تحليل

الغموض لا يزال يحيط بزعيم داعش الجديد

وكالة الصحافة الفرنسية

صورة جوية التقطت يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر توضح الموقع الذي توفي فيه زعيم داعش أبو بكر البغدادي بالقرب من قرية باريشا الصغيرة في شمال غرب سوريا. [عمر الحاج قدور/ وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة جوية التقطت يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر توضح الموقع الذي توفي فيه زعيم داعش أبو بكر البغدادي بالقرب من قرية باريشا الصغيرة في شمال غرب سوريا. [عمر الحاج قدور/ وكالة الصحافة الفرنسية]

بعد أيام قليلة من وفاة أبو بكر البغدادي زعيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال غارةشنتها القوات الأميركية الخاصة في شهر تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت الجماعة اسم الرجل الذي حل محله كقائد لها.

لكن الهوية الحقيقيةلأبو إبراهيم الهاشمي القرشي لا تزال محاطة بالغموض، ومعها إمكانية التنظيم في استمرارية إستراتيجيته.

في هذا الصدد، قال هشام الهاشمي، وهو خبير عراقي متخصص في تنظيم داعش "لا نعرف الكثير عنه إلا أنه القاضي الرئيسي لداعش ويرأس لجنة الشريعة".

ولكن هناك شكوكا في أن الرجل موجود على الإطلاق.

ويقترح البعض أن المجموعة انتبهت إلى وضعها الحالي وأعلنت عن اسم كخطوة لتماسكها وذلك من أجل خلق انطباع بأنها تسيطر على الوضع.

وقال جان بيير فيليو، المتخصص في شؤون العالم العربي بجامعة باريس للعلوم "لقد فوجئت المنظمة بوحشية القضاء على البغدادي".

وأضاف "لقد أبلغت منذ ذلك الحين عن هوية الخليفة الذي لا نعرف ما إذا كان موجودا حقا أم أنه مجرد خداع، في حين أن عملية تعيين خليفة حقيقي ستجري في سوريا والعراق".

التوجيه الاستراتيجي

ويقول سيث جونز من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "في هذا العالم، لا يمكنك أن تخفي من هو زعيمك، ولا يمكن لأي جماعة إرهابية اليوم أو الأمس أن تحافظ على السرية فيما يتعلق بطبيعة هيكلها القيادي. لا أحد على هذا المستوى من المهارة".

سواء كان موجودا أم لا، فإن الخليفة لم يقدم أي دليل على قيادة واضحة.

وحاول تنظيم داعش في عهد البغدادي، الذي تجنب الأضواء أيضا، قيادة ما يشبه الدولة حيث قام بإصدار كتب مدرسية وإنشاء عملته الخاصة.

ومنذ طرد المجموعة المتطرفة من الباغوز، وهي آخر قطعة من الأراضي السورية كان التنظيم يسيطر عليها، في شهر آذار/مارس، لجأ بشكل أساسي إلى تكتيكات حرب العصابات.

ويؤكد الخبراء أنه إذا أراد القرشي أن يتجنب تحدي القيادة الداخلية، فسيضطر إلى الخروج من الظل.

ويقول دانييل بيمان الباحث بجامعة جورج تاون بواشنطن "سيكون هناك توتر بين حاجته لتأكيد نفسه وفاعليته ورغبته في الأمن".

وقد يكون الخيار الأخير أمرا مكلفا، مما سيخلق فراغا للجماعات المتطرفة للتنافس على السيطرة.

وأضاف بايمان "لقد رأينا بالفعل انتقادات كبيرة من [متطرفين] آخرين، ممن يقولون إنك لا يمكن أن تكون خليفةً إذا لم يكن لديك خلافة". وقال"سيواجه هذا الشخص وقتا عصيبا للغاية في تأسيس القيادة".

بالنسبة لفيليو، قد تساعد الهجمات الشرسة التي تنفذها فروع داعش في سيناء المصرية ومنطقة الصحراء الكبرى على إعطاء القيادة المركزية وقتًا لإعادة التنظيم.

’نقطة تحول‘

ويقول روبن سيمكوكس، وهو باحث في مؤسسة التراث الأميركي، إن تنظيم داعش الضعيف ليس لديه أمل كبير في إعادة احتلال الأرض في المستقبل القريب، مما يعني أن مقاتليه سوف يذهبون إلى الأرض ويعتمدون أساليب "التمرد".

وقال "في حين أن ذلك يجعل من الصعب على العدو تعقب بعض الطرق، إلا أنه يصعّب عليهم اجتذاب مجندين بنفس الأرقام السابقة حيث لم يعد هناك "خلافة" للأجانب للسفر إليها".

وأشار إلى أنه "أصبح من الصعب جمع الأموال لأن داعش سبق أن حصل على إيرادات كبيرة من خلال فرض الضرائب والابتزاز لأولئك الذين يعيشون تحت سيطرته في "الخلافة".

بالنسبة لبيمان، هذه "نقطة تحول للمجموعة".

وقال "لكن من دون معرفة الكثير عن الزعيم فمن الصعب للغاية معرفة الطريقة التي سيتحولون بها".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500