شهد التعاون الدفاعي والأمني بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية زخما كبيرا في الآونة الأخيرة بفضل توسيع أوجه التشارك والتدريب وتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب في مواجهة التهديدات الإقليمية، بحسب ما صرح به خبراء أمنيون.
وذكروا أن التفاهمات بين البلدين حول توسيع وجود القوات الأميركية في قاعدة العديد الجوية، والتي بدأت مناقشتها العام الماضي، من شأنها أن تدعم الاستقرار في المنطقة.
وقد ساعد تفهم الجانب الأميركي لمتطلبات الدفاع والأمن في دولة قطر ومساهمته في تحديث المعدات في حفظ الأمن والاستقرار في قطر والمنطقة..
وأضاف الخبراء أن التدريب الجوي المشترك بين القوات الجوية الأميركية والقوات الجوية القطرية (جاديكس)، والذي استمر ثلاثة أيام واختتم يوم 21 شباط/فبراير، يؤكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع قطر وشركائها في الشرق الأوسط لتعزيز الأمن والاستقرار بما يخدم المصالح المشتركة للدولتين.
وتعد هذه المرة الأولى التي تشارك فيها القاذفة بي-1بي لانسر الأميركية في هذا التدريب، إلى جانب المقاتلات الأميركية من طراز إف-15إي سترايك إيغل وأربعة مقاتلات قطرية من طراز ميراج 2000.
استفادة متبادلة
الخبير الاستراتيجي القطري راشد الهديفي قال في تصريح للمشارق إن مخرجات الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي دفعت بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب من التعاون الدفاعي والأمني والاقتصادي.
وذكر أن ذلك سيعزز مسار العلاقات في السنوات القادمة.
وأضاف أن "التدريب الجوي بين القوات الجوية الأميركية والقطرية يدعم فرص تعزيز علاقة الولايات المتحدة مع القوات الجوية القطرية"، مبينا أن ذلك يسمح للمشاركين في مثل هذه التمرينات بالعمل سويا كفريق واحد لتعزيز التعاون العملياتي وضمان الدفاع عن الأصول الإقليمية.
واستطرد أن "التعاون الدفاعي والأمني بين البلدين يسمح لنا بالاستفادة من الخبرات والإمكانات الهائلة التي تتمتع بها الولايات المتحدة ويعزز قدراتنا الدفاعية ضد التهديدات الخارجية".
وأكد أن ذلك سيحسن الاستقرار والأمن الإقليميين.
وتابع الهديفي أن "الحوار المستمر بين البلدين سيسمح لهما أيضا بتبادل الرؤى والأفكار حول الكثير من الملفات المشتركة".
وأوضح أن تلك الملفات تتضمن "جمع شمل الفرقاء في أفغانستان، وهو ما تقوم فيه الدوحة بدور كبير ومقدر لدى الإدارة الأميركية".
هذا بالإضافة إلى التشاور بين البلدين في ملفات اقليمية مثل الأوضاع في سوريا والعراق وغيرها من المناطق الساخنة في المنطقة، بحسب ماقال الهديفي.
من ناحيته، قال الخبير العسكري القطري رياض العلي في تصريح للمشارق إن المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وقطر تمكّن كل جانب من أن يطلع على الطريقة التي يعمل بها الجانب الآخر، وتسهل إعداد خطط الطوارئ وتنفيذها.
وأضاف أن هذا التريب يبرز العلاقة العسكرية المتنامية بين الولايات المتحدة وقطر.
محاربة الإرهاب
بدوره، أكد الخبير الأمني عبد الرحمن آل صخمان أن التدريبات المشتركة التي تجريها الولايات المتحدة مع شركائها من دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من دول المنطقة "تؤكد أنها تعمل بجد كشريك يمكن الوثوق به من أجل ضمان أمن واستقرار المنطقة".
وذكر في تصريح للمشارق أن هذا يبرهن أيضا على أن الولايات المتحدة تدعم البرامج والخطط "التي من شأنها الوقوف في وجه أية تهديدات محتملة لمنطقة من أهم مناطق إنتاج الطاقة في العالم".
وأضاف أن قطر بما تملكه من إمكانيات اقتصادية ورؤية تدعم الأمن والاستقرار تعمل بجد في ملف مكافحة الإرهاب جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة وبقية دول المنطقة.
وتابع أن الشراكة مع دولة قطر تتيح للجانب الأميركي أن "يقوم بجهود مميزة في مكافحة التطرف والإرهاب عبر قاعدة العديد الجوية".
يذكر أن قاعدة العديد تستضيف آلاف الجنود الأميركيين من القوات المشاركة في عمليات التحالف الدولي الذي يقاتل الجهات الفاعلية سواء الدول أو من غير الدول.
وبحسب الصخمان، فإن هذا أضخم تواجد عسكري أميركي في منطقة الشرق الأوسط.
هذا وقد قام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم 13 كانون الثاني/يناير بالتوقيع على مذكرة تفاهم مع قطر فيما يتعلق بتوسيع القاعدة الجوية وتجديدها.
وقال الصخمان إن القدرات العسكرية الأميركية وعملياتها المتكاملة مع حلفائها وشركائها تثبت "قدرتها على رد العدوان".
واختتم أن ذلك يجعل أولئك الذين يتربصون بأمن المنطقة "يراجعون حساباتهم قبل القيام بأية عمليات عدوانية يمكن أن تزعزع السلم والأمن".