اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الأربعاء، 27 تشرين الثاني/نوفمبر السلطات الإيرانية "بالتستر المتعمد" على عمليات القتل والاعتقالات التي تمت خلال حملة قمع المظاهرات في جميع أنحاء البلاد في وقت سابق من هذا الشهر.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في جميع أنحاء إيران يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر بعد ساعات من الإعلان المفاجئ عن ارتفاع أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 200 ٪.
وقد أشارت أنباء عن وقوع حالات وفاة واعتقالات عندما تم نشر قوات الأمن لوقف المظاهرات التي تحولت إلى أعمال عنف في بعض المناطق.
لكن مدى عمليات القمع لا زال غير واضح، حيث يرجع ذلك في المقام الأول إلى انقطاع الإنترنت الذي فرض خلال الاضطرابات في خطوة ينظر إليها على أنها تهدف إلى الحد من انتشار أشرطة الفيديو التي تظهر العنف.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن السلطات "تعمدت التستر على نطاق حملة القمع التي مورست ضد المتظاهرين".
وقد دعت منظمة مراقبة حقوق الإنسان إلى "الإعلان فوراً عن عدد الوفيات والاعتقالات والاحتجاز ... والسماح بإجراء تحقيق مستقل حول الانتهاكات المزعومة".
من جانبه انتقد نائب مدير المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط، مايكل بيج، إيران بسبب "رفضها تقديم عدد دقيق للقتلى وتهديدها المعتقلين بالموت عوضا عن ذلك".
وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان إن منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، قدرت عدد القتلى بما لا يقل عن 140 شخصاً واعتقال نحو 7000 شخصا في الاحتجاجات.
"إستراتيجية الحكومة لخنق المعارضة"
وأكد المسؤولون مقتل خمسة أشخاص وأعلنوا حتى الآن اعتقال حوالي 500 آخرين، من بينهم حوالي 180 من "متزعمي" المظاهرات.
وقال بيج "إبقاء العائلات بلا أنباء حول مصير أحبائها مع إشاعة جو الخوف والعقاب هي استراتيجية حكومية متعمدة لخنق المعارضة".
أما موقع نتبلوكس، وهو موقع يراقب اضطرابات الإنترنت، فقد أكد أن خدمات الإنترنت عادت إلى معظم أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة، باستثناء شبكات الهاتف المحمول.
وأعلنت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء أنها تلقت حوالي 20,000 رسالة من إيران حول الاحتجاجات بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو على إثر مناشدتها للمتظاهرين لتحدي القيود المفروضة على الإنترنت.
وكان وزير الخارجية مايك بومبو قد طلب في وقت سابق من الإيرانيين إرسال معلومات حتى تتمكن الولايات المتحدة من "كشف الانتهاكات ومعاقبة مرتكبيها".
وقال بومبيو "تلقينا حتى الآن ما يقرب من 20 ألف رسالة ومقاطع فيديو وصور وملاحظات عن انتهاكات النظام من خلال خدمة الرسائل تلغرام.
وأضاف "للشعب الإيراني الشجاع الذي رفض الصمتحول 40 عامًا من الانتهاكات على يد النظام الحاكم، أقول ذلك ببساطة: إن الولايات المتحدة تسمعك ونحن ندعمك وسوف نستمر في الوقوف معك في نضالك من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لشعبك ومن أجل أمتك العظيمة".
واستجابة لجهود إيران لإغلاق الإنترنت، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزير الاتصالات وضغطت على مواقع فيسبوك وتويتر وانستغرام لتعليق حسابات قادة الحكومة الإيرانية.