أكد خبراء تحدثوا للمشارق أن تنظيم القاعدة بات في أزمة قيادة بعد مقتل حمزة بن لادن، ابن أسامة بن لادن، والذي كان من المفترض أن يقود التنظيم بعد أيمن الظواهري.
وأضافوا أن قياديي القاعدة سعوا إلى استغلال الميراث العائلي لحمزة لتحضيره لتولي زعامة التنظيم، لا سيما في ظل ما تم تناقله من معلومات عن تدهور صحة الظواهري.
وأكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر مقتل حمزة بن لادن، في مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية في 21 آب/أغسطس.
وكانت وسائل إعلام أميركية قد أعلنت في 31 تموز/يوليو، مقتل حمزة الذي كان سيتولى قيادة تنظيم القاعدة، علما أنه لم تتوفر في تلك الفترة أي تفاصيل عن مكان وزمان حدوث ذلك.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز على لسان مسؤولين أميركيين قولهما إنهما حصلا على تأكيد بمقتله خلال العامين الماضيين في عملية شاركت فيها الولايات المتحدة.
وحمزة هو الابن الخامس عشر في عائلة بن لادن التي تضم 20 ابنا وابنة، وهو ولد من ثالث زواج لبن لادن. يُعتقد أنه كان في الثلاثين من العمر، و"قد برز كقائد في تنظيم القاعدة"، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية.
وأشارت الوزارة إلى أنه كان أحيانا يطلق عليه لقب "ولي عهد الجهاد" وقد نشر رسائل صوتية ومرئية تدعو إلى تنفيذ هجمات على دول الغرب، للانتقام لمقتل والده على يد القوات الأميركية في باكستان في أيار/مايو 2011.
أخبار عن تدهور صحة الظواهري
هذا وتحدثت معلومات استخبارية أخيرة عن "مشكلة في القلب" يعاني منها الظواهري، وفق ما قاله أحد كبار المسؤولين المشاركين في جهود مكافحة الإرهاب في حديث لمحطة سي.أن.أن في 1 آب/أغسطس.
وأوضح المسؤول أن المعلومات ترجح أن الظواهري هو في وضع صحي خطي، مشيرا إلى أنه يبقى من الصعب تأكيد مدى خطورة مشاكله الصحية وما قد يكون تأثيرها على طول عمره، حسبما نقلته محطة سي.أن.أن.
وتابع الخبير أن ذلك يشكل ضغطا إضافيا على التنظيم لإيجاد خلف يمكن أن يتولى دور زعيم القاعدة بعد الظواهري.
وبدوره، قال الخبير الاستراتيجي العسكري يحيى محمد علي إن تنظيم القاعدة يعيش أزمة حقيقية في قيادته.
وأوضح للمشارق أن عددا من الحرس القديم للقاعدة كانوا يحاولون "تصعيد نجم حمزة بن لادن ليكون الزعيم الجديد للتنظيم"، وذلك تحاشيا لأزمة في القيادة في ظل تدهور صحة الظواهري التي تمنعه من قيادة التنظيم بصورة فعالة.
"وأضاف أن "تنظيم القاعدة يعيش اسوأ أيامه بسبب انقضاض الأجنحة على بعضها البعض، وعدم قدرة أي من القياديين القدامى أو الجدد على فرض نفسه كورقة أساسية ورابحة لقيادة التنظيم بعد الخسائر التي تكبدها".
وتابع أن الملاحقات الدولية المتواصلة لقيادة القاعدة "حدت من فعالية التنظيم وقدراته العسكرية".
وعزا ذلك إلى التعاون الدولي في الحرب ضد الإرهاب، بالإضافة إلى القضاء على عدد كبير من القيادات الأولى والثانية والعناصر المتطرفة التي انضمت إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا والعراق.
قائمة الترشيحات لقيادة التنظيم ʼقصيرةʻ
ومن جهته، اعتبر الباحث السياسي عبد النبي بكار في حديث للمشارق، إن "قائمة الترشيحات لقيادة تنظيم القاعدة بعد مقتل حمزة بن لادن ومرض الظواهري قصيرة جدا".
وتركز غالبية الترشيحات على رجلين اثنين، هما عبدالله أحمد عبدالله الملقب بأبو محمد المصري المصري الجنسية والذي يعتبر حاليا الرجل الثاني في التنظيم بعد الظواهري، وسيف العدل المصري الجنسية وهو أحد أعضاء مجلس الشورى في التنظيم ومسؤول عن العديد من العمليات الإرهابية حول العالم.
كما ان كلا الرجلين مطلوبان لتورطهما في تفجير القاعدة سفارتين أميركيتين في شرق أفريقيا في العام 1998.
يُذكر أن المصري الذي أدرجت الولايات المتحدة اسمه على لائحة الإرهابيين المطلوبين، هو والد زوجة حمزة بن لادن.
وذكر بكار أن المصري والعدل "لا يملكان قدرة حقيقية على القيادة رغم بروز اسميهما في التنظيم، فالعديد من القيادات الأخرى ترفضهما خصوصا القيادات السورية والعراقية، بالإضافة إلى بعض القيادات الباكستانية والأفغانية".