أمن

التدريب المشترك يعزز جهوزية القوات الأميركية والكويتية لحالات الطوارئ الجماعية

حسين ابراهيم من الكويت

القوات البرية الكويتية والجنود الأميركيون يعالجون شخصا ’مصابا‘ خلال مناورة مشتركة تحت اسم بايسمايكر III في معسكر بيورنغ في العديري، الكويت. [حقوق الصورة للجيش الأميركي]

القوات البرية الكويتية والجنود الأميركيون يعالجون شخصا ’مصابا‘ خلال مناورة مشتركة تحت اسم بايسمايكر III في معسكر بيورنغ في العديري، الكويت. [حقوق الصورة للجيش الأميركي]

قال محللون كويتيون للمشارق، إن التدريب المشترك بين القوات الكويتية والقوات الأميركية الذي جرى في معسكر بيورنغ في العديري سيعزز التعاون بين البلدين خلال الأزمات.

وأضاف أن تمرين بايسمايكر III ركز على تعزيز جهوزية الكوادر الطبية الكويتية المختصة بالطوارئ وتلك العائدة للقوات المتحالفة معها للاستجابة للحالات الطارئة التي تنتج عنها إصابات جماعية.

وشارك في هذا التمرين الذي نفذ يوم 2 نيسان/أبريل الماضي، نحو 25 جنديا من فريق اللواء القتالي الثالث التابع للجيش الأميركي وفرقة المشاة الرابعة.

وكان التمرين عبارة عن محاكاة لانفجار منصة نفطية.

ووفقا لوزارة الدفاع الأميركية، عمل الجنود الأميركيون خلال المناورة جنبا إلى جنب مع أفراد من الطاقم الطبي لمستشفى الجهراء على إخلاء ومعالجة 10 جرحى مصابين بإصابات تتراوح بين متوسطة وحرجة.

جهوزية طبية

وقال العقيد المتقاعد في الجيش الكويتي، سعدان الغانم، إن "مشاركة أفراد من الطاقم الطبي لمستشفى الجهراء في تدريب عملاني مع قوات عسكرية من الكويت والولايات المتحدة، يعتبر إضافة نوعية لهذا التدريب".

وأضاف للمشارق أن التدريب ركز على إسعاف الجرحى والمصابين في مناطق العمليات، إضافة إلى تقديم الخدمات الطبية لهم على أرض المعركة ونقلهم بالمروحيات جوا إلى المستشفى".

وأوضح أن "التدريب حاكى انفجارا يستهدف إحدى منصات النفط ويسفر عن وقوع مصابين". وتابع أن "طاقم التمريض عمل مع الأطباء والعسكريين على إنقاذ أرواح هؤلاء المقاتلين التابعين للقوات البرية".

وأردف الغانم أن هذا السيناريو "وارد الحدوث فعلا ويحتاج إلى جهوزية طبية تتعامل مع مثل هذا النوع من الإصابات غير التقليدية".

ولفت إلى أنه "منذ مدة ليست ببعيدة، استهدفت ميليشيات مدعومة من إيران خطوط إمداد النفط في السعودية ما أدى إلى اندلاع حريق في أنبوب لنقل النفط"، تمت السيطرة عليه سريعا.

وذكر أن "هذا الأمر يعني أننا أمام تهديد حقيقي لأمن الطاقة في منطقة الخليج، وبالتالي لا بد من أن نكون بجهوزية تامة ونتوقع حدوث مثل هذه العمليات ونلم بسبل التخفيف من آثارها".

ويشمل ذلك وفقا له، كيفية معالجة الإصابات التي يتعرض لها عناصر القوات البرية وقياداتها.

تعزيز التعاون

أما اختصاصي طب الأزمات والكوارث الدكتور أحمد بوحيميد، فقال إن أحد أهداف هذا التدريب هو فهم "الطرق التي يفكر بها أعداؤنا في المنطقة".

وأضاف للمشارق أن هدفهم الأساسي هو تقويض الثقة "في قدرتنا على حماية إمداداتنا النفطية التي نزود بها مختلف الأسواق العالمية".

وتابع بو حميد: "نحن بحاجة ماسة لهذا النوع من التدريب". "لقد استفاد طاقمنا الطبي بشكل كبير من العمل إلى جانب حلفائنا في الولايات المتحدة."

ولفت إلى أن تعزيز تعاون الولايات المتحدة والقوات البرية الكويتية "من شأنه تحسين العمليات المشتركة في تقديم الإغاثة الطبية ومعالجة الجروح والإصابات بسرعة بغض النظر عن طبيعتها وحجمها".

وأردف: "تملك القوات الأميركية خبرة طويلة في التعامل مع منطقة الخليج وهي شريك مأمون ومتعاون"، مشيرا إلى أن القوات الأميركية "تعمل على حفظ الاستقرار ليس لمصلحتها فقط بل أيضا لمصلحة شعوب العالم التي تنشد الأمن والاستقرار والرخاء".

بدوره، أوضح الخبير في تنمية الموارد البشرية والتدريب، بسام البريكان، أن تمارين التدريب كذاك الذي جرى مؤخرا تحت اسم بايسمايكر III، من شأنها الحد من الخسائر في الموارد والمعدات والأرواح.

وقال للمشارق: "كان التركيز هذه المرة على إنقاذ الأرواح، وهذا أسمى الغايات التي تتعاون البشرية لتحقيقها لأنه يمكن تعويض كل الخسائر ما عدا الأرواح البشرية فهي غير قابلة للتعويض".

وتابع أن الولايات المتحدة تملك خبرات هائلة في التعامل مع الإغاثة الطبية ويتمتع جنودها بالقدرة على إجلاء الجرحى وإنقاذ المصابين في مختلف البيئات.

وختم مؤكدا أن "عناصرنا الكويتية المقاتلة والطبية استفادت دون أدنى شك من المشاركة في هذا التمرين"، لافتا إلى أن "تبادل الخبرات تم بشكل جيد يعود بالنفع على الطرفين".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500