عاد الهدوء الحذر إلى الجبهة المشتعلة في مدينة الحديدة اليمنية يوم الخميس 20 كانون الأول/ديسمبر بعد أن شهدت مناوشات ليلية، وتنتظر الأطراف المتحاربة وصول فريق الأمم المتحدة الذي سينتشر للإشراف على هدنة تم التوصل إلى اتفاق عليها بصعوبة ومع ذلك تبقى هشة، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويشكل وقف إطلاق النار في المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر حجر الزاوية في عملية السلام، ويعتبر الفرصة الأفضل حتى الآن لإنهاء أربع سنوات من الصراع المدمر.
وأكد السكان والمسؤولون العسكريون أنه منذ سريان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يوم الثلاثاء بوساطة أممية، شهدت المدينة مناوشات متقطعة بين القوات الحكومية ومقاتلي ميليشيا الحوثي (أنصار الله) المدعومة من إيران.
وأفاد مسؤول موال للحكومة لوكالة الصحافة الفرنسية، عن إصابة أربعة عناصر من القوات الحكومية في تبادل لإطلاق النار وقع ليلة الأربعاء.
وقال: "استمر تبادل إطلاق النار مدة نصف ساعة تقريبا، ومنذ صباح اليوم يسود المدينة هدوء حذر".
وفي اتصال هاتفي مع بعض السكان، تأكدت وكالة الصحافة الفرنسية توقف القتال صباح يوم الخميس.
وأضاف المسؤول أن الاشتبكات المتقطعة وقعت على أكثر من جبهة في محافظة الحديدة، بينها مديريتي حيس والتحيتا.
وتبادلت القوات الموالية للحكومة والحوثيون الاتهامات يوم الخميس بخرق وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في المحادثات التي جرت في السويد مطلع هذا الشهر.
ترقب وصول مراقبي الأمم المتحدة هذا الأسبوع
ومن المقرر أن يتوجه مراقبو الأمم المتحدة إلى اليمن للإشراف على فرق مراقبة تضم ممثلين عن الحكومة والحوثيين مهمتها الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، وذلك تحت رعاية لجنة تنسيق إعادة الانتشار.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن رئيس لجنة الأمم المتحدة، باتريك كاميرت، عقد اجتماعها الأول يوم الأربعاء عبر الفيديو من نيويورك "لمناقشة الخطوط العامة لعملها، بما في ذلك التوافق على مدونة سلوك".
وأضاف دوجاريك أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "تابع من كثب" عمل المسؤولين للتأكد من انتشار مراقبي الأمم المتحدة بأقصى سرعة ممكنة.
وتابع أن كاميرت سيتوجه يوم الخميس إلى الأردن ومنه إلى صنعاء والحديدة.
وأكد مسؤول بالأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية أنه من المتوقع أن يصل إلى عمان يوم الجمعة.
وكشف المسؤول طالبا التكتم عن اسمه أن "سفره الى اليمن يعتمد على الترتيبات اللوجستية وتوفر الرحلات".
وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، قال ممثل الحكومة اليمنية في اللجنة اللواء أحمد الكوكباني إن الاجتماع مع كاميرت عبر الفيديو وضع الأسس العريضة لمهمة اللجنة.
وأردف أن "كاميرت طلب من أعضاء الفريق العمل بجد على تهدئة الأوضاع ورفض أي انتهاكات".
ومن المقرر أن يشرف مراقبو اللجنة على انسحاب الأطراف المتحاربة من الحديدة بما في ذلك انسحاب الحوثيين من أرصفة ميناء المدينة، وهي نقطة دخول 80 في المائة من الواردات اليمنية وتقريبا جميع المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
ومن المنتظر أن يقدم كاميرت إلى مجلس الأمن تقريرا أسبوعيا حول الوضع على الأرض.