قال عناصر من الجيش إن المؤسسة العسكرية اللبنانية تشكل نموذجا مصغرا من البلاد، وهي تعرف بتنوعها الديني والثقافي كونها تجمع تحت مظلة العلم الوطني بين جنود من جميع الانتماءات.
وأوضحوا أنه في هذا البلد الذي يشهد انقسامات طائفية وسياسية تهدد السلم الأهلي بين الحين والآخر، يساعد هذا التنوع في صفوف الجيش على التخفيف من حدة التوتر إذ يحظى الجيش بثقة الشعب ودعمه.
وفي هذا السياق، ذكر مصدر عسكري في قيادة الجيش اللبناني للمشارق أن "الجيش اللبناني الذي يتجاوز عديده الـ 70 ألف عسكري، هو صورة مصغرة عن لبنان بتنوعه الثقافي والديني والمذهبي".
وتابع أن الجنود بانتماءاتهم الدينية والثقافية المختلفة، يتشاركون غرف النوم والطعام ويواجهون المخاطر نفسها كتفا على كتف، مضيفا أن هذا النوع من التعايش يجسد صورة لبنان الحقيقية.
وأشار إلى أن الروح الوطنية التي يختبرها الجنود في صفوف الجيش تنعكس على حياتهم الشخصية وعلى عائلاتهم ومجتمعاتهم، ويساعد ذلك في التخفيف من التشنج الطائفي في المجتمع ككل.
ولفت إلى أن تشكيلات ألوية الجيش تعزز صورة التنوع هذه، لا سيما أنها مؤلفة من جنود من مختلف الانتماءات وهم متحدون في قضية مشتركة.
وأضاف أن قائد الجيش العماد جوزيف عون "يردد دوما أن الشعب اللبناني هو شريك أساسي للجيش في مكافحة الإرهاب"، مشيرا بشكل خاص إلى التعاون خلال عملية فجر الجرود.
مجتمع متعدد الطوائف
وبدوره، أوضح العميد المتقاعد من الجيش اللبناني ريشار داغر أن هذا الجيش يستمد مكوناته البشرية من مختلف مجموعات المجتمع اللبناني الذي يعرف بتنوعه الديني والثقافي والاجتماعي.
وأضاف في حديثه للمشارق أن القيادة العسكرية لطالما بذلت الجهود لاستيعاب هذا التنوع واحتضانه وصهره في بوتقة وطنية موحدة.
وذكر أن مؤسسة الجيش تمكنت عبر تجاوز الانتماءات الطائفية الضيقة، من التعامل مع التحديات والأزمات "بروح وطنية بعيدة عن التشرذم والفئوية".
وأضاف أن الجيش "يحظى بثقة وتأييد الشعب اللبناني، فهو من يتولى الدفاع عن الاستقرار وحمايته".
ومن جهته، اعتبر العميد هشام جابر في حديث للمشارق أن الجيش "يمثل المجتمع اللبناني بكل أطيافه وطبقاته الاجتماعية وتلويناته الطائفية والمذهبية والمناطقية".
وأوضح أن "أبناء القرى والبلدات المسلمة والمسيحية في البقاع والشمال والجنوب واينما كان في لبنان متساوون بالعادات والتقاليد ويتشاركونها".
وأكد أن "المؤسسة العسكرية هي مدرسة وطنية، تجمع في صفوف ضباطها وعديدها أفرادا من كل الطبقات الاجتماعية والتربوية، ويتساوى فيها الغني والفقير. فتمثل بمكونها هذا نموذجا لصورة لبنان الحقيقية".