سياسة

العراقيون ينتقدون الميليشيات المدعومة إيرانيًا بسبب إهمالها لشعبها

فارس العمران

سيارات تابعة لمليشيا حركة النجباء تحمل يوم 16 أبريل/نيسان مساعدات إغاثية للمتضررين من السيول في إيران. [الصورة من موقع حركة النجباء على الإنترنت]

سيارات تابعة لمليشيا حركة النجباء تحمل يوم 16 أبريل/نيسان مساعدات إغاثية للمتضررين من السيول في إيران. [الصورة من موقع حركة النجباء على الإنترنت]

قال خبراء عراقيون إن المليشيات العراقية المدعومة إيرانيًا تعرضت للانتقاد في بلدها بسبب تحركها الفوري لمساعدة إيران عقب الفيضانات المدمرة التي وقعت مؤخرًا، وذلك قبل أن تهتم بتلبية احتياجات مواطنيها.

فحين تحركت الميليشيات العراقية بسرعة للمساعدة في جهود الإغاثة من الفيضانات في إيران، شاطر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي العراقيون الغاضبون صورًا لقوافل عراقية وهي تمر في مناطق متضررة بنفس القدر في العراق في طريقها إلى الحدود، دون أن تتوقف لتقديم المساعدة.

وقالوا إن هذا يشير إلى أن تلك الميليشيات تهتم بإرضاء النظام الإيراني الذي قام بتدريبها وتسليحها أكثر من اهتمامها بتقديم المساعدة الإنسانية.

وتتضمن قائمة الميليشيات العراقية التي أسرعت إلى إيران عقب الفيضانات عصائب أهل الحق وحركة النجباء وفيلق بدر وسيد الشهداء ولواء الطفوف وحركة حزب الله وأبو الفضل العباس.

أعضاء في ميليشيا مدعومة إيرانيًا أثناء مسيرة. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

أعضاء في ميليشيا مدعومة إيرانيًا أثناء مسيرة. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

ويقول الباحث السياسي عبد القادر النايل إن تلك المليشيات "أرسلت عشرات القوافل المحملة بنحو 400 طن من المساعدات الغذائية والدوائية والخيم والبطانيات فضلًا عن عربات الإسعاف للمناطق الإيرانية المتضررة من السيول".

وأوضح أنه "من المفارقات المأساوية أن هذه القوافل، وقبل عبورها إلى إيران، مرت بمناطق عراقية حدودية منكوبة أيضًا بمياه السيول".

وأضاف أن سكان تلك البلدات الحدودية "كانوا بلا مأوى ويعانون من نقص الدعم والخدمات".

وذكر أنه بعد حدوث السيول، سارعت المليشيات المدعومة إيرانيًا بالتوجه لأصحاب الأعمال المحليين في جنوب العراق "وأرغمتهم على تجهيزها بالمؤن الغذائية والإغاثية لشحنها كمساعدات لإيران".

وأكد أنها "على استعداد لفعل كل ما يلزم من أجل نيل رضا إيران حتى لو على حساب مصالح العراق ومواطنيه الذين يعانون".

الفساد متفش

لقد لوحظ في العراق أنه في حين أن تلك الميليشيات لم تتردد في الاستجابة لكارثة الفيضانات في إيران، فإنها لم تتصرف على نحو مشرف حين فقد 120 شخصًا حياتهم في كارثة عبارة الموصل يوم 21 مارس/آذار.

وفي حين أن ميليشيا عصائب أهل الحق المدعومة إيرانيًا قد اتهمت بالتورط في غرق العبارة، قال مسؤولون محليون إن أعضاء لجنة تقصي الحقائق تعرضوا لضغوط لإخراج التحقيق عن مساره أو تبرئة ساحة شخصيات معينة.

وأشار النايل إلى أن الفساد الذى تفشى في المناطق التي أقامت هذه الميليشيات وجودًا بها قد ساهم في الفاجعة، حيث أن المكاسب المادية وضعت قبل السلامة العامة.

وزاد "وللتغطية على هذه الجريمة، يسعون اليوم لعرقلة فريق التحقيق وعدم السماح له بالدخول للجزيرة السياحية".

بدوره، أشار غازي فيصل حسين، وهو مستشار المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، إلى أن حادثة العبّارة فضحت طبيعة وحجم الفساد المالي للفصائل المسلحة المرتبطة بالنظام الإيراني.

وقال في تصريح لديارنا إن هذه الميليشيات لا تتحرك في إطار القوات المسلحة العراقية وإنها "ليست وطنية" لأنها تتأثر بروابطها الأيديولوجية والسياسية مع إيران، مشيرًا إلى أنها تعمل كما لو كانت فوق القانون.

وشدد على أنها لا تخضع للمحاسبة حتى وهي تنتهك سيادة العراق عن طريق الاستجابة لأوامر الحرس الثوري الإيراني الذي يشرف على تدريبها وتسليحها.

إيران تطلب فروض الولاء

من ناحيته، قال الخبير الاستراتيجي علاء النشوع في حديث لديارنا إن "ظهور المليشيات [العراقية] الموالية لإيران قوبل باستهجان كبير من الشارع الإيراني، ولاسيما في غرب البلاد حيث طالب الكثيرون بإخراجها".

وقال إن إيرانيين كثيرين مستاءون من دعم النظام الإيراني للفصائل المسلحة الأجنبية التي تستنزف موارد البلاد وتفاقم الأزمة المالية.

ونوّه إلى أن "إيران تقدم لحزب الله اللبناني فقط سنويًا 700 مليون دولار كمرتبات لعناصره، فضلًا عن دعمها للمليشيات العراقية".

وأشار إلى أن زعماء هذه الجماعات "مجرد دمى يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني الذي يحركها وفقًا لأهواء أسيادهم الإيرانيين".

وأوضح أن النظام الإيراني "يريد دائمًا من تلك المليشيات تقديم فروض الطاعة والولاء والاستجابة السريعة للتوجيهات الإيرانية"، ولاسيما تلك المتعلقة بالعقوبات الدولية والضغوط الداخلية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500