قال مسؤولون وخبراء تحدثوا إلى ديارنا إن العمليات الأمنية الأخيرة قضت على القدرات الهجومية لفلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وجردته من قدرته على تجميع صفوفه.
وتنفذ القوات العراقية المشتركة منذ 7 تموز/يوليو حملة "إرادة النصر" الأمنية التي تهدف إلى القضاء كليا على خلايا داعش في الصحراء الممتدة عبر محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وصولا إلى الحدود العراقية-السورية.
وفي المرحلة الأولى من الحملة، أطلقت سلسلة من العمليات من أجل مسح وتدمير مخابئ داعش في الصحراء العراقية على طول الحدود السورية.
أما المرحلة الثانية، فأطلقت على الأطراف الشمالية من بغداد بينما غطت المرحلة الثالثة المناطق الجبلية في غرب الموصل وشرق ديالى.
وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني سعيد الجياشي لديارنا إن الهدف من هذه العمليات المتتالية هو "منع التنظيم الإرهابي من استجماع قدراته المسلحة وتصفيرها".
وتابع "على المستوى الأمني ساهمت الحملة ووفقا للمؤشرات المسجلة، بخفض العمليات الإرهابية لأكثر من النصف وأصابت فلول العدو".
وأضاف أنها منعت فلول داعش من إطلاق هجمات كاستهداف نقاط التفتيش وقطع الطرق أمام المسافرين وزرع العبوات الناسفة و الخطف والقتل.
وتابع أن "العناصر المتبقين يشكلون مفارز قليلة العدد لا تمتلك خزينا كافيا من الأسلحة والمتفجرات وتعيش خائفة داخل كهوف أو في جحور الصحاري".
وجردت العمليات المسلحين من إمكانية تلقي الإسناد اللوجستي من فلول داعش المتواجدين عبر الحدود والمختبئين في صحراء سوريا الشرقية.
وأكد الجياشي "جهود قواتنا في تأمين الحدود العراقية السورية كبيرة، فقد نجحنا خلال الحملة الأمنية الحالية والحملات السابقة بإحباط العشرات من محاولات التسلل عبر الحدود".
وأوضح أن القوات العراقية حققت ذلك عبر إقامة كمائن وتنفيذ عمليات استخبارية مكثفة.
وأشار إلى أن فلول داعش هم "في حالة إرباك ومطاردين وليسوا في مرحلة سيطرة".
إعادة ظهور داعش غير مرجحة
ويأتي ذلك بينما أشارت تقارير إخبارية حديثة إلى أن داعش ما زالت تمثل تهديدا قويا، وأنها قادرة على الظهور وفرض سطوتها من جديد.
لكن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أكد لديارنا أنه "سيستحيل على التنظيم أن يعود في ظل تواصل العمليات الأمنية والوقائية".
وذكر أن "الواقع الميداني اليوم يؤشر بوضوح إلى انهيار قدرات الإرهابيين على جميع الصعد البشرية والمادية والمعنوية وليس العكس".
وقال إن أعداد التنظيم تقلصت جراء الضغط العسكري، لافتا إلى أن فلوله مقسمون على شكل مجاميع، كل مجموعة تضم بين ثلاثة وخمسة عناصر "وهم في وضع الدفاع وليس الهجوم".
ونوّه رسول بأن حملة "إرادة النصر" أسفرت عن مقتل واعتقال الكثير من المسلحين وسحق أوكارهم، بينما يبقى عناصر داعش الفارين "محاصرين في المناطق المعزولة، كما تفرض سيطرة أكبر على الحدود مع تحصينها من عمليات التسلل والإمداد".
وقال إنه بالتزامن مع هذه العمليات، استطاعت الاستخبارات العراقية "اعتراض خطط لخلايا داعش الكامنة كانت تدبر لشن هجمات على نطاق واسع".
وفي 7 آب/أغسطس، قامت قوات الاستخبارات في محافظة نينوى بتفكيك خلية إرهابية مكونة من 5 أعضاء في مدينة الموصل. وقد ضبطت بحوزتهم بطاقات ذاكرة تحتوي على معلومات ووثائق مهمة بالإضافة إلى كتب تروج للفكر الداعشي.
وقبل يوم من ذلك، تمكنت هذه القوات من اختراق خلية أخرى مؤلفة من 5 عناصر في منطقة جزيرة الرمادي بالأنبار، وكانت تخطط لهجوم ضد المدنيين خلال عيد الأضحى المبارك.
وبدوره، وصف الشيخ قطري السمرمد العبيدي، قائد قوات العشائر، تطور النشاط الاستخباراتي بأنه "عامل دعم رئيسي لبقية الفعاليات الأمنية".
وذكر أن المسلحين "استنفدوا كل طاقاتهم ولم تعد بأيديهم زمام المبادرة بالهجوم"، مضيفا أنهم محاصرون في مناطق أبرزها وادي حوران ووادي القذف وجبال مكحول".
ولكنه حذر من قدرة داعش على إعادة بناء صفوفها في سوريا، مؤكدا أن هذا "يستدعي منا تشديد مراقبة الحدود ومواصلة التحرك الأمني الاستباقي".