حقوق الإنسان

’الغذاء سلاح‘: القتال على صوامع الحبوب اليمنية يهدد الهدنة

وكالة الصحافة الفرنسية

جنود تابعون للتحالف العربي يؤمنون الحراسة في أحد مرافق شركة مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة الساحلية في اليمن بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير. وتعتبر مطاحن البحر الأحمر أحد آخر المواقع التي سيطر عليها الجيش اليمني في الحديدة قبل تطبيق الهدنة الشهر الماضي برعاية الأمم المتحدة، وتضم ما يكفي من القمح لتأمين الغذاء لنحو 4 ملايين شخص لمدة شهر. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

جنود تابعون للتحالف العربي يؤمنون الحراسة في أحد مرافق شركة مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة الساحلية في اليمن بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير. وتعتبر مطاحن البحر الأحمر أحد آخر المواقع التي سيطر عليها الجيش اليمني في الحديدة قبل تطبيق الهدنة الشهر الماضي برعاية الأمم المتحدة، وتضم ما يكفي من القمح لتأمين الغذاء لنحو 4 ملايين شخص لمدة شهر. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

ترددت أصداء الطلقات النارية في صوامع الحبوب المتضررة جراء المعارك في مدينة الحديدة الساحلية، حيث يبقى الوصول إلى مخزون هائل من القمح يكفي لإطعام اليمنيين الجياع، غير ممكن في ظل تعرض هدنة تم تحقيقها بصعوبة، لضغوط.

وتحوي مطاحن البحر الأحمر كمية قمح يمكن أن تؤمن الغذاء لنحو 4 ملايين شخص طوال شهر في بلد هو على شفير المجاعة، علما أن هذه المطاحن تعد أحد آخر المواقع التي سيطرت عليها القوات المدعومة من السعودية والإمارات قبل دخول الهدنة برعاية الأمم المتحدة حيز التنفيذ الشهر الماضي.

لكن المنشأة، وهي رمز يطغى عليه الشظايا لكيفية السيطرة على الغذاء كسلاح في حرب اليمن، ظلت محظورة على منظمات الإغاثة منذ أيلول/سبتمبر، في ظل تهديد المناوشات الهدنة الهشة التي تم الاتفاق عليها مع الحوثيين المدعومين من إيران (أنصار الله) خلال محادثات في السويد.

وعندما فقد الحوثيون السيطرة على المطاحن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تركوا الموقع الموجود عند الأطراف الشرقية للحديدة مفخخا بالألغام.

جندي تابع للتحالف العربي يؤمن الحراسة في مستودع مدمر تابع لشركة مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة الساحلية في اليمن بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

جندي تابع للتحالف العربي يؤمن الحراسة في مستودع مدمر تابع لشركة مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة الساحلية في اليمن بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

والأسبوع الماضي خلال جولة عسكرية نظمها التحالف العربي، شاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية عناصر موالين إلى الحكومة، بينهم جنود من السودان يجوبون الموقع الشاسع بكاشفات معدنية خوفا من أن يقوم المقاتلون الحوثيون بالتسلل لزراعة ألغام جديدة.

يذكر أن السودان هي من الدول الأعضاء في التحالف.

وفي هذه الأثناء، تصاعد الدخان من مواقع تابعة للحوثيين تبعد عن المكان أقل من ميل (1.6 كيلومترا)، وقد أكدت عناصر موالية أنهم يحرقون الإطارات في خطوة استفزازية.

وبعد ذلك، ترددت أصوات طلقات النار في الموقع، وتعذر تحديد الجهة التي أطلقت النار.

وفي هذا السياق، أكد القائد اليمني محمد سلمان الذي كان واقفا بالقرب من كومة قمح، "نحن ملتزمون بالهدنة... لكن العدو لم يلتزم بشيء كما تشاهدون وتسمعون".

وبعد الجولة مباشرة، ذكرت الأمم المتحدة يوم الجمعة أن قصفا مدفعيا على المصنع تسبب في نشوب حريق، مما أدى إلى تضرر اثنين من الصوامع.

وفي الإطار نفسه، قالت لیز غراندي منسقة الشؤون الإنسانیة للأمم المتحدة، "نفقد هذا القمح في وقت صعب للغایة".

وأوضحت "یعاني أكثر من 20 ملیون شخص یمني، أي نحو 70 بالمئة من إجمالي عدد السكان، من الجوع".

ʼخط أحمرʻ

وفي الحديدة التي تشكل نقطة الدخول لأكثر من ثلثي الواردات الغذائية والمساعدات الإغاثية الدولية إلى اليمن، تبقى الظروف صعبة بين هدنة غير كاملة مع انتهاكات من الجانبين، أو معارك متواصلة قد تؤدي إلى المجاعة.

ونظرا للخروقات المتكررة، حذر مراقبون من أن انهيار الهدنة بات مجرد مسألة وقت.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية إنه "في حال السماح بانهيارها، فلن يكون هناك أي فرصة لاتفاق مماثل لفترة طويلة".

وداخل الحديدة، تتكرر عبارة "لا يوجد هدنة" على لسان المدنيين والمسؤولين العسكريين.

وقال العقيد سعيد سالمين الذي يقود وحدة إماراتية في الساحل الغربي لليمن، لوكالة الصحافة الفرنسية إن رجاله ملتزمون بوقف إطلاق النار، ولكنهم "جاهزون دائما" للمعركة.

وحذر قائلا إن طريق الساحل الغربي في اليمن، وهو خط إمداد أساسي يربط مناطق الجنوب بالحديدة، هو "خط أحمر".

ومن جهته، قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في 7 كانون الثاني/يناير، إن طرفي الصراع لم يحاولا السيطرة على أي أراض جديدة منذ تنفيذ الهدنة.

ولكن لم يتم الانسحاب المقرر للقوات المتناحرة من المدينة، بسبب انعدام الثقة بين الطرفين.

وأشار غوتيريس إلى مزاعم أطلقها الحوثيون عن قيام القوات الموالية للحكومة بحشد صفوفها بالقرب من المدينة، إلى جانب مزاعم من التحالف حول قيام الميليشيا بتعزيز مواقعها بالمتاريس والخنادق.

ʼالغذاء سلاحʻ

وبدوره، قال ستیفن أندرسن المدیر الإقليمي لبرنامج الأغذیة العالمي، إن الهدنة منحت البرنامج "بعض المجال" للوصول إلى مناطق جنوب الحديدة التي كان يتعذر سابقا الوصول إليها بسبب المعارك.

ولكن يبقى 51 ألف طن متري من القمح، أي ربع مخزون القمح لبرنامج الأغذیة العالمي في اليمن، محجوزة في مطاحن البحر الأحمر.

ومن جانبه، أكد مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي في مقابلة في دافوس، "كنا نحاول الوصول... (لكن أسمع) أن الحوثيين لا يسمحون لنا بالوصول إلى المطاحن".

وأضاف "تتقدم أربع خطوات ثم ترجع خطوتين إلى الوراء. ولكن ما زلت متفائلا بشكل حذر".

وزعم القائد اليمني سلمان أن الحوثيين خزنوا الحبوب، مما أدى إلى خلق نقص مصطنع وتفاقم الظروف الشبيهة بالمجاعة.

وعندما كانت المطاحن تحت سيطرة الحوثيين، اتهم هؤلاء التحالف بإتلاف المواد الغذائية بغارات جوية عشوائية.

وقال وسام قائد، المدير التنفيذي لوكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر في اليمن، إن "مطاحن البحر الأحمر نقطة قوة تستغلها الأطراف المتنازعة لتحقيق أهداف سياسية".

وتابع "من يسيطر على هذه المنشآت سيكون له القرار الأكبر بشأن من يحصل على الطعام. فالغذاء هو سلاح".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

كلام م

الرد