دعت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء 30 تشرين الأول/أكتوبر، لوقف إطلاق نار وبدء مباحثات السلام في اليمن، فيما أرسل التحالف العربي أكثر من 10 آلاف جندي جديد نحو ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر قبيل شن هجوم جديد.
كما قالت وزيرة الدفاع الفرنسي فلورنس بارلي يوم الثلاثاء إنه "قد حان الوقت تماما لهذه الحرب أن تنتهي".
وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن الولايات المتحدة قد شاهدت هذا الصراع "لفترة طويلة كافية"، مضيفًا أن السعودية والإمارات، اللتين تمثلان جزءا من التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين (أنصار الله) المدعومين إيرانيا، مستعدتان للمباحثات.
وأضاف "يلزم علينا أن نتحرك في اتجاه جهد لإحلال السلام، لكن لا يمكن أن نقول إننا سنفعل ذلك في وقت ما في المستقبل".
وتابع "بل نحتاج أن نفعل ذلك في غضون الثلاثين يوما المقبلة".
وذكر أن الولايات المتحدة تدعو كافة الأطراف المتحاربة للقاء الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث في السويد في شهر تشرين الثاني/نوفمبر "والتوصل لحل".
وكان التحالف العربي قد تدخل في الصراع بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي تعترف الأمم المتحدة بحكومته، وبين الحوثيين المدعومين إيرانيا في عام 2015.
ومنذ ذلك الحين، قتل نحو عشرة آلاف شخص، بينما يقف البلد الآن على حافة المجاعة، حيث يحتاج أكثر من ثلاثة أرباع سكان اليمن، أي نحو 22 مليون شخص، لمساعدات إنسانية.
وكان مسؤول عسكري قد قال في وقت سابق إن القوات الموالية للحكومة نشرت تعزيزات على ساحل البحر الأحمر قبيل شن هجوم جديد على الحديدة "في غضون أيام".
ومن ناحيتهم، قام الحوثيون في الأيام العشرة الماضية بوضع المقاتلين على أسطح المباني في مدينة الحديدة، بحسب ما صرح به مسؤولون عسكريون حكوميون.
يذكر أن ميناء الحديدة هو المنفذ الذي ترد إليه أكثر من 70 بالمائة من واردات اليمن.
السلام هو ’الطريق الوحيد‘
من ناحيته، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لإيقاف غارات التحالف العربي على المناطق المأهولة بالسكان في اليمن.
حيث قال في بيان إن "الوقت قد حان لإنهاء العمليات العدائية، بما في ذلك الضربات الصاروخية وهجمات الطائرات بدون طيار من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين على المملكة العربية السعودية والإمارات".
"وبعد ذلك، يلزم أن تتوقف غارات التحالف الجوية على كافة المناطق المأهولة في اليمن"
وأوضح ماتيس إن الدعم الأميركي المقدم يقوم بصورة أساسية على تعليم سلاح الجو السعودي كيفية تحسين الاستهداف وعدم إلقاء القنابل حين يكون هناك أي شك عما ستضربه.
وقال إن "هدفنا الآن هو تحقيق مستوى من القدرات من قبل القوات التي تقاتل ضد الحوثيين بحيث لا يقتلون الأبرياء".
وأضاف ماتيس أن وقف إطلاق النار ينبغي أن يكون قائما على أساس انسحاب الحوثيين من الحدود، ويلزم على الأطراف أن تلتقي من أجل إنهاء هذه الحرب.
وأكد أنه من شأن هذا أن يسمح لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن أن "يجمعهم في السويد وينهي هذه الحرب. فتلك في واقع الأمر هي الطريقة الوحيدة التي سنحل بها هذا الصراع".
الدعوة لوقف الأعمال العدائية
يذكر أن مباحثات السلام التي أجريت برعاية الأمم المتحدة الشهر الماضي فشلت في الانطلاق من الأساس بعد أن رفض الحوثيون التوجه إلى جنيف بسبب ما قالوا إنه فشل من جانب الأمم المتحدة في ضمان عودتهم سالمين إلى صنعاء التي يسيطرون عليها منذ 2014.
وقال بومبيو إن المباحثات الجديدة تهدف "لتنفيذ تدابير بناء ثقة للتطرق للقضايا الأساسية للصراع ونزع السلاح من المناطق الحدودية وتركيز كل الأسلحة الكبيرة تحت المراقبة الدولية".
وأضاف أن "وقف الأعمال العدائية والاستئناف القوي للمسار السياسي سيساعد أيضًا في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية".
وقال "لقد آن الأوان لإنهاء هذا الصراع واستبدال الصراع بالتسوية والسماح للشعب اليمني بالتعافي من خلال السلام وإعادة الإعمار".
من ناحيتها، قالت وزيرة الدفاع الفرنسي فلورنس بارلي يوم الثلاثاء إنه يلزم لحرب اليمن أن تتوقف.
حيث قالت بارلي في تصريح لمحطة بي إف إم التليفزيونية وراديو آر إم سي إن "الوقت قد حان تماما لانتهاء هذه الحرب، ومن المهم أيضا، وهو أمر من أولويات فرنسا، أن يتحسن الوضع الانساني وأن تصل المساعدات الانسانية".
وأضافت أن "هذا الوضع العسكرى هو طريق مسدود بالفعل، لذا يلزم لهذه الحرب أن تتوقف"، مشيرة إلى أن فرنسا تمارس "ضغوطًا قوية" من خلال الامم المتحدة من أجل التوصل لتسوية سياسية فى اليمن.