قال ناشطون لبنانيون للمشارق، إن هجوم حزب الله على المتظاهرين المسالمين في وسط بيروت كشف حقيقة طبيعته، مشيرين إلى أن سلوك مؤيديه الميليشوي دليل على لجوئه إلى القوة لحل الخلافات.
وكانت مجموعة من أنصار حزب الله قد هاجمت يوم الثلاثاء، 29 تشرين الأول/أكتوبر موقعا للاحتجاج عند جسر الرينغ في بيروت، وهدموا الخيم التي نصبها المتظاهرون، بهدف إعادة فتح الطريق.
واعتدى أنصار حزب الله على المتظاهرين بالعصي وضربوهم وألقوا الحجارة عليهم، قبل أن يقتحموا ساحتي الشهداء ورياض الصلح حيث دمروا الخيام وأضرموا النار فيها.
واستقدمت تعزيزات أمنية للفصل بين المحتجين والمهاجمين وحماية المتظاهرين المسالمين، الذين عادوا بعد ذلك إلى الساحة ونصبوا الخيام مجددا فيها بعد أن نظفوها.
وعن هذه الحادثة، قال المعارض الشيعي علي الأمين، إن هجوم حزب الله على الاحتجاج السلمي "يكشف وجهه الحقيقي الذي لم يخفه يوما، ويظهر استياءه من مجريات الأمور.
ويظهر أيضا أن الميليشيا تشعر بأن الخناق بدأ يضيق حولها.
وأضاف للمشارق: "ما أقدم عليه حزب الله من اعتداء على احتجاج سلمي وعلى مسالمين يطالبون بحقوقهم لم يكن مفاجئاً".
وتابع أن "القوة العسكرية هي ما يجيده فقط"، مشددا أن استخدام القوة ضد الحراك السلمي لا معنى له سوى انعدام كل الوسائل المتبقية لديه لحل الخلافات والنزاعات السياسية.
وأردف: "نحن اليوم أمام حقيقته العارية".
اعتداءات وحشية ضد المتظاهرين
أما الناشط السياسي علي رباح، فقال للمشارق إنه سبق للبنانيين أن اختبروا ممارسات حزب الله خلال الأزمة السياسية في أيار/ مايو من العام 2008، مشيرا إلى أن الحزب "استخدم سلاحه في أكثر من مناسبة".
وروى رباح ما أقدم عليه الحزب ومناصريه من أفعال قائلا: "كنا في ساحة الشهداء عندما بدأت تصلنا أخبار عن توافد مجموعات من حزب الله لفتح جسر الرينغ بالقوة".
وتابع أن هذه الأخبار تزامنت مع وصول "شاب على دراجة نارية يطالب مجموعة من المتظاهرات الصبايا بمغادرة الساحة".
وأردف أنه بعد قليل اقتحم الساحة نحو 200 شاب مزودين بعصي، وبدأوا بتكسير السيارات واقتلاع الخيام والاعتداء بالضرب على المتظاهرين، على الرغم من محاولة إقناعهم أن التظاهرات "هي من أجلهم أيضا".
ووصف رباح المشهد بـ "الوحشي"، لأن مناصري الحزب اعتدوا على متظاهرين مسالمين من مختلف الأعمار والطوائف والفئات الاجتماعية، كانوا يعبرون عن وجعهم بأناشيد وطنية ولقاءات حوارية عميقة".
وذكر رباح أن "هذا الاعتداء الوحشي هو اعتداء على تظاهرة سلمية جمعت معا...مجموعة من النخبة الثقافية والسياسية، ومؤمنين وملحدين وعلمانيين، وليبراليين ويساريين".
وشارك العديد منهم في حوارات ونقاشات سياسية راقية.
وقال إن التظاهرات السلمية دفعت حزب الله إلى الكشف عن وجهه الحقيقي عبر اللجوء إلى الاعتداء وتخريب الخيم وزرع الفوضى، لكن المتظاهرين عمدوا بعد ذلك إلى إزالة الركام وتنظيف الساحة ومواصلة الاعتصام.
’البلطجة لم تعد ممكنة‘
ورأت الصحافية المستقلة سوسن أبو ظهر أن الاعتداء على متظاهرين مسالمين "يؤكد أن [حزب الله] لم يتخط يوما ما حصل في 7 أيار/مايو 2008، حين شهر سلاحه بوجه مواطنيه العُزل".
وأضافت للمشارق: "لكن نجاحه حينها بالبلطجة لم يعد اليوم ممكنا".
وتابعت أن عقلية 7 أيار/مايو دفعت حزب الله إلى إطلاق أنصاره في شوارع بيروت لترويع المتظاهرين.
وحصل هذا الأمر "تارة عبر مسيرات عصابات بالدراجات النارية، وطورا برمي الحجارة على رؤوس المتظاهرين المسالمين، ومرة بتدمير خيام الاعتصام وضرب المحتجات".
وأردفت أبو ظهر أن هذه الممارسات أظهرت "وحشية عهدناها منذ 7 أيار/مايو ولم تفاجئنا".
وأشارت إلى أن "من أحد مكتسبات التظاهرات التي ما تزال تهدر وتكبر مع جيل شاب مدهش بوعيه ونضجه، أنها وضعت حزب الله بمأزق مع نفسه قبل الآخرين".
وكشفت أن الناس في المناطق التي افترض لسنوات أنه يسيطر عليها، ثاروا فجأة مطلقين شعار الانتفاضة "كلن يعني كلن".