أعاد الأردن يوم الاثنين 15 تشرين الأول/أكتوبر، فتح معبره الحدودي الرئيسي مع سوريا، وهو طريق تجارة رئيسي في الشرق الأوسط، وذلك بعد إغلاقه لمدة ثلاثة أعوام.
حيث افتتحت البوابة الحدودية المصنوعة من المعدن الأسود من الجانب الأردني للمعبر الساعة 8 صباحا فيما اصطف أكثر من عشرة من مسؤولي الشرطة والجمارك على مقربة من المكان.
وقد اصطفت سيارات تحمل لوحات أردنية لدخول سوريا فيما عبر المسافرون عن فرحتهم لتمكنهم من عبور الحدود.
وكان المستثمر السوري هشام فيلون، الذي يعيش في الأردن مع زوجته وأطفاله، أول شخص يعبر الحدود في سيارته المرسيدس السوداء من فئة الدفع الرباعي.
وقال "أنا سعيد للغاية وشعوري لا يوصف. لقد كان ينبغي إعادة فتح هذا المعبر منذ وقت طويل لأنهشريان حيوي لكل البلاد العربيةوليس فقط الأردن وسوريا".
وأضاف فيلون الذي يأمل في مفاجأة والديه في دمشق، "كنت أريد أن أكون أول شخص يعبر لكي أقول للجميع سوريا آمنة وسوريا بخير وأن سوريا قد عادت".
كما كان مسافرون آخرون مسرورين للغاية لدى عبورهم المعبر.
حيث قال المستثمر السوري محمد هشام أثناء انتظار دوره لدخول سوريا من الأردن حيث يعيش الآن، "إنه يوم عيد لنا وأردت أن أكون من أوائل الأشخاص الذين يعبرون الحدود".
بدوره، وصف عماد سريحين، وهو سائق سيارة أجرة أردني، إعادة فتح معبر جابر كمصدر "سعادة كبيرة لنا جميعا"، حيث أنه سيساعد في التخفيف من "الصعوبات الاقتصادية" التي تسبب فيها غلق المعبر.
وأضاف أن "أحوالنا قد ساءت خلال السنوات الماضية، حيث توقف عملنا بسبب غلق الحدود بين الأردن وسوريا".
وقد كان المعبر الحدودي، الذي يعرف باسم جابر على الجانب الأردني ونصيب على الجانب السوري، طريقا رئيسيا للتجارة قبل أن تغلقه عمان بعد اجتياح المتطرفون للمعبر في نيسان/أبريل 2015.
ويأتي فتح المعبر بعد استعادة قوات النظام السيطرة على الجانب السوري من الحدود في شهر تموز/يوليو بموجب اتفاق مع مقاتلي المعارضة بوساطة روسية.
شريان تجارة حيوي
وقد كان المعبر قبل غلقه معبرا رئيسيا للتجارة المباشرة بين دول الجوار ولتجارة الترانزيت الأطول من حيث المسافة، والتي كانت مصدرًا كبيرًا للدخل.
وأضر إغلاق المعبر بالاقتصاد الأردني الذي يعتمد اعتمادا كبيرا على الواردات والمساعدات الخارجية.
بدورها، قالت الناطقة باسم الحكومة الأردنية جمانة غينمات يوم الأحد إن قرار إعادة فتح المعبر اتخذ بعد أن "اتفقت الفرق الفنية الأردنية والسورية على التدابير النهائية".
وقد تم تأكيد فتح المعبر من جانب وزير الداخلية السوري محمد الشعار.
ووفقًا لاتفاق موقع بين الأردن وسوريا، ستستأنف حركة المسافرين والبضائع في المعبر الحدودي يوميا لساعات محدودة.
وقد طلبت سوريا أيضا من الأردن إرسال خبير للمساعدة في عمليات التفتيش الحدودية في الجاب السوري حيث لا توجد أجهزة أشعة سينية، وذلك بحسب شروط الاتفاق.
ونص الاتفاق على ضرورة حصول المسافرين الذين يدخلون الأردن من سوريا "على موافقة أمنية قبل رحلتهم" من السلطات الأردنية.
كما أن أولئك الذين يعتزمون استخدام الأردن كنقطة ترانزيت في طريقهم إلى بلد ثالث يلزم أن يبرزوا دليلًا على تصريح الإقامة في سوريا، وأيضًا تأشيرة دخول للبلد الذي يعتزمون زيارته.
من ناحيته، قال عبدالله، وهو سوري في العشرينات من العمر ويدرس في الأردن، لوكالة الصحافة الفرنسية إنه كان ينتظر دوره في معبر جابر منذ الفجر لدخول سوريا.
وأضاف "لقد أحضرت صديقي الأردني معي. كنت قد وعدته بأن نزور بلدي معا حين تفتتح الحدود".