قال خبراء عسكريون إن زيارة المدمرة الأميركية يو.أس.أس راماج الأخيرة إلى مرفأ بيروت أكدت الدعم الأميركي المتواصل للبنان والجيش اللبناني.
وأوضحوا أن الزيارة التي جرت في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، جاءت في وقت تمر فيه المنظقة بظروف دقيقة وأكدت دعم الولايات المتحدة الثابت للحكومة اللبنانية وتصميمها على الحد من الهيمنة الإيرانية.
ورست المدمرة يو.أس.أس راماج في مرفأ بيروت عصر يوم 14 أيلول/سبتمبر وبقيت فيه يوم واحد.
وأقامت سفيرة الولايات المتحدة في لبنان إليزابيث ريتشارد وقائد الأسطول الخامس بالجيش الأميركي نائب الأدميرال جيمس مالوي حفلا على متن السفينة، حضره مسؤولون عسكريون أميركيون ولبنانيون إضافة إلى شخصيات دبلوماسية وسياسيين ونواب.
وكان وزيرا الدفاع والداخلية اللبنانيان بين المدعوين.
شراكة لبنانية أميركية
وجاء في بيان صدر عن السفارة الأميركية، أن المدمرة يو.أس.أس راماج رست في بيروت "يوما واحدا، على هامش مشاركتها في الجهود المبذولة لضمان حرية الملاحة والتبادل التجاري الحر في منطقة شرقي البحر المتوسط".
وقالت ريتشارد في كلمة ألقتها خلال الحفل: "أعتقد أن هذه السفينة الأميركية الاستثنائية الراسية في هذه المدينة اللبنانية الاستثنائية، تعبر عن الشراكة القوية بين الجيشين الأميركي واللبناني. وهذه هي الكلمة الأهم: الشراكة".
وتابعت أنه "بالحديث عن علاقتنا مع القوات المسلحة اللبنانية، غالبا ما يركز الناس على المعدات العسكرية المحددة التي زودناها بها لا سيما الطائرات والمدفعية وآليات برادلي القتالية وآليات هامفي والذخيرة".
وأضافت: "لكن علاقتنا العسكرية لا تقتصر على هذه المعدات فقط، وزيارة هذه السفينة تعد فرصة ممتازة لإظهار حجم الشراكة التي باتت تجمعنا".
بدوره، أشار مالوي إلى مشاركة السفينة في المناورات البحرية مع الجيش اللبناني عام 2018، في انعكاس لالتزام الدولتين بحرية الملاحة وتعزيز الأمن والاستقرار على المدى الطويل.
وهدفت مناورات "الرد الحازم" التي نفذت في القاعدة البحرية بجونية بين 25 حزيران/يونيو و6 تموز/يوليو 2018، إلى توطيد العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة ولبنان وتعزيز الشراكة بينهما.
تعاون بين الجيشين
وفي هذا السياق، قال مصدر عسكري في الجيش اللبناني للمشارق إنها "المرة الأولى منذ 30 عاما التي تزور فيها بيروت بارجة حربية أميركية بهذه الضخامة".
وتابع: "نعتبر هذا الأمر رسالة دعم واضحة للجيش اللبناني، ودليلا على وجود توجهات أميركية لتقديم المزيد من الدعم لتطوير قدرات الجيش البحرية على المستويات كافة".
واعتبر العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، ريشار داغر، أن رسو مدمرة يو.أس.أس راماج في بيروت "يصب في إطار تأكيد الدعم الأميركي للمؤسسة العسكرية اللبنانية".
وأوضح للمشارق أنه يؤكد "التعاون الوثيق بين الجيشين في سياق التصدي للتحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة".
وذكر أن "العلاقات الوثيقة والتاريخية بين الجيشين اللبناني والأميركي باتت من المسلمات البديهية، ما يدفع بالسياسة الأميركية الخارجية إلى اعتبار الجيش اللبناني شريكا أساسيا في المنطقة".
وأشار إلى أن هذا التعاون يشمل محاربة الإرهاب ودعم الجيش اللبناني في مهمته الرامية إلى الحفاظ على استقرار الحدود اللبنانية".
وشدد على أن رسو البارجة في مرفأ بيروت "مهم جدا، إذ حصل في لحظة تشهد فيها المنطقة توترات كبيرة".
وقال إن هذه الزيارة جاءت "كتذكير بالقوة البحرية الهائلة للولايات المتحدة بالمنطقة، وقدرتها على حماية استقرار الممرات البحرية الاستراتيجية، لافتا إلى أنها تشكل أيضا رسالة تحذير "لمن يحاول العبث بتلك الممرات المائية".
وأكد أن الرسالة الأهم لتلك الزيارة إلى بيروت، هي رسالة دعم إلى لبنان في ظل التوترات الإقليمية مع إيران.
دعم ʼثابت لا مجال لزعزعتهʻ
من جانبه، قال المحلل الاستراتيجي طوني عيسى في حديثه للمشارق، إنه عبر زيارة يو.أس.أس راماج، "تريد الولايات المتحدة إبلاغ كل من يعنيهم الأمر أن الدعم الذي تقدمه للحكومة اللبنانية ثابت ولا مجال لزعزعته".
وأضاف أن هذه الزيارة "تستكمل الزيارات المتلاحقة التي يقوم بها طاقمها السياسي والديبلوماسي إلى بيروت"، وآخرها زيارة مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب، مارشال بيلنغسلي.
واعتبر أن رسو السفينة في بيروت ومشاركتها السابقة في مناورات مشتركة مع الجيش اللبناني، هما تذكير بالدعم الأميركي التقليدي للجيش اللبناني تسليحا وتدريبا.
ولفت إلى أن الجيش اللبناني حقق خلال السنوات الماضية إنجازات مهمة مع دعم الولايات المتحدة، شملت تحرير المنطقة الحدودية مع سوريا من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العام 2017.
وختم قائلا إن الرسالة الأميركية تتخذ أهمية خاصة في سياق التوترات الحالية مع إيران ووكلائها في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله.