أكد محللون عراقيون لديارنا أن الميليشيات المدعومة من إيران والعاملة في العراق، بما فيها كتائب حزب الله، تقوض جديا سيادة البلاد.
وقالو إن هذه الفصائل المسلحة تأتمر بتوجيهات الحرس الثوري الإيراني وتتجاهل في عملها القانون العراقي تجاهلا تاما.
وأوضع الخبير الاستراتيجي علاء النشوع، أنه على الرغم من أنها شاركت في المعركة الأخيرة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لم تظهر كتائب حزب الله أو أي ميليشيا أخرى مدعومة من إيران "ولاء للدولة العراقية".
وقال إن هذه الميليشيات لا تطيع سوى أوامر الحرس قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، "ولا تحترم القوانين العراقية".
وأضاف أنه "منذ ظهور هذه الكتائب والميليشيات المدعومة من إيران، لم تخضع قط لإرادة الحكومة العراقية وقامت بكل ما من شأنه تقويض سلطة العراق".
وتابع أن هذه الميليشيات شاركت في الحرب السورية ولكن ليس تحت مظلة الحكومة العراقية، فيما يعتبر "تعديا كبيرا" على سيادة العراق.
وفي الوقت عينه، تم توثيق العديد من الانتهاكات التي قامت بها هذه الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، حين كانت تعمل تحت راية قوات الحشد الشعبي، حسبما قال.
استهداف العراقيين على خلفية ذرائع واهية
وأوضح النشوع أن تقارير عدة روت كيف كانت هذه القوات تستهدف السكان السنة في العراق تحت ذريعة أنهم يدعمون داعش، مشيراً إلى أن هذه التهمة هي "مجرد كذب وخداع".
وفي تقرير صدر يوم 9 حزيران/يونيو عن منظمة هيومن رايتس ووتش، أكد شهود عيان أن كتائب حزب الله وكتائب بدر اعتقلتا نحو 1700 مدني من الصقلاوية بالقرب من الفلوجة.
وكشفت منظمة هيومن رايتس ووتش أن المدنيون اقتيدوا إلى مركز احتجاز وتعرضوا لتعذيب وحشي قضى بعضهم جرائه.
وظهرت على نحو 600 رجل وصبي أفرج عنهم لاحقا أثار اغتصاب وحروق وجروح بالسكين وندبات، جراء ضربهم وتقييدهم وجرّ بعضهم بالسيارات.
وفي حديث لديارنا، أشار المحلل الاستراتيجي والعسكري، ربيع الجواري، إلى أن هدف الميليشيات هو" زعزعة أمن العراق والمنطقة" وابقاء العراق تحت السيطرة الإيرانية.
وقال الجواري إن "هذه العصابات المدعومة من إيران والمدرجة على لوائح الإرهاب، تحاول في أي مناسبة تحدي القانون وفرض سطوتها بالقوة".
وأردف: "لكن العراقيين رفضوا التدخل الإيراني عبر الشعارات التي رفعوها في تظاهراتهم الأخيرة بالبصرة وسائر محافظات الجنوب".
ولفت إلى أن المحتجون أحرقوا مقرات لكتائب حزب الله ولفصائل مسلحة في البصرة والنجف، تعبيرا عن غضبهم واستيائهم من الهيمنة الإيرانية.
وأكد الجواري أن "الناس ضاقوا ذرعا من نفوذ هذه الميليشيات التي لم تجلب لهم سوى الخراب والأذى"، موضحا أن "تظاهراتهم واحتجاجاتهم شكلت رسالة واضحة للإيرانيين ليوقفوا تدخلهم".