أدرجت وزارة الخزانة الأميركية يوم الثلاثاء، 9 تموز/يوليو، نائبين لبنانيين ينتميان إلى حزب الله على قائمة العقوبات، في خطوة هي الأول من نوعها إذ تستهدف سياسيين منتخبين من الحزب الموالي لإيران.
ففي إطار جهودها الآيلة إلى زيادة الضغط العالمي على حزب الله، أدرجت وزارة الخزانة النائبين أمين شري ومحمد حسن رعد على اللائحة السوداء المرتبطة بالإرهاب، قائلة إنه الحزب يستغل سلطته البرلمانية لدعم أنشطة عنيفة.
وأدرجت أيضا على اللائحة السوداء وفيق صفا، وهو مسؤول رفيع المستوى في حزب الله ومقرب من حسن نصر الله.
وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن الولايات المتحدة استهدفت ثلاثة مسؤولين "يستغلون مناصبهم لتسهيل الجهود التي يبذلها كل من حزب الله والنظام الإيراني لتقويض سيادة لبنان".
وأكد أن "التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري في حزب الله هو أمر مصطنع"، وتابع "ندعو حلفاءنا وشركاءنا إلى تصنيف حزب الله بأكمله كمنظمة إرهابية".
وربط بومبيو هذه الخطوة بحملة "الضغط الأقصى" التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد إيران ووكلائها في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله الذي سبق لواشنطن أن صنفته كـ"مجموعة إرهابية".
وهذه هي المرة الأولى التي تدرج فيها وزارة الخزانة الأميركية نوابا من حزب الله على اللائحة السوداء التي تحظر على الأميركيين وعلى الشركات التي لديها فرع في الولايات المتحدة، بما في ذلك المصارف الدولية، التعامل مع كل من يخضع للعقوبات بموجب هذه اللائحة.
جناحي حزب الله السياسي والعسكري غير منفصلين
وفي الانتخابات العامة الأخيرة التي جرت في 6 أيار/مايو 2018 في لبنان، فاز حزب الله بـ 13 مقعدا من أصل 128 مقعدا في البرلمان اللبناني، وانضم إلى حكومة إئتلافية شكلت بتاريخ 31 كانون الثاني/يناير حاصدا بذلك 3 حقائب وزارية.
ولكن ذكرت واشنطن أنها لن تفصل بين الأنشطة السياسية والعسكرية للحزب.
وقالت مسؤولة بارزة في الإدارة الأميركية طلبت عدم الكشف عن اسمها "نعتقد أن الوقت قد حان لسائر دول العالم أن تعترف بأنه لا يوجد أي فرق بين جناحي حزب الله السياسي والعسكري".
وأضافت "لكل عضو في حزب الله يفكر في الترشح لمنصب رسمي نقول، عليك أن تدرك أنك لن تستطيع بعد الآن الاختباء خلف منصبك السياسي".
يُذكر أن رعد البالغ من العمر 64 عاما، يتولى منصب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله وهو نائب في البرلمان منذ العام 1992.
أما شري، 62 عاما، فهو عضو في حزب الله منذ 17 عاما، وانتخب نائبا عن بيروت.
ووصفت وزارة الخزانة صفا بأنه المسؤول عن تأمين العلاقات بين الحزب ومموليه، ويعتقد أنه ينسق أيضا عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات.
استهداف أنشطة حزب الله التجارية
ومع التصنيف الأخير، ارتفع عدد الأشخاص والكيانات المرتبطة بحزب الله والذين أدرجتهم وزارة الخزانة على اللائحة السوداء منذ العام 2017 إلى 50.
وشملت مصرفيين ورجال أعمال تعتبرهم واشنطن على علاقة وثيقة بأنشطة حزب الله التجارية حول العالم، وتضم وفق ما يُزعم تجارة المخدرات والأسلحة النارية.
واستهدفت العقوبات بشكل خاص الشركات والأشخاص الذين يساعدون الحزب في نقل الأموال عبر مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وأكد بومبيو أن الضغط الأميركي على إيران وحزب الله ترك أثرا كبيرا على عمليات الحزب اللبناني.
وقال إنه "نتيجة لذلك، اضطرت هذه المجموعة التي صنفت كمنظمة إرهابية إلى اتخاذ تدابير تقشفية غير مسبوقة".
وتابع "على سبيل المثال، وفي خطوة غير مسبوقة، ناشد أمين عام حزب الله حسن نصر الله في آذار/مارس 2019 مناصري الحزب لدعمه ماليا".