قال محللون للمشارق،عقب هجوم دموي وقع السبت 11 أغسطس/آب في مدينة السلط تم ربطه بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إنه يلزم على الأردنيين أن يكون حذرين ومتيقظين لمنع المزيد من الهجمات الإرهابية.
وكان أربعة من أفراد القوات الأردنية وثلاثة أعضاء في خلية مرتبطة بداعش قد قتلوا أثناء مداهمة قوات الأمن مخبأ الخلية.
واعتقل خمسة متطرفون آخرون أثناء العملية التي تمت يوم السبت.
وقد نفذت القوات الأردنية عملية الدهم عقب انفجار وقع ليلة الجمعة واستهدف سيارة دورية في حفل موسيقي بالقرب من عمان، ما أسفر عن مقتل شرطي.
وأعلن الأردن يوم الاثنين أن الخلية تتألف من مؤيدين لتنظيم داعش يعتنقون نفس أفكار التنظيم المتطرف. هذا وكانت المملكة عضوًا رئيسيًا في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش في سوريا والعراق المجاورين.
وبحسب وزير الداخلية سمير مبيضين، فإن الخلية كانت تحضر لشن سلسلة من الهجمات في المملكة.
وأضاف أن المشتبه بهم، وكلهم أردنيون، "ليسوا أعضاء في تنظيم"، بل يحملون فكر داعش المتطرف ويدعمون التنظيم.
دور نشط في محاربة الإرهاب
المحلل العسكري اللواء فايز الدويري، المتقاعد من القوات المسلحة الأردنية، قال إن "هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الأردن حيث أن المملكة تلعب دورا رئيسيا في المعركة على الإرهاب".
وأضاف في حديث للمشارق أن "العديد من أفراد الأمن استشهدوا عام 2016 حيث شهد عدة عمليات إرهابية في الكرك , وإربد والمناطق الحدودية مع سوريا".
وتابع أن الأردن كان دائما مستهدفا وذلك بسبب دوره الفعال في محاربة الإرهاب وعضويته في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش.
وختم الدويري أن "الأردن شارك في العديد من العمليات ضد الجماعات الإرهابية في العديد من الدول و لديه خبرة طويلة في التعامل مع الإرهابيين، لكن الحذر مطلوب حيث أننا مستهدفون".
وأشار إلى أنه في ظل الاضطرابات الإقليمية وتخبط تنظيم داعش عقب هزيمته، لا بد من مزيد من الحذر ورفع مستوى الاستعداد في الفترة المقبلة.
بدوره، قال الخبير في علم الاجتماع البروفيسور حسين الخزاعي في حديثه للمشارق إن الجماعات الارهابية تعمل على استغلال نقاط الضعف لدى الشباب، وبالتالي لا بد من الالتفات بشكل كبير لمعالجة التحديات التي يواجهها الشباب.
وأضاف "للمدارس والجامعات والأسرة ودور العبادة دور كبير في الحرب على الإرهاب"، وذلك عن طريق تأسيس مجتمع ينبذ القتل و العنف.
التركيز على الجبهة الداخلية
من ناحيته، قال الخبير الاستراتيجي واللواء السابق في الجيش الأردني "أديب الصرايرة" في حديث للمشارق إنه "لا بد أن يكون هنالك تركيز أكبر على الجبهة الداخلية".
وأضاف أن "الجيش يقوم بعمل ممتاز بضبط الحدود ومنع تسلل الإرهابيين من الدول المجاورة".
وتابع أنه نجح في إحباط الكثير من المتطرفين الذين حاولوا التسلل للأردن، مضيفًا "لكن يجب علينا الانتباه ومراقبة الخلايا النائمة في الأردن".
وأكد أنه من الآن فصاعدا، لا بد من الالتفات بجدية لمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية كالفساد والفقر والبطالة والأحوال التي استغلها المتطرفون كذريعة لتجنيد الشباب البائس والفاقد للأمل.
في هذا الصدد، قال محمد نسور، وهو أحد سكان مدينة السلط، إن "الجماعات الإرهابية تعتقد أنها تستطيع إحداث فتنة في المجتمع الأردني".
وأضاف أنه "في كل مرة يتم فيها استهداف الأردن من قبل التنظيمات الإرهابية، يظهر الأردنيون وحدتهم ووقوفهم مع الأجهزة الأمنية والقيادة".
وتابع أن "قناعتهم تزداد بضرورة الاستمرار في الحرب على الإرهاب بالرغم من الخسائر"، مضيفا أن "الإرهابيين لن ينجحوا في تفتيت وحدتنا".