تعمل الحكومة اللبنانية على وضع خطة إنمائية لمنطقة بعلبك الهرمل وفقًا لمعطيات الهيئات المحلية، وذلك بعد السيول الجارفة التي اجتاحت المحافظة وأدت إلى أضرار جسيمة نتيجة البنية التحتية المتهالكة.
وقد تعرضت بلدتا رأس بعلبك والقاع الزراعيتين بشكل خاص لأضرار كبيرة نتيجة السيول التي أصابت منتصف حزيران/يونيو الممتلكات السكنية والتجارية وغمرت الأراضي الزراعية.
وأدت السيول إلى مقتل سيدة حين جرفتها مياه السيل من منزلها فيما تعرضت السيارات لأضرار نتيجة الجرف.
واعتبر مسؤولون في البلدتين لموقع المشارق أن رأس بعلبك والقاع كما سائر بلدات محافظة بعلبك- الهرمل، هي من البلدات المشهورة بزراعتها ومواقعها السياحية،غير أن الإهمال المتمادي لم يسمح بتطويرها.
وتعمل الحكومة مع المسؤولين المحليين لوضع خطة لمواجهة الحاجات الإنمائية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية للمنطقة والحد من حدوث السيول في المستقبل.
’بنية تحتية متهاوية‘
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس بلدية رأس بعلبك "دريد رحال" أن بلدته "منسية منذ عقود، وكشف السيل الجارف مدى حاجتنا لمشاريع تقبل على تنفيذها الدولة عبر الوزارات المعنية".
وقال للمشارق "كشف السيل مدى اهتراء شبكات البنى التحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء".
وأشار إلى الحاجة لتعديل مجرى السيل وإنشاء شبكة جدران دعم وتأهيل الطرقات وإقامة سد لتجميع المياه لإستعمالها للري.
وتابع رحال "نتطلع، بعد ما تعرضنا له، لخطة تنموية ورزمة مشاريع لتنفيذ بنى تحتية جديدة للمياه والصرف الصحي والكهرباء، وإنشاء سد على تلة إم خالد".
وأوضح ان السد سيسهم في تجميع المياه للري ومنع السيول.
واعتبر أن تلك المشاريع "ستضع المنطقة على موعد مع الإنماء بعد أن ألحقت السيول أضرارًا جسيمة بأراضيها الزراعية".
من جانبه، أكد رئيس بلدية القاع "بشير مطر" على الحاجة لوضع خطة مع مكاتب إستشارية تأخذ بالاعتبار حاجة البلدة.
وأضاف "يجب أن تتضمن الخطة إزالة تعديات البناء والمخالفات عن مجاري المياه وتحديد مواقع إنشاء الجسور وإقامة مكاسر للمياه وبحيرات صناعية لتجميع المياه وإنشاء قنوات مياه جديدة".
وتابع مطر "بلدتنا زراعية بامتياز"، مشددًا على وجوب "تعزيز القطاع الزراعي ودعم المزارعين".
كما طالب "مطر" بتأهيل الطريق الدولية التي تربط بعلبك بالقاع وصولًا للحدود السورية عند نقطة الجوسية، معتبرًا أن "من شأن تأهيل الطريق أن تحمل السياح للمنطقة".
مواجهة ’الاهمال المستمر‘
من جهته، قال محافظ بعلبك الهرمل "بشير خضر" للمشارق إن السيول "كشفت الإهمال المتمادي بالمنطقة، والحاجة لخطة إنمائية تتضمن تأهيل البنى التحتية ومشاريع حيوية".
وتابع "رفعنا منذ فترة مجموعة من المشاريع لمجلس الوزراء".
ولفت إلى أن بعضًا من عائدات مؤتمر سيدر ستخصص للمناطق المحرومة، كمنطقة بعلبك الهرمل ومناطق عكار.
وأوضح "خضر" أن مجموعة المشاريع التي رفعها وتطال كل قرى وبلدات نطاق محافظته "تتعلق بتأهيل البنى التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي والري وإنشاء شبكات أخرى في الأماكن التي يجب فيها الإنشاء، إضافة إلى بناء محطات تكرير".
وتتضمن الخطة الإنمائية، وفق "خضر"، إستكمال بناء سد نهر العاصي.
وأوضح أن الخطة حصلت على موافقة مبدئية من رئيس الحكومة الذي طلب إجراء دراسات جدوى للمباشرة بتنفيذها.
ولفت "خضر" إلى أنه يسعى، إلى جانب منظمات الأمم المتحدة والدول المانحة، "لتمويل إنشاء برك وسدود لحفظ مياه الأمطار".
وختم بالقول إن "الخطة خريطة طريق لتنمية البلدات وإزدهارها زراعيًا واقتصاديًا وسياحيًا على المدى البعيد".
لا حول ولا قوة الا بالله
الرد1 تعليق