قال مواطنون من مدينة صنعاء في حديث للمشارق إن الحياة في المدينة تحت حكم الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران، هي حياة قمع محفوفة بالمخاطر.
وأوضحوا أن الظروف المعيشية تدهورت إلى حد كبير بالنسبة للشعب العادي، منذ اجتياح الميليشيا للمدينة في أيلول/سبتمبر 2014 وفرض سيطرتها على أبرز المؤسسات المحلية، بما في ذلك المرافق الخدمية.
وقال الموظف الحكومي محمد علي للمشارق، "نعيش في خوف وترقب في كل لحظة"، لافتا إلى أن أفعال الميليشيا "زادت من معاناة" أهالي المدينة.
وذكر أن المستشفيات باتت تفتقر إلى أبسط المعدات والإمدادات، ذلك أن الحوثيين عينوا أشخاصا محسوبين عليهم لإدارة تلك المرافق.
وأكد أن الهم الوحيد لهؤلاء الأشخاص هو زيادة إيراداتهم الشخصية وإغناء شركائهم، مشيرا إلى أن ذلك يأتي على حساب الشعب اليمني الذي لم تعد تتوفر له الخدمات الملائمة.
وتحدث علي عن أحد أقربائه الذي لم يتمكن من السفر للحصول على الرعاية الطبية، إذ كان مطار صنعاء مغلقا.
وقال علي إنه نظرا لتأخر الرحلات في مطاري عدن وسيئون، "قرر قريبي السفر مع عائلته بسيارته إلى السعودية للعلاج"، ولكنه قتل في حادث سير في طريق العودة.
وليست الرعاية الصحية غير الملائمة ومشاكل النقل إلا جزءا قليلا من المشاكل التي يعاني منها أهالي صنعاء اليوم.
وذكر علي "أصبحت مشقات الحياة كثيرة ومتعددة في ظل سيطرة الحوثيين الذين يحكمون قبضتهم على كل شيء بالحديد والنار".
ʼأصبحنا في سجن كبيرʻ
وفي هذا الإطار، أوضح سكان من صنعاء في حديث للمشارق أن الحوثيين يطالبونهم بالمال بحجج متنوعة، منها دعم مناسباتهم الدينية أو دعم المجهود الحربي أو دعم أسر الشهداء أو "باسم الضرائب والواجبات".
وبدوره، قال صالح حسين وهو يملك سوبرماركت في صنعاء للمشارق، "لا يكاد يمر يوم إلا ومندوبي الجماعة يصلون إلينا لدفع مبالغ مالية".
وأشار إلى أنه يتم تصنيف من لا يدفعون على أنهم أعداء، ويتعرض هؤلاء للاعتداء أو الخطف أو السجن بتهمة التعاون مع الحكومة اليمنية أو التحالف العربي.
وأضاف "أصبحنا في سجن كبير، نخاف على أطفالنا من الخروج واللعب في الشارع خوفا من استدراجهم لمعسكرات التجنيد، وهذا الخوف يلازمنا وهم في مدارسهم".
وتابع حسين "عندما نفكر بمغادرة البلاد، نجد الأمر في غاية الصعوبة لأن ممتلكاتنا ستصادر بالإضافة إلى إمكانية اعتقالنا في نقاط الحوثيين المنتشرة بين المحافظات".
من جانبه، قال وديع محمد الذي كان مديرا عاما في إحدى المؤسسات الحكومية، في حديث للمشارق إنه لا يستطيع إيجاد فرص عمل إذ أن الحوثيين لا يثقون بوجود أي شخص لا ينتمي إلى الميليشيا في مناصب حكومية مهمة.
وأضاف أن غالبية الموظفين الحكوميين باتوا في منازلهم بسبب انقطاع رواتبهم، في حين عيّن الحوثيون أنفسهم ومؤيديهم في مناصب إدارية بمؤسسات لا تزال تعمل.
ولفت إلى أن أحد أبنائه تخرج من كلية الهندسة في جامعة صنعاء العام الماضي، ولكن تعذر عليه إيجاد فرصة عمل.
وقال محمد إن والدته اضطرت إلى بيع بعض مجوهراتها لمساعدته على إنشاء مشروع محلي، هو عبارة عن ""شبكة بث للإنترنت في الحارة التي نعيش فيها".
ولكن نقلت وسائل الإعلام المحلية الأسبوع الماضي أن الحوثيين أطلقوا حملات ميدانية في مناطق سيطرتهم لفرض جبايات مالية على شبكات الإنترنت اللاسلكية.
الحوثيون ʼيزرعون الخوفʻ في اليمن
وقال المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان للمشارق، إن الحوثيين يفرضون جبايات بحجة أن الأموال التي يجمعونها هي لدعم جهود الحرب.
وتابع أن خطة الميليشيا تتمثل في إثراء قيادتها بمختلف مستوياتها وتمويل أنشطة تخدم راعيها، أي الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف أن الحوثيين زرعوا الخوف في المجتمعات عبر تنفيذ عمليات خطف وسجن وتعذيب أو عبر إجبار المواطنين على دفع الاتاوات.
وفي السياق نفسه، أكد نبيل عبدالحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان للمشارق، أن أفعال الحوثيين "تضيق الخناق على الشعب اليمني".
وأشار إلى أن الميليشيا تمارس "ثقافة خوف" في صنعاء.
وأوضح أن "الاتاوات تفرض على التجار وكل المحلات التجارية والبائعين، ومن يرفض يتعرض للمضايقات التي قد تصل للاعتقال وسلب أموال التجار عنوة وتلفيق التهم ضدهم".
لا تصدقواا الاشاعات
الرد2 تعليق
إضطهاد بكل ماتعنية الكلمة نعيش اسوء بكثير من منهم بداخل السجون في الدول الاخرى
الرد2 تعليق