إرهاب

الحوثيون يخرقون وقف إطلاق النار في الحديدة

نبيل عبد الله التميمي من عدن

يمنيون نزحوا من الدريهمي يستلمون المساعدات الغذائية في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر في 9 آب/أغسطس. [وكالة الصحافة الفرنسية]

يمنيون نزحوا من الدريهمي يستلمون المساعدات الغذائية في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر في 9 آب/أغسطس. [وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد خبراء للمشارق أن الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران، خرقوا بصورة متكررة اتفاقا لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الساحلية، وذلك في سياق نمط سلوكي وضع الهدنة في وجه تهديد خطير.

وقالوا إن الحوثيين ومن خلال أفعالهم في المدينة الرازحة تحت الحرب، وهي مدينة تشكل نقطة دخول حيوية وممرا للمساعدات الإنسانية، يسيئون للأهالي عبر وضع سلامتهم وسبل عيشهم ووصولهم إلى المساعدات على المحك.

وتابعوا أن الحوثيين وعوضا عن دعم عملية السلام، يحاولون تعزيز موقفهم العسكري وتوسيع أجندة الحرس الثوري الإيراني على حساب استقرار اليمن.

هذا وقد أدت محادثات بين الأطراف المتناحرة برعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم في كانون الأول/ديسمبر الماضي إلى سلسلة نتائج، بينها وقف إطلاق نار في الحديدة.

وقد دعا الجنرال أباهيجيت جوها رئيس الفريق الأممي لدعم اتفاق الحديدة ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، في بيان نشر في 5 تشرين الأول/أكتوبر، كل الأطراف إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وقال إنه كان للخروقات الأخيرة أثر معاكس على أهالي محافظة الحديدة ولا بد من تجنبها مهما كلف الأمر، مطالبا جميع الأطراف بممارسة ضبط النفس وتجنب أي تصعيد.

كذلك، دعا كل الأطراف إلى دعم الجهود المتواصلة الرامية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في الحديدة ودعم أعمال المراقبة التي تنفذها لجنة تنسيق إعادة الانتشار وتوفير حرية التنقل الضرورية لفريق عملها.

مواقع المراقبة معرضة للخطر

وفي تشرين الأول/أكتوبر، أقامت الحكومة اليمنية والحوثيون 5 مواقع مراقبة مشتركة لوقف إطلاق النار على طول الجبهات، وذلك في إطار إجراءات خفض التصعيد في الحديدة.

ورحب المبعوث الأممي مارتن غريفيث بإقامة مواقع المراقبة ونشر ضباط الاتصال، قائلا إن الخطوة "ستعزز خفض التصعيد في المناطق الساخنة وستنقذ الأرواح".

وآنذاك، كان جوها قد ذكر أن المواقع "صممت لتسهيل خفض التصعيد المباشر في المناطق الساخنة التي تعتبر معرضة للنزاعات".

ولكن هدد القادة العسكريون اليمنيون في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، بإقفال مواقع المراقبة، احتجاجا على خروقات الحوثيين.

وبحسب وسائل الإعلام المحلية، عمل الحوثيون على حفر أنفاق حول مواقع المراقبة وعلى إنشاء نقاط تفتيش عند أطراف المدينة.

وذكر الناطق العسكري باسم القوات المشتركة اليمنية على الساحل الغربي وضاح الدبيش، أن الميليشيا حفرت 19 نفقا منذ إنشاء مواقع المراقبة، علما أن ذلك يعد خرقا واضحا لاتفاق ستوكهولم.

كذلك وضمن خروقات وقف إطلاق النار، ضبطت قوات خفر السواحل اليمنية في البحر الأحمر في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر زورقا كان في طريقه إلى الحوثيين وكانت على متنه مواد مستخدمة في صناعة المتفجرات.

وفي منتصف أيلول/سبتمبر، قال التحالف الدولي برئاسة السعودية، إنه اعترض ودمر "قاربا مفخخا كان يتم التحكم به عن بعد" وكان الحوثيون يهدفون إلى استخدامه لتنفيذ "عمل إرهابي جنوبي البحر الأحمر".

تأجيج الأزمة الإنسانية

ومن جانبه، قال وليد القديمي وكيل محافظة الحديدة للمشارق إنه في هذه الأثناء، "تستمر [جماعة الحوثي] بإرهابها ضد سكان مدينة الحديدة".

وأوضح أن المدينة تعاني اليوم من أزمة إنسانية جاءت نتيجة ترهيب الميليشيا المدعومة من إيران للأهالي، إضافة إلى "تدمير كل مظاهر الحياة الطبيعية، بما في ذلك المنشآت والخدمات والمزارع والجسور والطرق".

وأضاف أن الحوثيين يرتكبون هذه الخروقات "من أجل تقويض فرص السلام واستغلال اتفاق ستوكهولم لتحويل الحديدة إلى ثكنات عسكرية".

وتابع أنهم في الوقت عينه، "يستمرون بقصف المناطق المحررة ضمن محافظة الحديدة".

وأشار القديمي إلى أن ممارسات الحوثيين هذه تكشف أنهم "لا يسعون للسلام وإنما ينفذون مصالح الحرس الثوري الإيراني الذي يقوض أمن واستقرار اليمن والمنطقة".

خطر على السلام

وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي وديع عطا في حديث للمشارق إن "جماعة الحوثي ارتكبت نحو 12 ألف خرقا [لوقف إطلاق النار] منذ توقيع اتفاق ستوكهولم في كانون الأول/ديسمبر 2018".

وأضاف أن أكثر من 350 مدنيا قتلوا نتيجة لذلك كما أصيب عدد كبير منهم، وهذا ما يثبت أن الحوثيين "لا يرغبون بالسلام ويردون الاستمرار في تنفيذ الأجندة الإيرانية ومضاعفة معاناة السكان".

وتابع أنه يمكن اعتبار الخروقات محاولة يجريها الحوثيون لممارسة ضغط عسكري "من أجل تحسين شروط التفاوض وإثبات قوتهم كطرف عسكري لا كطرف يرغب في صنع السلام".

وأشار إلى أن "الحوثيين يدركون خطورة خسارتهم للحديدة لما تمثله بالنسبة لهم من أهمية مالية وعسكرية، لذلك فإنهم لن يتركوها بسهولة".

وبدوره، أكد المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق أن مرفأ الحديدة قد أصبح نقطة اتصال بين إيران وجماعة الحوثي لإدخال المتفجرات والأسلحة وأجهزة المراقبة.

وتابع أن الحوثيين قاموا من خلال أفعالهم، بتهديد سبل عيش المجتمع المحلي وتهديد السلام في المدينة والمرفأ الذي يعد نقطة دخول أساسية للمساعدات.

وختم أحمد قائلا إن ممارسات الميليشيا في الحديدة "لا تخدم اليمن واستقراره بل تخدم الأجندة الإيرانية بدون مراعاة معاناة اليمنيين المتزايدة كل يوم".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500