طلعات جوية استطلاعية عبر طائراتها إف-15 و إف-18 والطائرات العامودية التابعة للبحرية".
وذكرت أنها "تعمل بشكل مباشر تحت القيادة المركزية للأسطول الخامس ومقره البحرين الذي يقود التحالف لحماية أمن الإبحار في المنطقة".
ولفتت إلى أن مهامها تغطي مناطق تمتد من شمال الكويت وحتى بحر العرب.
وأكدت أن هناك حاجة فعلية لحماية الممرات البحرية في المنطقة، وأبرزها مضيق هرمز في الخليج، مع تعزيز الثقة بأمن المنطقة البحري.
حماية مضيق هرمز
وبدوره، قال المحلل السياسي سعد راشد إن عملية نشر حاملة الطائرات "يو.أس.أس أبراهام لينكولن" تأتي "ضمن خطة الإدارة الأميركية بشأن تعزيز التواجد العسكري في مياه الخليج العربي وذلك لتأمين سلامة الملاحة، خصوصا بعد... التهديدات الإيرانية لمنشآت ومراكز حيوية".
وأوضح راشد للمشارق أن "الولايات المتحدة وجدت نفسها ملتزمة بـ[مهمة] حماية المياه الإقليمية، خصوصا حماية مصالح حلفائها ومصالحها الموجودة في المنطقة".
ولفت إلى أن هذا الأمر مهم بشكل خاص كون مياه الخليج، ولا سيما مضيق هرمز، يعتبر ممرا مهما لمصادر الطاقة وغيرها من سلع التجارة الحرة.
وقال راشد إن "يو.أس.أس أبراهام لينكولن" تعتبر "إحدى حاملات الطائرات الأميركية الرئيسية التي تتميز بتقنيات عالية خصوصا في مجال رصد الأهداف وسرعة الاستجابة لأي تهديدات أمنية أو عسكرية".
وأشار إلى أن "دول مجلس التعاون الخليجي تنظر إلى أهمية الشراكة الدولية وبخاصة الأميركية في حماية الممرات البحرية".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تبذل جهودا ملموسة لضمان حماية الممرات المائية الإقليمية ومواجهة التهديدات الإيرانية المتكررة".
كذلك، قال المحلل السياسي ابراهيم النهام للمشارق إن العلاقات الاستراتيجية والأمنية التي تربط البحرين بالولايات المتحدة طويلة الأمد ومتجذرة.
وأكد أن وصول حاملة الطائرات إلى المرافئ البحرينية "يأتي في سياق تعزيز الأمن الملاحي والبحري في الخليج العربي، ومنع أي محاولات جديدة تقودها إيران أو الميليشيات التابعة لها في المنطقة، للإضرار بالأمن الخليجي والبحريني تحديدا".
وأضاف النهام أن المواطن الخليجي يعتبر أن القوات الأميركية "تلعب دورا حقيقيا في لجم إرهاب إيران والتنظيمات الإرهابية التابعة لها"، بما في ذلك الميليشيات الناشطة في العراق والحوثيين (أنصار الله) في اليمن وحزب الله في لبنان.