هجمات الحوثيين على مطار مدني في السعودية تؤجج التوترات الإقليمية

هاجم الحوثيون المدعومون من إيران يوم الثلاثاء، 2 تموز/يوليو، مطار مدني في جنوبي السعوديةـ، وسط تصاعد التوترات الإقليمية مع إيران.

وقال التحالف العربي إن هذا الهجوم العابر للحدود أسفر عن وقوع تسعة مصابين في صفوف المدنيين، ويعتبر الأخير في سلسلة من الهجمات استهدفت المطار نفسه كما مواقع مدنية أخرى في المملكة، ويشتبه بتورط إيران بها.

ووفقا للبيان الذي أصدره التحالف العربي ونقلته وكالة الأنباء السعودية يوم الثلاثاء، "أدى الهجوم الإرهابي على مطار أبها...إلى إصابة تسعة مدنيين، بينهم ثمانية مواطنين سعوديين ومقيم يحمل الجنسية الهندية".

وسبق للحوثيين أن أعلنوا عبر محطة المسيرة التابعة لهم أنهم "أطلقوا عملية كبيرة" تستهدف مطار أبها الدولي بطائرات مسيرة.

واتهمت السعودية مرارا إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة، فكثف هؤلاء خلال الأسابيع الأخيرة هجماتهم العابرة للحدود مستخدمين الصواريخ والطائرات المسيرة.

وكشف التحالف العربي أن القوات السعودية اعترضت في 14 حزيران/يونيو خمس طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون مستهدفين مطار أبها ومدينة خميس مشيط المجاورة له.

وقبل ذلك بيومين، في 12 حزيران/يونيو، أدى هجوم صاروخي نفذه الحوثيون ضد مطار أبها إلى إصابة 26 مدنيا، ما استدعى ردا من التحالف العربي توعد فيه "باتخاذ تدابير صارمة".

وفي 23 حزيران/يونيو، خلف هجوم حوثي ثان على مطار أبها قتيلا من الجنسية السورية و21 جريحا بين المدنيين، وفقا للتحالف العربي.

على المقلب الآخر وبحسب التحالف العربي أيضا، أسقط سلاح الجو السعودي في 24 أيار/مايو، طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات أطلقها الحوثيون مستهدفين مطار جيزان الذي يقع بالقرب من الحدود الجنوبية مع اليمن ويستخدمه يوميا آلاف المدنيين.

وأعلن الحوثيون عبر محطة المسيرة مسؤوليتهم عن هذا الهجوم.

وقبل ذلك بيوم، أسقطت السعودية طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات أطلقها الحوثيون مستهدفين مطار نجران الواقع أيضا بالقرب من الحدود الجنوبية مع اليمن.

هجمات تستهدف المدنيين

وعن هذه الهجمات، قال الخبير العسكري السعودي منصور الشهري للمشارق، إن "إيران تواصل انتهاج سياسة نشر التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط والخليج، عبر التجاوزات المتتالية التي ينفذها وكلاؤها في المنطقة".

وأضاف أن الهجمات التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران تستهدف بشكل مباشر المناطق السكنية والمرافق المدنية في السعودية، "مخلفة قتلى وجرحى".

وتابع أن الدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين أطال أمد الحرب في اليمن وساهم في دفع الأزمة الإنسانية إلى مزيد من التأزم لا سيما مع تفاقم النقص في الغذاء وتفشي الأمراض مثل الكوليرا.

وأشار الشهري إلى أن الحرس الثوري الإيراني "زود الحوثيين بتقنيات عسكرية مكنتهم من تنفيذ هجمات على مواقع ومنشآت مدنية لأكثر من عام".

حرب بالوكالة

من جهته، أكد الباحث السياسي عبد النبي بكار للمشارق، أن "إيران تنتهج أسلوب الحرب بالوكالة فتخوض معاركها عبر أذرعتها العسكرية التي عملت على إنشائها في المنطقة وتزويدها بالدعم اللازم".

وأوضح أنها تسعى لنقل معاركها إلى خارج حدودها من خلال دفع الجماعات التابعة لها "إلى تنفيذ هجمات تهدف من ورائها إلى إبقاء المنطقة في حالة متواصلة من الاضطراب والتوتر".

وقال بكار إن وضع حد لهذه الهجمات بات مطلبا عالميا.

ووافقه الضابط المتقاعد في الجيش الإماراتي، عبد الله العامري، عندما اعتبر في حديثه للمشارق أن الهدف الوحيد للهجمات التي يشنها وكلاء إيران المحليين هو "إبقاء المنطقة في حالة دائمة من التوتر وانعدام الأمن".

وتهدف إيران عبر هذه الممارسات إلى تنفيذ سياستها التوسعية من خلال التوغل في المناطق الساخنة والمشتعلة "كما حصل في سوريا ولبنان واليمن".

وختم قائلا إن تكثيف الحرس الثوري الإيراني لهجماته ضمن وتيرة "باتت تشكل خطرا على حياة المدنيين واستقرارهم، لا سيما في حال اتسع نطاق الهجمات التي تنفذها الجماعات الموالية له لتتحول إلى حرب".