ارتكب الحوثيون انتهاكات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار التاريخي الذي رعته الأمم المتحدة العام الماضي، في إشارة إلى أنهم يسعون لخدمة مصالح إيران على حساب السلام لليمن وشعبه، وفقًا لما قاله الخبراء للمشارق.
تنص اتفاقية ستوكهولم، الموقعة في 13 كانون الأول/ديسمبر الماضي بين الحوثيين (أنصار الله) والحكومة الشرعية في اليمن على وقف لإطلاق النار في المدينة وإعادة الانتشار المتبادل للقوات من المدينة وموانئ سليف ورأس عيسى والحديدة في غضون 21 يوما.
وبموجب الاتفاقية، على الجانبين الإفراج عن حوالي 16,000 أسير حرب.
فمنذ التوقيع، ارتكب الحوثيون حوالي 12,000 خرقاللاتفاقية، حسب ما أكده الخبراء للمشارق خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
واستمرارا لانتهاكاتهم الأخيرة، استهدف الحوثيون يوم الثلاثاء 10 كانون الأول/ديسمبر مواقع الجيش بقذائف الهاون في الجبلية في مديرية التحيتا.
كما قصفت الميليشيا منطقة الجاح في مديرية بيت الفقيه جنوب المحافظة بالمدفعية الثقيلة.
ولم يكتف الحوثيون بذلك بل وجهوا النيران نحو الأحياء السكنية في منطقة حيس، مما تسبب في حالة من الذعر بين السكان المدنيين.
’الحوثيون لا يسعون للسلام‘
وتعليقًا على تنفيذ اتفاقية استكهولم بعد سنة واحدة من توقيعها، قال عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام عادل الشجاع إن الحوثيين "يفعلون ما تطلب منهم [إيران] القيام به، وبالتالي لن يلتزموا بسلام دائم ما لم تهزم عسكريا".
وقد استفاد الحوثيون من الاتفاقية ووقف إطلاق النار لاستئناف أنشطتهم العسكرية، خاصة بعد توقف القتال على جبهات أخرى، مما مكنهم من نقل معظم مقاتليهم إلى الحديدة، على حد تعبيره في تصريح للمشارق.
من جهته، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن الحوثيين قوضوا اتفاقية ستوكهولم مع انتهاكاتهم المتكررة، مستشهدا بالهجوم الحوثي الأخير على فريق حكومي يمنييعمل كجزء من لجنة تنسيق إعادة الانتشار برئاسة الأمم المتحدة في الحديدة.
فقد هاجم الحوثيون مقر الفريق في المدينة الساحلية بقصف صاروخي وطائرات مسيرة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتمكنت قوات التحالف العربية من اعتراض وتدمير ثلاثة صواريخ باليستية وخمس طائرات مسيرة تستخدمها الميليشيا.
وأضاف أحمد في حديثه للمشارق أن تفسير الحوثيين لأحكام الاتفاقية يخدم مصلحتهم الخاصة بما يتماشى مع مصالح إيران "دون أي اعتبار لمعاناة أهل الحديدة".
وأشار إلى أن "الطريقة التي تعامل بها الحوثيون حتى الآن مع اتفاقية ستوكهولم تؤكد أنهم ليسوا جادين في إحلال السلام في اليمن".