أمن

الحرس الثوري الإيراني يستغل الحرب السورية لإنشاء خطوط تهريب عبر دير الزور

وليد أبو الخير من القاهرة

عناصر من ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة ريف دير الزور. كان الحرس الثوري الإيراني ينشأ خطوط تهريب في دير الزور لنقل المقاتلين والأسلحة. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعية]

عناصر من ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة ريف دير الزور. كان الحرس الثوري الإيراني ينشأ خطوط تهريب في دير الزور لنقل المقاتلين والأسلحة. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعية]

قال ناشط حقوقي سوري لديارنا إن الحرس الثوري الإيراني يستغل الصراع السوري لخدمة أجندته الإقليمية عن طريق إنشاء خطوط تهريب في دير الزور لنقل المقاتلين والأسلحة.

حيث أوضح المحامي السوري بشير البسام لديارنا أن الحرس الثوري يواصل انتشاره المكثف في أرياف البوكمال والميادين "بهدف تأمين خطوط إمداد عسكرية ولوجستية دائمة له وإيجاد طرق غير شرعية لتمكين ميليشياته من التواصل في كل البلدين".

وأضاف أن الحرس الثوري يعزز سيطرته على تلك المناطق التي تقع بالقرب من الحدود العراقية، من خلال استخدام الإغراءات المادية لتجنيد المدنيين مع متابعة العمل على إحداث تغيير ديموغرافي ونشر عقيدة ولاية الفقيه.

وكان البسام قد قال لديارنا في شهر تموز/يوليو إن الحرس الثوري والميليشيات التابعة له قاموا بتهجير أهالي ألبو كمال بالقوة، وإن الحرس يواصل ممارسة "كافة أشكال الضغوط لإخلاء المنطقة من أهلها واستبدالهم بأسر عناصر الحرس الثوري".

جرافة تابعة للحرس الثوري تقوم بإنشاء سواتر ترابية ويبدو خلفها سواتر أسمنتية وصور لمرشدي إيران السابق والحالي، الخميني وخامنئي، على مدخل أحد مراكز الحرس الثوري الإيراني في ريف دير الزور. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعية]

جرافة تابعة للحرس الثوري تقوم بإنشاء سواتر ترابية ويبدو خلفها سواتر أسمنتية وصور لمرشدي إيران السابق والحالي، الخميني وخامنئي، على مدخل أحد مراكز الحرس الثوري الإيراني في ريف دير الزور. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعية]

وأشار البسام إلى أنه في المناطق التي شهدت توقفًا في القتال، يقوم الحرس الثوري بتثبيت أقدامه بدلًا من تسليم المناطق للنظام السوري الذي أصبح وجوده الآن شبه معدوم في منطقة البوكمال.

الإبقاء على التوتر في شرق سوريا

وأوضح البسام أن الحرس الثوري والميليشيات التابعة له يسعيان للإبقاء على التوتر في شرق سوريا في ظل تنامي أصوات أبناء المنطقة الرافضين لهذا التواجد، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يتصاعد الرفض بسبب "قمع الحرس وطرده لمن لا يواليه".

وتابع أن بيئة التوترات المتصاعدة تعد "وقودًا للحرس الثوري الذي يلزم أن يحافظ عليها من أجل مواصلة توسعه والمحافظة على المعابر غير الشرعية التي أنشاها في منطقة البوكمال".

وأكد أنه "بدون تلك الخطوط، ستكون ميليشياته مقطعة الأوصال ودون خطوط أمداد أساسية".

وشدد على أن هذا الأمر له أهمية خاصة نظرًا للوضع المتوتر في المناطق المؤدية لدير الزور، مثل منطقة درعا وريفها، والتي تتصاعد فيها التوترات مرة أخرى بين المعارضة المسلحة والنظام.

يذكر أنه بالإضافة إلى المعبر الرسمي الذي يربط ألبو كمال بمدينة القائم الحدودية العراقية، فقد أنشأ الحرس الثوري نقطة تفتيش عسكرية ومعبرا حدوديًا ثانيًا في نفس المنطقة لخدمة أغراضه.

وذكر البسام أن الحرس الثوري يسيطر بالكامل على المعبر بدون وجود أي إشراف سوري، بحسب شهود العيان الذين زعموا أنه "قد سمح بالمرور الحر للشاحنات المدنية والعسكرية والحافلات التي تنقل المسلحين".

وأكد أن ألبو كمال هي المنطقة الوحيدة التي يستطيع من خلالها الحرس الثوري تحقيق طموحاته التوسعية "بربط المناطق التجارية في إيران بالبحر المتوسط" عن طريق سوريا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500