إرهاب

الميليشيات المدعومة من إيران تستنزف المجتمعات المضيفة والشعب الإيراني

حسن العبيدي من بغداد

لوحة إعلانات دعائية لميليشيا كتائب حزب الله الموالية لإيران، في صورة التقطت بوسط بغداد يوم 20 حزيران/ يونيو 2018. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

لوحة إعلانات دعائية لميليشيا كتائب حزب الله الموالية لإيران، في صورة التقطت بوسط بغداد يوم 20 حزيران/ يونيو 2018. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال خبراء للمشارق إن النظام الإيراني أنشأ شبكة واسعة من الميليشيات الموالية له يقدر عديدها بـ 200 ألف مقاتل منتشرين في جميع أنحاء المنطقة، في محاولة لتعزيز نفوذه وطموحاته التوسعية.

وأضافوا أن إيران سعت عبر هذه الشبكة إلى الهيمنة على أنشطة التصدير والاستيراد وقطاعي الاستثمار والنفط في الدول المضيفة واستغلالها، بهدف جني أرباح طائلة لصالحها.

لكنهم أردفوا أنها بدلا من العمل على تحسين أحوال الشعب الإيراني، عمدت إلى تحويل أرباح هذا الاستغلال الاقتصادي إلى خزائن الحرس الثوري الإيراني ومنها إلى وكلائها من الميليشيات.

وفي هذا الإطار، قال النائب العراقي السابق مثال الألوسي للمشارق إن الهدف الرئيس لوكلاء إيران هو "إحكام قبضتهم" على ثروات الدول تحت ذرائع مختلفة.

أما الصحافي اليمني محمد الضبياني، فاعتبر في حديثه للمشارق أن إيران عملت على إنشاء هذه الميليشيات وتوطيدها في جميع أنحاء المنطقة لترجيح كفة ميزان القوة لصالحها.

وأضاف الضبياني أنها سعت لزعزعة استقرار المنطقة عن طريق بث الفوضى وانتهاك سيادة جيرانها وإنتاج نخب سياسية يكون ولاؤها الأول لإيران.

وتابع أنه بالإضافة إلى جني الأرباح من الخارج، استولى النظام الإيراني على المال العام لتمويل وكلائه والدفع قدما بأجندته في بلاد مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وأكد أن النظام يتكفل بتلك النفقات "فيما الشعب الإيراني يعاني من فقر مدقع".

وتابع أن "الهدف النهائي لهذه الميليشيات ليس خدمة الدول التي تنتشر فيها بل خدمة إيران".

وأردف: "لذلك ترى عناصر تلك الميليشيات معزولين ومنبوذين من شعوبهم، ويعاملون على أنهم عملاء لإيران".

'مجرد وكلاء لإيران'

وفي حديثه للمشارق، أوضح عنصر سابق في ميليشيا عصائب أهل الحق العراقية انشق عنها عام 2017، أن عناصر الميليشيات في العراق "يتلقون رواتب من إيران أعلى من تلك التي يتلقاها الطبيب والمهندس الإيراني في بلده".

وأضاف بعد أن طلب تعريفه بالأحرف "أ. ب." فقط، أنهم "يدفعون ما بين 700 و900 دولار لعناصر الميليشيات، ناهيك عن الأسلحة والمعدات والمساعدات".

وكشف أنه مقابل المال الذي تدفعه تكسب إيران ولاء رجال الميليشيات في دول أخرى، فينفذون ما تريده منهم ويسهلون مصالحها.

ولفت إلى أنه في العراق وسوريا على سبيل المثال، تضغط هذه الميليشيات على الشركات التجارية لاستيراد بضائع من إيران فقط.

وتابع أنهم "عمدوا في الفترة الأخيرة إلى إنشاء أذرع مالية وتجارية تساهم في نقل العملات الأجنبية إلى إيران من دول مثل العراق ولبنان".

وقال: "تركت الميليشيا حين اكتشفت الحقيقة، فالمواطنون باتوا يتجنبوننا ولم نعد في نظرهم كما كنا، بل مجرد وكلاء أو أدوات ننفذ ما تريده إيران".

الميليشيات تعتمد على أموال الشعب الإيراني

من جانبه قال الخبير الأمني أحمد رحال، إن النظام الإيراني بنى شبكة كبيرة من الميليشيات في سوريا وأنفق عليها أموالا طائلة لوضع يده على مقدراتها واحتكار أسواقها ومشاريع إعادة الإعمار فيها، إضافة إلى نفطها.

وأشار في حديثه للمشارق إلى أن إيران تستخدم اليوم المال العام لدعم تلك الميليشيات.

وذكر أن الميليشيات في سوريا ولبنان واليمن والعراق "تهدد عمليا أمن المنطقة برمتها واستقرارها، وتستهلك نفقات كان بمقدور إيران استخدامها لتأمين رخاء شعبها".

وأوضح أنه بدلا من دعم هذه الميليشيات المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة، يمكن استخدام تلك الأموال في تحسين البنى التحتية والنظام التعليمي داخل إيران.

وأضاف أن شعوب الدول التي توجد فيها الميليشيات الموالية لإيران باتوا أكثر وعيا بالمعضلات التي يمكن أن تتسبب بها، ما من شأنه "إفشال كل الجهود التي تبذلها إيران".

وتابع أن هذا الأمر بدا جليا في الاحتجاجات الأخيرة التي عمت العراق ولبنان، حيث هتف المتظاهرون بشعارات مناوئة لإيران.

وختم مشددا على "ضرورة مواصلة الجهود لفضح مشاريع [إيران] ورفع الوعي بين شعوب هذه الدول حول خطر النظام الإيراني".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500