سياسة

تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بالرغم من الجهود الأممية

وكالة الصحافة الفرنسية

الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مؤتمر صحافي عقد في نيويورك يوم 26 أيلول/سبتمبر، بعد يوم من إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. [كينا بيتانكور/وكالة الصحافة الفرنسية]

الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مؤتمر صحافي عقد في نيويورك يوم 26 أيلول/سبتمبر، بعد يوم من إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. [كينا بيتانكور/وكالة الصحافة الفرنسية]

تصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران يوم الخميس، 26 أيلول/سبتمبر، في ظل نشر واشنطن قوات إضافية في منطقة الخليج، وتحدي طهران الولايات المتحدة مطالبة إياها بتقديم دليل يظهر أنها هاجمت المنشآت النفطية السعودية.

وقد أعلن البنتاغون عن إرسال 200 جندي مع صواريخ من طراز باتريوت لتعزيز دفاعات السعودية عقب الضربات التي شنت خلال الشهر الجاري وتسببت بإيقاف نصف إنتاج المملكة من النفط.

وقد جاء الإعلان في أعقاب أسبوع من الفعاليات الدبلوماسية في مقر الأمم المتحدة، حيث حاول الزعماء الأوروبيون بدون نجاح تنظيم لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني.

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والسعودية قد اتهمت إيران بدرجات متفاوتة، بتنفيذ الهجمات الفادحة على المنشآت النفطية السعودية في 14 أيلول/سبتمبر.

وقال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إن الولايات المتحدة شاركت ما لديها من أدلة على الهجمات مع البلدان الأخرى أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وذكر بومبيو يوم الخميس "أعتقد الآن أنه أصبح واضحا بالنسبة لهم كيف أن جمهورية إيران الإسلامية ليست مستعدة لفعل الصواب والتصرف كدولة طبيعية".

وأضاف أن الإيرانيين "استخدموا طريقتهم المعتادة بمحاولة إخفاء ذلك من خلال استخدام أحد أذرعتهم. لا بد أنهم كانوا يعرفون أن العالم سيحتشد ضدهم، ومع ذلك اختاروا التحرك".

هذا وتنكر طهران أي مسؤولية لها في الهجمات، علما أن الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران قد تبنوا هذه العملية في وقت سابق.

السعودية تطالب ببناء ʼجبهة موحدةʻ

وفي كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حث وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير على تكوين جبهة موحدة ضد إيران.

وقال "إنه نظام جبان يختبئ وراء ميليشيات تابعة له ويضغط عليها لتبني المسؤولية".

وأضاف أن "هذا النظام لا يوقفه عند حده إلا موقف حازم وموحد وممارسة أقصى درجات الضغط المستمر حتى يكف عن سلوكه الإرهابي".

وفي آخر تحرك لها لتعزيز الضغط، منعت الولايات المتحدة مسؤولين كبار في النظام الإيراني وعائلاتهم من دخول الولايات المتحدة، بعد أن أعلنت في وقت سابق أنها ستعاقب الشركات الصينية التي اشترت النفط الإيراني.

وفي هذا السياق، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن نشر القوات سيشمل منظومة واحدة من الصواريخ أرض-جو، إلى جانب 4 أجهزة رادار طراز سنتينل التي تستخدم في أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي.

وقال الناطق باسم البنتاغون جوناثان هوفمان إنه بالإضافة إلى ذلك، يتم تجهيز منظومتين إضافيتين من صواريخ باتريوت ومنظومة "ثاد" لاعتراض الصواريخ البالتسية، وذلك في حالة اتخاذ قرار بإمداد السعوديين بها.

وأضاف أن "هذا الانتشار سيعزز الدفاع الجوي والصاروخي للمملكة المتمثل بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الحيوية".

وتابع أنه "من المهم أن نشير إلى أن هذه الخطوات هي دليل على التزامنا تجاه الشركاء الإقليميين والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

وذكر أن "دولا أخرى قد أشارت إلى الأنشطة الإيرانية الفاشلة في المنطقة، ونتطلع إلى مساهمتها بأصول ضمن الجهود الدولية المبذولة لتعزيز دفاع السعودية".

انتهاك جديد للاتفاق النووي

وفي هذه الأثناء، أكدت الوكالة التابعة للأمم المتحدة المعنية بمراقبة الأسلحة النووية يوم الخميس أن إيران بدأت تستخدم أجهزة طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم، وذلك في انتهاك جديد للاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع القوى العالمية.

وجاء في تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، أن أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في منشأة نطنز الإيرانية "كانت تعمل على تجميع اليورانيوم المخصب، أو تستعد لتجميعه".

وذكر التقرير أن أجهزة الطرد المركزي المعنية هي 20 من نوع أي.آر-4 مع "صفين" آخرين من 30 جهازا من نوع أي.آر-6.

ويُستخدم اليورانيوم المخصب لإنتاج الوقود النووي، لكن يمكن أيضا استخدام مستويات أعلى من التخصيب لصنع نواة قنبلة ذرّية.

ومن أجل مضاعفة آثار التخصيب لجهاز طرد مركزي واحد، يتم وصل أعداد كبيرة منها لتشكيل سلسلة متتالية.

وذكر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمضي قدما في خططها السابقة لتركيب مزيد من صفوف أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

وبموجب الاتفاق المبرم في العام 2015 والذي يضع قيودا على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات، يتعين على طهران تخصيب اليورانيوم فقط باستخدام أجهزة طرد مركزي من طراز أي.آر-1 الأقل فعالية .

ويمكن لأجهزة الطرد المركزي من نوع أي.آر-4 وأي.آر-6 إنتاج اليورانيوم المخصب أسرع بكثير من أجهزة أي.آر-1.

يذكر أن إيران لطالما شدد على أن برنامجها النووي سلمي.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500