منذ اندلاع حراك شعبي معاد للحكومة في لبنان، كسر المتظاهرون حاجز الخوف، وشهدت معاقل حزب الله الشيعي تظاهرات غير مسبوقة تنتقد الحزب وأمينه حسن نصر الله.
في مواقع الاحتجاجات وأثناء البثّ المباشر على قنوات التلفزة المحلية، اتهم متظاهرون الحزب بتوفير الغطاء لحكومة فاسدة، يقولون إنها سلبت الناس مقدراتهم وسبل عيشهم.
وقد حطم ذلك أسطورة التأييد المطلق لقاعدة حزب الله الشعبية، محيرا حتى من يتحدرون من معاقل هذه الحركة.
وقالت سارة، 32 عاما وهي ناشطة شاركت في التظاهرات في مدينة النبطية الجنوبية، "لم يتوقع أحد أن نسمع في هذه المناطق من الجنوب هتافات ضد نصرالله" أو زعيم حركة أمل نبيه بري.
وأضافت، طالبة استخدام اسم مستعار نظرا لمخاوف أمنية، "إنه أمر لا يصدق".
يُذكر أن الحركة الشعبية المدعومة من إيران، هي لاعب سياسي أساسي حصل على 13 مقعدا في الانتخابات النيابية اللبنانية في أيار/مايو 2018 وحظيت بـ 3 حقائب وزارية.
ويعد هذا الحزب السياسي الوحيد الذي لم ينزع سلاحه بعد الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت من 1975 إلى 1990، بالرغم من تأكيد القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الأممي على ضرورة القضاء على كل الأسلحة غير الشرعية في الدولة اللبنانية، بما في ذلك سلاح حزب الله.
ووصلت موجة الاستياء الشعبية ضد الحكومة إلى ذروتها الأسبوع الماضي، عقب احتجاجات على الضرائب والفساد والظروف الاقتصادية السيئة.
ولم ينج الجنوب اللبناني الذي يعد معقلا لحزب الله، من هذه الموجة.
وتم تسجيل تظاهرات في مدن النبطية وبنت جبيل وصور ، حيث يحظى حزب الله وحليفته السياسية حركة أمل بنفوذ كبير.
وباستثناء مدينة صور، لم تكن التظاهرات في تلك المناطق بالحجم الذي كانت عليه في سائر أنحاء البلاد.
وقالت سارة، "الجديد هنا هو أن بعض المتظاهرين حزبيون".
وأوضحت "يدعمون حزب الله لكنهم يختنقون".
استياء من نصرالله
وفي الماضي، كان أتباع نصرالله ضد أي شخص يحاول انتقاده.
ولكن التظاهرات المناهضة للحكومة والتي انطلقت في بيروت في 17 تشرين الأول/أكتوبر، انتشرت سريعا في مختلف أنحاء البلاد وطالت جميع السياسيين بمن فيهم زعيم حزب الله.
وهتف المتظاهرون في بيروت "كلهم يعني كلهم، ونصرالله واحد منهم".
وفي مشهد غير مسبوق، بثت الانتقادات الموجهة ضد نصرالله حتى على قناة المنار الناطقة باسم حزب الله والتي تعد ذراعه الترويجي.
وخلال مقابلة مباشرة من وسط بيروت، حض أحد المتظاهرين نصرالله على أن "يهتم بشعبه في لبنان" بدل التركيز على النزاعات الإقليمية كما في سوريا حيث أرسل مقاتليه للدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد.
وأكد حاتم غربيل وهو متظاهر في النبطية، أن كلام نصرالله شكّل خيبة أمل لمناصريه، مضيفا أن موجة الانتقاد تجاه نصرالله قد كسرت حاجز المحرمات.
وقال "تم كسر حاجز الخوف".
وأضاف أن ذلك يظهر أن "الشعب لم يعد يتبع زعاماته السياسية والطائفية بشكل أعمى".
وبدوره، أكد المحلل لقمان سليم، وهو ناشط سياسي مستقل ينتقد حزب الله بشكل علني، أن الاستياء من حزب الله في المجتمع الشيعي بلبنان، "ليس وليد اللحظة".
وذكر "اختمر خلال السنوات الماضية جراء أزمة اقتصادية لا يعبر عنها فقط إفلاس الدولة اللبنانية، بل تنعكس في وجود دويلة حزب الله أيضا".
وقد حل حزب الله محل الحكومة المركزية الضعيفة في مناطق نفوذه، وأنشأ مؤسسات رعاية اجتماعية موفرا خدمات عامة من تعليم وطبابة.
ولكن تعرض الحزب لصعوبات مالية، بسبب العقوبات المشددة التي فرضتها الولايات المتحدة، مما أجبر حزب الله على مطالبة قاعدته الشعبية بتبرعات في مطلع العام الجاري.
وقال سليم "ليس لدى الشارع الشيعي ما يخسره بعد اليوم".
وأكد "لذلك نزل ليعبر عن رأيه".
حزب الله حزب إرهابي.
الرد1 تعليق