طالب رئيس وزراء لبنان المكلف "بالعدالة" يوم الاثنين 10 أيلول/سبتمبر، مع دخول المحكمة التابعة للأمم المتحدة في التفجير الضخم الذي قتل والده رفيق الحريري عام 2005 مرحلتها الأخيرة.
وقد كان سعد الحريري حاضرا في المحكمة في هولندا مع بدء المرافعات الختامية في المحاكمة التي تجرى غيابيًا لأربعة مشتبه بهم ينتمون لحزب الله في الهجوم الذي غير وجه الشرق الأوسط.
وقال المدعون إن التفجير الانتحاري، الذي قتل فيه أيضا 21 شخصا وأصيب فيه 226 آخرون، كان محاولة متعمدة لخلق "رعب"، وإن رئيس وزراء لبنان الأسبق الملياردير رفيق الحريري اغتيل لأنه عارض الهيمنة السورية على لبنان.
وصرح سعد الحريري للصحافيين خارج مقر المحكمة الخاصة بلبنان في ضاحية لايدشندام بلاهاي إنه "بالنسبة لي كنجل رفيق الحريري، لا شك أن اليوم هو يوم صعب".
وأضاف الحريري، الذي عين مؤخرا بمنصب رئيس الوزراء في ولاية ثالثة، أنه "طالبنا منذ البداية بالعدالة والحقيقة اللتين نؤمن بأنهما تحميان لبنان".
وتعد المحكمة غير مسبوقة في العدالة الدولية لأنها تحاكم أربعة مشتبه بهم غيابيا، حيث أن حزب الله رفض تسليمهم.
وكانوا قد قدموا للمحاكمة منذ 2014 بتهمة لعب أدوار رئيسية في الهجوم الذي وقع يوم عيد الحب في واجهة بيروت البحرية واستهدف رفيق الحريري الذي كان قد شغل منصب رئيس وزراء لبنان لحين استقالته في تشرين الأول/أكتوبر 2004.
’ظلام ورعب‘
ويتهم سليم عياش، 50 عاما، بقيادة الفريق الذي نفذ الهجوم، بينما يزُعم أن أسعد صبرا، 41 عاما، وحسين العنيسي، 41 عاما، أرسلا شريط فيديو مزيفًا لقناة الجزيرة الإخبارية يتبنيان فيه المسؤولية الهجوم نيابة عن مجموعة وهمية. كما يُتهم حسن حبيب مرعي، 52 عاما، بالتورط العام في المؤامرة.
وقد وجهت المحكمة الاتهام للعقل المدبر المزعوم القيادي بحزب الله مصطفى بدر الدين، لكنه يُعتقد أنه مات أثناء قتاله مع النظام السوري في أيار/مايو 2016.
وكان زعيم حزب الله حسن نصرالله قد رفض تسليم المشتبه بهم وحذر المحكمة "من اللعب بالنار".
بينما وصف المدعون أن قضيتهم، التي تعتمد على سجلات هاتف محمول يزعم أنها تظهر المشتبه بهم وهم يقومون بمراقبة مكثفة للحريري بعد استقالته مباشرة حتى قبل دقائق من الانفجار، بأنها "ظرفية" لكنها "دامغة".
حيث قال ممثل الادعاء نيغل بوفاس إن الحجم الهائل للهجوم "له دون شك هدف سياسي" مرتبط بمعارضة الحريري لتورط دمشق الطويل في بلاده.
وأضاف للمحكمة أن "المشهد امتلأ بالظلام والهلع، حيث دمرت وأحرقت السيارات واشتعلت فيها النيران، كما احترق الناس. لبنان نفسه انزلق للظلام والرعب، وقد كان هذا بالضبط الهدف من الهجوم".
وتابع في حديثه أمام المحكمة أن "الذين كانوا يدعمون هيمنة سوريا كانوا ينظرون للحريري على أنه يشكل تهديدا خطيرا لمصالحهم وأمنهم، وأنه كان عميلًا للغرب. وهذا هو السبب والدافع غير الشخصي وراء الجريمة".
وقال المدعون إن المشتبه بهم كانوا قد كرموا في طهران ودمشق اللتين تدعمان حزب الله.
’عدم السعي للانتقام‘
إلا أن التفجير كان له أثر عكسي، حيث أنه أثار موجة من التظاهرات الحاشدة التي انتهت بمغادرة القوات السورية للبنان بعد تواجد دام 30 عاما، وبعدها أصبح سعد الحريري رئيسا للوزراء.
وقد وافق سعد الحريري على أن سوريا كانت عاملًا، لكنه أكد أنه لن يسعى للانتقام عند الإعلان عن الحكم، الذي من المرجح أن يتم في بداية العام المقبل.
وقال للصحافيين خارج المحكمة التي كانت محاطة بإجراءات أمنية مشددة إنه "فيما يتعلق بالنظام السوري، ليس لدي شك في أنه كان لديه مشكلة كبيرة مع رئيس الوزراء الشهيد رفيق الحريري. أريد التعامل مع هذا الأمر كمسؤول رسمي يتحمل مسؤولية حماية البلاد والشعب اللبناني".