امتنعت محلات الصرافة في صنعاء عن بيع وشراء العملات الصعبة بعدما انخفضت قيمة الريال اليمني لأدنى سعر تاريخيا مقابل الدولار الأميركي، حسبما صرح به خبراء اقتصاد لموقع المشارق يوم الجمعة، 27 تموز/يوليو.
وتواصل قيمة الريال في الانخفاض بأسواق الصرف المحلية مقابل العملات الأجنبية وخصوصا الدولار الأميركي والريال السعودي، حيث وصل سعر صرف الدولار الأميركي إلى 520 ريالا في عدن و510 في صنعاء، بينما بلغ سعر صرف الريال السعودي 140 ريالا يمنيا في عدن و135 في صنعاء.
وقال عبد الله الحبلة مسؤول المبيعات في شركة الحبلة للصرافة "لقد قررنا الامتناع عن البيع والشراء [للعملات الصعبة] لوقف ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي والريال السعودي وبقية العملات أمام الريال اليمني".
وأضاف في تصريح للمشارق أن "ارتفاع الطلب على الدولار من التجار لتغطية الاستيراد يعد السبب وراء انخفاض قيمة الريال، ولا سيما في ظل عدم التدخل الجدي من البنك المركزي".
وقبل بداية الحرب عام 2015، كانت قيمة الريال أمام الدولار 215.
سياسة مالية فاشلة
بدوره، قال مصطفي نصر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي للمشارق إن "فشل البنك المركزي في إدارة السياسية النقدية كان سببا في هذا الارتفاع المتسارع [للعملات الصعبة مقابل الريال اليمني]".
وأشار نصر إلى أن تحديد البنك المركزي سعر بيع الدولار لمستوردي المواد الأساسية بـ 470 ريالا كان سببا مباشرا لانخفاض قيمة الريال اليمني، مشيرا إلى أن الدولار يباع في السوق السوداء مقابل 485 ريالا.
وأضاف أن "هامش فارق سعر بيع الدولار في السوق السوداء قليل"، ما يجبر التجار الذين يريدون شراء الدولار لتغطية فواتير الاستيراد على التوجه للسوق السوداء بسبب الإجراءات الطويلة والمعقدة التي يفرضها البنك المركزي.
وأضح أن "سببا آخر لانخفاض قيمة الريال هو أن شركات الصرافة الكبيرة تقوم بعملية مضاربة في السوق المحلية".
’أسعار صرف غير مستقرة‘
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد الجليل حسان إن تجار الجملة أوقفوا بيع منتجاتهم حتى استقرار أسعار الصرف في السوق المحلية.
وأوضح في تصريح للمشارق أن ذلك أدى إلى أن تشهد أسعار المواد الغذائية "ارتفاعات متتالية وعشوائية ومتفاوتة من مكان لآخر".
وأشار حسان إلى أن ارتفاع أسعار صرف العملات الصعبة أمام الريال اليمني ينذر بانهيار اقتصادي ومضاعفة معاناة الناس، ولا سيما لأن الكثير من اليمنيين لم يحصلوا على رواتبهم منذ ما يقارب 20 شهرا.
وقال إن "هذا يمثل كارثة اقتصادية".
وكانت السعودية قد أعلنت يوم 17 كانون الثاني/يناير إنها ستحول ملياري دولار إلى حساب البنك المركزي استجابة لمطالبات ملحة من الحكومة اليمنية لإنقاذها ماليا.