يتوقع أن يحصل المخبر الذي قدم تفاصيل مهمة حول تحركات زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أبو بكر البغدادي، على جزء من المكافأة المرصودة وقيمتها 25 مليون دولار أو كلها، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الأربعاء، 30 تشرين الأول/أكتوبر.
وأوضحت الصحيفة أن المخبر كان ناشطا بارزا في تنظيم داعش، وكانت مهمته تسهيل تحركات البغدادي في سوريا وساعد في الإشراف على بناء مخبئه فيها.
وكانت قوات الكوماندوز التابعة للعمليات الخاصة الأميركية قد قصفت المخبأ ليل السبت، ونفذت عملية إنزال عبر المروحيات وطاردت مؤسس داعش في نفق حيث فجر سترة ناسفة كان يرتديها وقتل نفسه.
وأضافت الصحيفة أن المخبر كان في مكان الحادث عندما وقعت الغارة وتم تهريبه بعد يومين مع أسرته.
ورجحت الصحيفة أن يحصل الرجل الذي لم تكشف هويته على جزء من المكافأة التي رصدتها الولايات المتحدة مقابل القبض على البغدادي حيا أو ميتا أو كلها، والبالغة 25 مليون دولار.
وإلى جانب تحركات البغدادي، كان المخبر على معرفة بتخطيط جميع غرف مخبأ البغدادي السوري الأخير، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.
وقالت الصحيفة إن أحد المسؤولين وصف المخبر بأنه عربي سني انقلب على داعش بعد مقتل أحد أقاربه على يد التنظيم، وأن المخابرات الكردية هي التي زرعته في صفوفه.
وتابعت الصحيفة أن الأكراد سلموا في النهاية قيادة هذا الرجل إلى الولايات المتحدة، فأمضت أسابيع طويلة في التدقيق بصدقيته قبل أن تلوح أمامها الشهر الماضي فرصة لتنفيذ الغارة.
شهور من العمل الاستخباري
واستغرق التخطيط لعملية قتل البغدادي أشهرا من العمل الاستخباري واعتمدت قوات العمليات الخاصة الأميركية التي قادت الغارة على الاستخبارات الكردية.
وقال كبير المستشارين في قوات سوريا الديموقراطية، بولات كان، أنهم تعاونوا مع وكالة الاستخبارات المركزية في 15 آيار/مايو بعد رصد البغدادي في محافظة إدلب.
وغرد كان على تويتر قائلا: "عمد مصدرنا الذي كان قادرا على الوصول إلى البغدادي إلى إحضار ملابسه الداخلية لإجراء اختبار الحمض النووي والتأكد (مائة بالمائة) أن صاحبها هو البغدادي نفسه".
من جانبه، أكد قائد قوات سوريا الديموقراطية اللواء مظلوم عبدي في مقابلة مع شبكة أن بي سي نيوز، أن المقاتلين زرعوا مستشارا أمنيا داخل الدائرة الضيقة حول البغدادي، وهو من سلمهم تخطيط منزله.
وتضمنت المستندات التي سلمها لهم عدد الحراس في الموقع، إضافة إلى تخطيط غرف المنزل والأنفاق.
وسرق المخبر الملابس الداخلية للبغدادي قبل ثلاثة أشهر وحصل بعدها على عينة من دمه، حسبما ذكرت شبكة أن بي سي نيوز.
وكان لدى الولايات المتحدة عينة من الحمض النووي الخاص بالبغدادي، إذ كانت القوات الأميركية قد احتجزته في مدينة الفلوجة العراقية عام 2004 قبل أن يتولى قيادة داعش.
مكان للاختباء غير متوقع
ومثل أسامة بن لادن الذي قتل عام 2011 في مدينة أبوت آباد الباكستانية المحمية، لم يعتمد البغدادي إجراءات الأمن التقليدية في اختيار المكان الذي سيختبئ فيه.
وقالت قوات سوريا الديموقراطية إن البغدادي انتقل من المنطقة الصحراوية في دير الزور حيث اتخذ تنظيم داعش ملاذه الأخير لصد هجوم قوات سوريا الديموقراطية ضده، إلى قرية باريشا في إدلب وهي ما تزال ساحة قتال رئيسة.
وتقع أجزاء كبيرة من المحافظة الشمالية الغربية تحت سيطرة هيئة تحرير الشام التي تنافس داعش.
وأكد مستشار قوات سوريا الديموقراطية أن التوغل التركي هذا الشهر تسبب في تأخير العملية ضد البغدادي.
من جهته، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة قررت "أنه آن الأوان لتنفيذ العملية".
وتابع رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء مارك ميلي، أن الولايات المتحدة تنسق مع الجيوش الأخرى لتجنب الحوادث من خلال القنوات القائمة بينهم.
وداهمت القوات الأميركية المجمع بمروحية، وقضت بسرعة على قدرة قوات البغدادي القتالية قبل أن تؤمن المبنى حماية للمدنيين.
وأضاف ميلاي أن البغدادي هرب إلى نفق وبعد أن أدرك أنه قد حوصر، عمد إلى تفجير سترة ناسفة كان يرتديها فقتل نفسه ومعه ثلاثة أطفال.
وأكد مسؤولون أن القوات الأميركية أطلقت أثناء مغادرتها صواريخ وقنابل ونيران أسلحتها لتفجير المجمع وتخلصت من جثة البغدادي المشوهة برميها في البحر.
قتل بنيران صديقة
الرد1 تعليق